قيادي داعشي يكشف شهادة خطيرة عن جماعة الإخوان... ماذا قال؟

قيادي داعشي يكشف شهادة خطيرة عن جماعة الإخوان... ماذا قال؟

قيادي داعشي يكشف شهادة خطيرة عن جماعة الإخوان... ماذا قال؟


02/03/2023

أدلة جديدة حول تورط جماعة الإخوان المسلمين بصناعة العنف خلال الأعوام الماضية، سواء بتوفير الملاذات والدعم المباشر للتنظيمات الأكثر خطورة في العالم، وفي مقدمتها "داعش" و"القاعدة"، أو عن طريق أذرعها المسلحة التي ظهرت للمرة الأولى للعلن بانتمائها التنظيمي عقب سقوط الجماعة عن الحكم في مصر إبّان عام 2013، وتوحش التنظيم بتنفيذ عمليات إرهابية اجتاحت البلاد واستهدفت مؤسسات الدولة ورجال الأمن والشخصيات العامة، وجميع من أيّد ثورة 30 حزيران (يونيو).

أدلة توثقها اليوم شهادة أحد قيادات تنظيم داعش الذين تحالفوا مع تنظيم الإخوان، حسب اعترافه، فقد وفّرت الجماعة لهم روافد لشرعنة وتأطير الفكر التكفيري العنيف، كما وفّرت دعماً لوجستياً واسعاً لتدريب عناصر التنظيم، داخل مصر وخارجها، كذلك شكّل تنظيم الإخوان، إلى جانب مجموعة "حازمون"، الرافد الأساسي لعناصر هيئة أحرار الشام الإرهابية بسوريا، على حدّ قوله.

وقد رصد تقرير أذاعته قناة الوثائقية المصرية شهادات لقيادي داعشي يُدعى هيثم عبد الحميد، يُعرف داخل التنظيم باسم رشيد المصري، ويُلقب بأمير حدود داعش، رصد شهادات صادمة أيضاً حول علاقة الإخوان بإسرائيل، وأجهزة مخابرات بعض الدول، التي دعمت ودربت عناصر التنظيم لتنفيذ مخطط فوضى بالداخل المصري.

الجماعة كانت رافداً للإرهاب في سوريا

كشف عبد الحميد خلال شهاداته أنّ الجماعة قد مثلت رافداً لكافة التنظيمات الإرهابية التي ظهرت في أعقاب الثورات العربية عام 2011، وبشكل خاص هيئة أحرار الشام السورية.

ووفق عبد الحميد، "كانت جبهة أحرار الشام أكثر التنظيمات الجاذبة للمصريين، وقد مثل  أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وجماعة حازمون (التابعة للقيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل) أكثر الروافد التي شكّلت التنظيم، من خلال الإمداد بالعناصر المدربة والتمويلات أيضاً".

القيادي الداعشي هيثم عبد الحميد يُعرف داخل التنظيم باسم رشيد المصري ويُلقب بأمير حدود داعش

 ويقول عبد الحميد: إنّ التنظيم الإرهابي الذي نشط في سوريا بعد عام 2011 تلقى دعماً دعائياً من جماعة الإخوان المسلمين، دفعت الكثيرين من التيار الإسلامي مثل "حازمون أو الإخوان" للانضمام إلي تنظيم أحرار الشام، حتى أنّ أكثر أعضاء تنظيم أحرار الشام كان من المصريين"، بحسب ما نقلته مواقع محلية.

وأشار عبد الحميد إلى أنّ الانضمام لتنظيم داعش كان اختيار معظم المصريين الذي غادروا إلى سوريا، وأنّه بعد أسبوعين من إعلان ظهور تنظيم داعش كان التنظيم بدون هيكلية، لذلك اختار عناصر الإخوان وغيرهم من الشباب حركة أحرار الشام التي تتولى اختيار المهاجرين، ثم تولّت الحركة بعد ذلك ضم العناصر المدربة إلى داعش.

هيثم عبد الحميد: تنظيم هيئة أحرار الشام الذي نشط في سوريا بعد عام 2011، تلقى دعماً دعائياً من جماعة الإخوان المسلمين، دفع الكثيرين من التيار الإسلامي مثل "حازمون أو الإخوان" للانضمام إلى "أحرار الشام"

وحول طبيعة التدريب الذي تلقوه، يصفه بأنّه كان بسيطاً يشمل تدريبات بدنية وفقهية، وضمت الحلقات مجموعات لم يتجاوز عددها (100) شخص، جميعهم عرب، ثم زادت فيما بعد.

مؤتمر "نصرة سوريا"... ضوء أخضر للإرهاب الإخواني

لفت عبد الحميد الذي انضم لاحقاً إلى هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) إلى أنّ "مؤتمر نصرة سوريا الذي عُقد داخل استاد القاهرة عام 2012، بحضور الرئيس الإخواني محمد مرسي وقيادات التيار الإسلامي وعناصر متطرفة، قد حسم تردد من أرادوا السفر إلى سوريا آنذاك".

وأضاف أنّ "هذا المؤتمر قد أثر على الداخل المصري أكثر ممّا أثر على الداخل السوري، حيث شجع الشباب على الانضمام إلى الثورة المسلحة في سوريا، وفي هذا الوقت، وبعد مؤتمر "نصرة سوريا"، فإنّ كلّ من كان متردداً في السفر إلى سوريا حسم أمره وعزم على السفر، ومن كان متخوفاً، ذهب عنه خوفه، لأنّ خطاب مرسي خلال المؤتمر أعطى غطاءً أمنياً وسياسياً لكل من أراد السفر إلى سوريا.

مؤتمر "نصرة سوريا" الذي عقده مرسي داخل استاد القاهرة شجع الشباب على الانضمام إلى الثورة المسلحة في سوريا، وكلّ من كان متردداً في السفر إلى سوريا حسم أمره وعزم على السفر، ومن كان متخوفاً، ذهب عنه خوفه

وأشار إلى أنّه بجانب الغطاء الأمني والسياسي لخطاب مرسي، كان هناك الغطاء العقائدي، ففي المؤتمر كان شيوخ السلفية أمثال؛ محمد عبد المقصود، ومحمد حسان، وياسر برهامي وغيرهم، ممّن وفروا الغطاء العقائدي والفقهي للشباب للانضمام إلى التنظيمات الجهادية في سوريا ممّن يدعمونهم إيديولوجياً.

تنسيق مباشر مع إسرائيل

إلى جانب دعم الإرهاب فكرياً ولوجيستياً، تطرق القيادي الداعشي أيضاً إلى مسألة التنسيق والتعاون المشترك بين تنظيم الإخوان وعدد من أجهزة مخابرات الدول الغربية التي وظفت التنظيم لصناعة الفوضى في المنطقة العربية.

وكان من اللافت حديث أمير حدود داعش عن العلاقة بين جماعة الإخوان وإسرائيل، فقد أكد أنّ عناصر الجماعة تلقوا تدريبات على أيدي قيادات إسرائيلية قريباً من الحدود اللبنانية.

وحول دوافع انضمامه إلى جبهة النصرة في سوريا، قال عبد الحميد: "كان هناك تهميش للسنّة المتواجدة في سوريا، ولذلك قررنا أن نخوض الجهاد في سوريا، وقد كانت إسرائيل تدرب ميليشيات الإخوان في لبنان".

وأضاف: "كنّا نعيش حالة من السياحة الجهادية، في التنقل بين بلد وآخر بحريّة ورفاهية، فضلاً عن فكرة الجهاد، لم نكن نحمل همّ الأموال، وكنّا نحصل على كافة الأموال التي نريد، كذلك المزايا كانت كبيرة، وعدد كبير منّا من خريجي جامعات وحصلوا على شهادات عليا، أنا خريج كلية اقتصاد وعلوم سياسية، ومعي صديق خريج هندسة".

الناتو وتركيا يدربون المسلحين في ليبيا

بحسب شهادة القيادي الداعشي، يُعدّ عدد المصريين المنضمين للتنظيم كبيراً إلى حدٍّ ما، لكنّ النسبة الغالبة عليه كانت من عناصر تيارات الإسلام السياسي، وفي المقدمة الإخوان والسلفيون.

ويقول عبد الحميد خلال حديثه: "كان هناك نسبة من الإخوان ونسبة من الاشتراكيين الثوريين والالتراس في داعش، وعندما سافرت إلى ليبيا، وتحديداً في مدينة بني غازي، أصبت في حادث سيارة، وتلقيت تدريبات في ليبيا، وكان هناك مدربون من الناتو، بينهم تركي وتشيكي، درّبونا على استخدام الأسلحة الخفيفة".

وأوضح عبد الحميد أنّه "غادر إلى ليبيا في تموز (يوليو) عام 2011، وكان على تواصل مع تنظيم أحرار ليبيا، ثم عاد إلى مصر، ثم سافر مجدداً إلى ليبيا في عام 2012، وفي هذه الفترة كان المصريون والليبيون يعتبرون أنّه لا يوجد حدود بينهما؛ بسبب الثورة وما خلّفته من حالة أمنية هشة في البلدين.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية