قيادي إسلامي بارز يعود من منفاه إلى الجزائر.. كيف أحيى معاناة "العشرية السوداء"؟

قيادي إسلامي بارز يعود من منفاه إلى الجزائر.. كيف أحيى معاناة "العشرية السوداء"؟

قيادي إسلامي بارز يعود من منفاه إلى الجزائر.. كيف أحيى معاناة "العشرية السوداء"؟


04/03/2025

بالتزامن مع تواتر الحديث عن عودته إلى الجزائر بعد 32 عاما من المنفى في الولايات المتحدة، ظهر القيادي السابق في حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة بالجزائر أنور هدام في صورة حديثة مع الناشط الإسلامي محمد بوفراش، بينما يرجح ناشطون أن إلى تفعيل قانون لم الشمل الذي أطلقه الرئيس عبدالمجيد تبون خلال السنوات الأخيرة.

وتوحي الإشارات الأولية، وفقا لصحيفة "العرب" اللندنية، إلى أن عودة القيادي السابق في حزب جبهة الإنقاذ المحظورة بقرار قضائي صادر في مطلع تسعينات القرن الماضي، تمت بشكل يوحي بأنه استفاد من إجراءات عفو معينة يوفرها قانون لم الشمل، وتنطوي على معاملة انتقائية للسلطة مع تركة الحزب المنحل.

وكانت عودة أنور هدام (71 عاما) إلى بلاده قد تأجلت عدة مرات، منذ حقبة الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة، بسبب خلافات بينه وبين الجهات الرسمية المخولة بتأمين العودة، وبينه وبين قياديين آخرين في الحزب المذكور، رغم أنه لا علاقة تنظيمية وهيكلية تربطه بهم، منذ أن أسس الحركة من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية في الولايات المتحدة.

ونفى، بحسب الصحيفة، مقربون من الجناح الراديكالي في جبهة الإنقاذ المنحلة أن تكون عودة أنور هدام قد تمت بعلم أو رأي قيادة جبهة الإنقاذ، فرغم الانتماء إلى نفس المدرسة السياسية إلا أن الاتصالات أو التشاور انقطعا منذ عدة سنوات، خاصة بعدما أسس الرجل حركته السياسية في الولايات المتحدة، ما يوحي بتنصله من رصيده النضالي والسياسي.

في الأثناء، أعاد صحافيون ومثقفون ومحامون معارضون للإسلاميين، نشر فيديو يعود إلى بداية 1992، يظهر فيه هدام متحدثاً في مؤتمر صحافي؛ حيث عبَّر عن تأييده لحمل مئات الإسلاميين السلاح دفاعاً عن "اختيار الشعب". 

أطلقت الجزائر في السنوات الأخيرة مشروعا للم الشمل يستهدف استقطاب وجوه سياسية معارضة خاصة تلك الناشطة في الخارج

في تلك الفترة، قررت قيادة الجيش إلغاء نتائج انتخابات برلمانية حققت فيها "جبهة الإنقاذ" فوزاً كاسحاً، وكان هدام من الفائزين بمقعد برلماني عن ولايته تلمسان بغرب البلاد.

وبالنسبة لمعارضي هذا الحزب الإسلامي، يعد هدام "رمزاً للعشرية السوداء" وبالتالي يعدون عودته إلى الجزائر بمثابة "تحريك للسكين في الجرح"، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".

ويعد أنور هدام من أوائل كوادر جبهة الإنقاذ الذين اضطلعوا بمهمة رئاسة الهيئة السياسية والبرلمانية في أوروبا والولايات المتحدة من أجل الدفاع عن المسار الانتخابي الموقوف، وأقام في واشنطن أين تعرض لعدة مضايقات وتحقيقات لاسيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.

ومع تلاشي النشاط السياسي والإعلامي لكوادر الإنقاذ في الخارج، تحت تأثير استعادة السلطة لزمام المبادرة، دب الفتور بين أفرادها، خاصة بعد إطلاق الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة لقانوني الوئام المدني والمصالحة الوطنية في 1999 و2005.

ورغم عدم الجهر بخلافات سياسية بين قيادات الهيئة السياسية، والقيادات التاريخية لجبهة الإنقاذ، اعتبرت "العرب" أن إعلان أنور هدام عن تأسيس حركة الحرية والعدالة الاجتماعية اعتبر بمثابة الانشقاق الذي لا رجعة فيه.

وأطلقت الجزائر في السنوات الأخيرة مشروعا للم الشمل يستهدف استقطاب وجوه سياسية معارضة، خاصة تلك الناشطة في الخارج، ليكون طبعة منقحة من قانون المصالحة الوطنية، لكنه بقي غامضا وغير مقنع للعديد من الوجوه المستهدفة، ولم يتم الترويج السياسي أو الإعلامي له، خاصة بعد الافتقاد للصدى المنشود، مع بعض الوجوه العائدة من حركة “رشاد” الإسلامية المصنفة ضمن الكيانات الإرهابية في الجزائر منذ عام 2021.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية