كوابيس جديدة تلاحق ميليشيات إيران في سوريا.. وكيف تستغل تنظيم داعش؟

كوابيس جديدة تلاحق ميليشيات إيران في سوريا.. وكيف تستغل تنظيم داعش؟

كوابيس جديدة تلاحق ميليشيات إيران في سوريا.. وكيف تستغل تنظيم داعش؟


20/07/2023

بعد كابوس الضربات الإسرائيلية والأمريكية التي تلاحق الميليشيات الإيرانية في سوريا، تواجه طهران خطراً جديداً يأتي من داخل الأراضي السورية، حيث شهدت الفترة الماضية حوادث متعددة راح ضحيتها عناصر من الحرس الثوري ومن حزب الله اللبناني، نفذها مجهولون، ممّا ينبئ بتصاعد السخط على إيران، وتنامي الحركات المسلحة ضدها، سواء على الصعيد الشعبي أو على الصعيد الرسمي، خاصة أنّ العلاقات ليست مثالية دائماً بين كتائب تابعة للحكومة السورية وبين الفصائل والميليشيات التابعة للحرس الثوري.

وآخر الحوادث التي سجلت هي مقتل (3) عناصر في فصائل تابعة لايران، وإصابة (7) آخرين، أول من أمس، بهجمات استهدفت دوريات ومقرات للفصائل في ريفي دير الزور وحمص.

وقال مصدر عسكري في الحرس الثوري الإيراني، في تصريح لـ (نورث برس): إنّ مسلحين مجهولين يستقلون دراجات نارية استهدفوا بالأسلحة الرشاشة دورية لـ (كتيبة سيد الشهداء) التابعة لـ (الحرس الثوري الإيراني)، بالقرب من شارع الـ (40) ببلدة الميادين شرقي دير الزور، مضيفاً أنّ الهجوم أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة (4) آخرين.

وفي حادثة أخرى، قال المصدر ذاته: إنّ مسلحين مجهولين استهدفوا بالأسلحة الرشاشة “مشفى الشفاء” الإيراني ببلدة العشارة شرقي دير الزور، ممّا أسفر عن إصابة حارسين، رغم اتخاذ "الحرس الثوري الإيراني" إجراءات أمنية دقيقة للحراسة.

وفي وسط سوريا، قُتل عنصر من حزب الله اللبناني، وأُصيب آخر، بهجوم استهدف مقر عملهم ببلدة جنوبي حمص.

في وسط سوريا، قُتل عنصر من حزب الله اللبناني، وأُصيب آخر، بهجوم استهدف مقر عملهم ببلدة جنوبي حمص

وقال مصدر عسكري في القوات الحكومية بحمص: إنّ هجوماً بالقذائف الصاروخية استهدف مقراً عسكرياً للتدريب لعناصر حزب الله اللبناني ببلدة شنشار جنوبي حمص، لافتاً إلى أنّ الهجوم أسفر عن مقتل عنصر في حزب الله وإصابة آخر.

وفي حادثة أخرى توضح الصراع بين الميليشيات الإيرانية وكتائب الجيش السوري، اندلعت اشتباكات مسلحة بين عناصر من الدفاع الوطني التابع للجيش السوري، وبين ميليشيات إيرانية، مطلع العام الجاري في مدينة دير الزور، بسبب خلاف على "بيت دعارة"، وفقاً لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفادت مصادر المرصد بـ "انتشار كبير لبيوت الدعارة في مدينة دير الزور، تحت حماية الميليشيات الإيرانية، وجاء ذلك بعد التغلغل الإيراني في سوريا، وبسط نفوذها على أحياء عدة في مدينة دير الزور".

أخر الحوادث التي سجلت هي: مقتل (3) عناصر في فصائل تابع لإيران، وإصابة (7) آخرين، أول من أمس، بهجمات استهدفت دوريات ومقرات للفصائل

ووفقاً للمصادر، فإنّ "منازل الدعارة تنتشر بكثرة في حيي العمال والجورة، ويحتوي كل منزل على مجموعة من النساء والفتيات، حيث يتردد على تلك المنازل عناصر ميليشيات إيرانية، في ظل انعدام الرقابة الأمنية التابعة للحكومة السورية في المدينة".

وأشار المرصد إلى أنّ هناك "اشتباكات اندلعت خلال فترات سابقة بين عناصر من الدفاع الوطني والميليشيات الإيرانية في حي العمال، وجرت أمام أحد بيوت الدعارة في الحي".

يذكر أنّ المناطق الخاضعة لنفوذ الميليشيات الإيرانية تشهد انتشاراً واسعاً للمواد المخدرة وعمليات التهريب، فضلاً عن انتشار بيوت الدعارة.

وقبل ذلك شهدت منطقة (البوكمال) اشتباكات بين كتيبتين عسكريتين؛ إحداهما تابعة للجيش السوري، والأخرى مدعومة من قبل إيران وميليشياتها، وهو ما اعتبره البعض صراع نفوذ، وأنّ روسيا طرف ثالث فيه.

شهدت الفترة الماضية حوادث متعددة راح ضحيتها عناصر من الحرس الثوري ومن حزب الله اللبناني، نفذها مجهولون

هذا، وتسود أجواء توتر بين قوات النظام السوري والميليشيات المدعومة من إيران في ريف دير الزور الشرقي، واستقدمت قوات حزب الله اللبناني تعزيزات جديدة إلى المنطقة، ويُعتقد أنّ تلك الميليشيات تحاول استغلال بعض التنظيمات الإرهابية لتنفيذ عمليات ضد قوات النظام السوري والقوات الروسية بالوكالة عنهم، وبالفعل فقد وقع الاختيار على تنظيم داعش الإرهابي، حيث كشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن تواجد "تعاون وثيق بين حزب الله والحرس الثوري الإيراني وتنظيم داعش الإرهابي على الأراضي السورية".

وأوضح في اتصال هاتفي مع موقع (الحرة) أنّ تحقيقات استقصائية أجراها المرصد أظهرت "تواجد تنسيق على مستويات عالية بين الميليشيات الإيرانية مع داعش، حيث تقوم هذه الميليشيات نيابة عن الحرس الثوري بتزويد معلومات للتنظيم الإرهابي مقابل عدم اعتراض قوافل نقل وتهريب السلاح التي تجري على الأراضي السورية".

ميليشيات إيران تحاول استغلال تنظيم داعش لتنفيذ عمليات ضد النظام السوري والقوات الروسية بالوكالة

وأشار إلى أنّ بيانات المرصد أظهرت تراجع استهداف تنظيم داعش للميليشيات الإيرانية منذ منتصف عام 2021، على عكس ما كانت سابقاً، وهو ما دفع بالتحقيق بشكل أكبر في أسباب هذا الأمر.

وأضاف أنّ المرصد سينشر (4) تحقيقات تظهر "طبيعة التعاون بين مثلث يمثل حزب الله والحرس الثوري الإيراني وتنظيم داعش".

ويظهر "التعاون السري" بشكل كبير بين داعش وإيران، والذي بدأ في منتصف 2021، بحسب تحقيق للمرصد، إذ "يرى الحرس الثوري الإيراني أنّه رغم وجود خلاف عقائدي مع داعش إلا أنّ هذا لا يعني استمرار حالة العداء"، وفق عبد الرحمن.

وأضاف أنّ إيران كانت تريد من تنظيم داعش كفّ يده عن مهاجمة قوافلهم التي تعبر إلى سوريا، خاصة تلك التي تقوم بتهريب السلاح لحزب الله، كما تريد استهداف كتائب تابعة لروسيا وللنظام لأهداف تتعلق بالنفوذ في الكثير من المناطق.

رامي عبد الرحمن يكشف وجود تعاون وثيق بين حزب الله والحرس الثوري الإيراني وتنظيم داعش الإرهابي على الأراضي السورية

وكتعبير عن "حسن النوايا والتعاون، قام الحرس الثوري بتزويد داعش بمعلومات استخباراتية مهمة، وفي بعض الأحيان أرشدهم إلى أماكن حيوية يمكن استهدافها" بحسب عبد الرحمن، وزاد أنّ "الميليشات الإيرانية كان تسهل عمليات مرور وتهريب عناصر داعش، بما فيها توفير الغطاء لبعض قادة التنظيم للتنقل بحرية من منطقة إلى أخرى داخل الأراضي السورية".

واستعرض المرصد أوجه التعاون بين الجانبين، سواء بتوفير المعلومات الاستخباراتية أو التزويد بالدعم والحماية والطرق للتنقل، ووقف مهاجمة القوافل الإيرانية.

اشتباكات مسلحة بين عناصر من "الدفاع الوطني" وميليشيات إيرانية، في مدينة دير الزور، بسبب خلاف على "بيت دعارة"

وأشار إلى أنّ الميليشيات الإيرانية استعانت بشيخ قبيلة "له تاريخ طويل من التوسط في الصفقات بين الحرس الثوري  وداعش"، وذكر أنّه يلقب بـ "عرّاب المفاوضات".

وأرسل الحرس الثوري الإيراني شيخ القبيلة برفقة قائد فرع الأمن العسكري في دير الزور من أجل مقابلة ممثل تنظيم داعش الذي يُعرف بـ "أبو البراء"، وتباحثوا في سبل "تحقيق المصالح المتبادلة"، وذكر أنّ "العرّاب" عرض عليهم "توفير الأسلحة والذخيرة وتأمين مرورهم لمناطق قوات سوريا الديمقراطية، مقابل الحدّ من الهجمات على قوافل الميليشيات الإيرانية".

وبالعودة إلى حالة السخط الشعبي على ميليشيات إيران، فقد أصبحت تمثل عائقاً أمام التمدد الإيراني، خاصة أنّ تلك الكتائب وقادتها أصبحوا يحسبون كل خطوة لهم داخل الأراضي السورية، لأنّهم يدركون أنّ قواتهم مراقبة، وأنّه يمكن أن تتعرض للاستهداف من قبل مجهولين.

الميليشيات الإيرانية استعانت بشيخ قبيلة له تاريخ طويل من التوسط في الصفقات بين الحرس الثوري وداعش

ووفق ما نقلت شبكة (أورينت)، فإنّ حوادث كثيرة تقع يومياً يُقتل فيها عناصر من فصائل إيرانية ومن حزب الله اللبناني، إلا أنّه لا يتم الإعلان إلا عن الوقائع التي تصل معلومات عنها لوسائل الإعلام المحلية والعالمية.

وأضافت الشبكة أنّ عناصر الفصائل الإيرانية بعدما كانوا يتجولون بحرية، أصبحوا يختبئون خلف أسوار قواعدهم، ولا يظهر أحد منهم إلا على مداخل تلك التمركزات، وأنّ الخوف يعمّ صفوفهم، ويتعاملون على أساس أنّ كل سوري يقترب منهم يسعى لاستهدافهم، وأنّ قتله يعتبر من قواعد الاشتباك المشروعة لدى تلك الميليشيات.  

يذكر أنّ ميليشيات إيران نجحت في إجراء تغييرات ديموغرافية في الكثير من المناطق التي استملكتها، وتتمتع بأفضلية من حيث استقطاب المقاتلين، بسبب المرتبات التي تدفعها والمزايا، بالإضافة إلى الغطاء الأمني الذي توفره لهم.

مواضيع ذات صلة:

كيف نقرأ زيارة رئيس الحكومة العراقية إلى سوريا؟

توترات في سماء سوريا بين موسكو وواشنطن... ما الدلالات والرسائل؟

في أول زيارة رسمية إلى سوريا... هذا ما بحثه السوداني مع الأسد




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية