
أعادت كاتبة صحفية يمنية علاقة الإخوان المسلمين وخيانتهم وفسادهم في عهد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إلى الواجهة.
وقالت الكاتب سمية الفقيه في مقالة لها نشرتها عبر موقع (المنتصف نت): كان الإخوان وزمرتهم قبل أحداث 11 شباط (فبراير) يروّجون أنّ "صالح" كان فاسداً، وأنّ البلاد ليست "متطورة" مثل باقي بلاد العالم، وأنّه يريد توريث الحكم، وأنّهم لو مسكوا البلاد فسوف يحوّلونها إلى جنة، وسيصعدون بنا إلى المريخ.
وأضافت الفقيه: هيَّجوا الشارع اليمني على رئيس النظام السابق وعلى نظام حكمه وعلى اليمن واليمنيين، في حين كانوا يستلمون رواتبهم منه قبل نهاية الشهر، والماء والكهرباء والطرق والخدمات والمعيشة كانت على أفضل ما يكون، ولا نسمع طلقة رصاص ولا يجرؤ أيّ بلطجي أن يتجوَّل في الشارع أو أن يفرض أيّ إتاوة على أيّ مواطن، بالإضافة إلى ذلك، كانوا أيضاً ينعمون بالأمن والأمان، يسافرون ويتحدثون ويمارسون معارضتهم بكل أريحية دونما خوف من سجن أو اعتقال، رغم أنّه، وبحكم أنّه رئيس، كان يحق له تأديب كل من يخرج عن حدود المواطنة، لكنّه وبحكم إرسائه لمبادئ الرأي والرأي الآخر وللديمقراطية التي كان يتخذها نهجاً ومساراً، كان يسمح لهم بكل ما كانوا يفعلونه ويقولونه.
الإخوان مسكوا الحكم، ولكن لم تتحول البلاد إلى جنة، بل إلى جحيم، ووصلنا إلى الحضيض من كل الجوانب، وتناسل الفاسدون والمجرمون والقتلة واللصوص وقطاع الطرق بأعداد كبيرة.
وتابعت الكاتب الصحفية: "بعد ذلك، صدّق الإخوان من صدّق، وسار بعد أوهامهم وأحقادهم وعنادهم السياسي لـ "صالح وحكمه" من سار، وهاجت وماجت الأوضاع وتطورت إلى كارثة 11 شباط (فبراير) التي دمّرت اليمن، وأهلكت شعبها وأحرقت الأرض وقتلت وشردت أهلها وأفقرتهم، وبات التسول وبراميل القمامة ملجأ كل مظلوم حكموا عليه بهذا المصير البائس".
وأوضحت الفقيه: "لقد مسكوا الحكم، ولكن لم تتحول البلاد إلى جنّة، بل إلى جحيم، ووصلنا إلى الحضيض من كل الجوانب، وتناسل الفاسدون والمجرمون والقتلة واللصوص وقطاع الطرق بأعداد كبيرة، وزد على ذلك كارثة الحوثي الذي سمحوا له أن يتغوّل في البلاد ويفتك بالشعب ويحرق الأخضر واليابس".
وختمت مقالتها بالقول: "لم يكن كل ما مضى سوى أحقاد سياسية وعناد حزبي من الإخوان ضد حكم صالح، ومؤامرات محلية وإقليمية قادت البلاد إلى الحرب وأتون الحرائق، وما زلنا نتجرع مآلاتها مزيداً من القتل والفقر والمرض والتمزق والشتات، وما وصلنا إلى المريخ، حسب زعمهم، بل إلى الدرك الأسفل من العذاب والدمار والخراب والانهيار.