كاميرات بشوارع إيران لمراقبة زي النساء... هل هكذا استبدلت إيران شرطة الأخلاق؟

 كاميرات بشوارع إيران لمراقبة زي النساء... هل هكذا استبدلت إيران شرطة الأخلاق؟

كاميرات بشوارع إيران لمراقبة زي النساء... هل هكذا استبدلت إيران شرطة الأخلاق؟


17/01/2023

غيرت السلطات الإيرانية تكتيكاتها بشأن القوانين الصارمة المفروضة على لباس النساء وتغطية رؤوسهن، في محاولة لإضعاف الدعم للتظاهرات المناهضة للحكومة، والتي اندلعت إثر وفاة الشابة الكردية مهسا أميني التي كانت في قبضة شرطة الأخلاق بتهمة مخالفة تلك القوانين، وذلك بعد أشهر من الاحتجاجات.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال": إنّ الاحتجاجات المتواصلة في إيران كانت كافية لكشف عوار النظام، مشيرةً إلى أنّ النظام في طهران يخطط لفرض عقوبات على النساء اللاتي يخالفن معايير ارتداء الحجاب، ليستبدل الاعتقال بفرض عقوبات قد تصل إلى حظر السفر الدولي ودفع غرامات مالية.

النظام في طهران يستبدل الاعتقال بفرض عقوبات قد تصل إلى حظر السفر الدولي ودفع غرامات مالية

وأشارت الصحيفة إلى أنّ اتخاذ طهران أسلوباً قد يتسم بحدة أقل من المواجهة الجسدية تعكس محاولتها إلى تخفيف الغضب الواسع في البلاد.

وأصدرت إيران سياسات جديدة توجه الشرطة بالامتناع عن اعتقال النساء اللواتي يخالفن قواعد اللباس الصارمة، وفرض غرامات عليهن، وفقاً لما نقلته وكالة "إيسنا" عن المدعي العام محمد جعفر منتظري، بعد شهر من قرار حل شرطة الأخلاق، التي كان لها باع طويل في الاعتداء على النساء "المُخالِفات" وضربهن.

وتتعدى الغرامات الجديدة المُخالِفات إلى من يسمح لهن بالخروج عن القواعد الصارمة، مثل سيارات الأجرة والمطاعم والبنوك، في حال استقبال نساء من دون حجاب، وذكرت السلطات الإيرانية أنّها ستستعين بـتكنولوجيا جديدة للرقابة لفرض قوانين اللباس. 

"وول ستريت جورنال" كشفت استخدام النظام الإيراني كاميرات المراقبة الأمنية من أجل مراقبة النساء لفرض العقوبات عليهن

وتتراوح العقوبات الجديدة أيضاً بين الخدمة المدنية وصولاً إلى منع السفر خارج البلاد، وقد يطرد موظفو الدولة من مناصبهم، وقد يتم سحب سيارات النساء المخالفات. 

ونقلت "إيسنا" مذكرة أصدرها نائب المدعي العام الإيراني عبد الصمد خرم آبادي، في 10 كانون الثاني (يناير) الجاري، ذكر فيها أنّ "الشرطة تلقت أوامر للتعامل بصرامة مع جريمة عدم ارتداء الحجاب".

وكشفت "وول ستريت جورنال" استخدام النظام الإيراني كاميرات المراقبة الأمنية من أجل مراقبة النساء لفرض العقوبات عليهن، إذ يمكن للكاميرات المستخدمة لتسجيل المخالفات المرورية تنفيذ هذا العمل بشكل منهجي لمراقبة النساء اللائي يخالفن قواعد اللباس، وتجنب صدام مباشر آخر بين الشرطة والمواطنين.

الشرطة الإيرانية استمرت في إرسال رسائل نصية لتحذير السائقات اللواتي امتنعن عن ارتداء الحجاب في سياراتهن حتى الشهر الحالي

وفي 10 كانون الثاني (يناير) الحالي ألقى المرشد الأعلى علي خامنئي خطبة استخدم فيها لهجة أقل حدة تجاه النساء الخارجات عن قواعد اللباس، قال فيها: إنّ "الحجاب الضعيف ليس ملائماً، لكنّه ليس سبباً لاعتبار ذاك الشخص خارجاً عن الدين وعن دائرة الثورة".

وذكرت الصحيفة أنّ الاحتجاجات التي تشهدها البلاد نابعة عن (40) عاماً من الاختلاف حول الحجاب القسري، والذي يرى فيه المواطنون تجسيداً للحكم الاستبدادي، خاصة في ما يتعلق بالفئات الأكثر علمانية في المجتمع.

المصدر ذاته أشار إلى أنّه لا توجد مؤشرات رسمية على حل شرطة الأخلاق، ما عدا تصريحات المدعي العام الشهر الماضي، في وقت يرى فيه ناشطون أنّ الحجاب القسري سيظل سارياً لأنّه "حجر أساس لنفوذ الحكومة".

يُذكر أنّ الشرطة الإيرانية استمرت في إرسال رسائل نصية لتحذير السائقات اللواتي امتنعن عن ارتداء الحجاب في سياراتهن، حتى الشهر الحالي، وفقاً لوكالة "فارس".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية