تنظر محكمة الجنايات الفرنسية في باريس غداً، بقضية شبكة تبييض أموال المخدرات المرتبطة بحزب الله اللبناني.
وتفتح القضية ملفات تمويل "كارتيل ميديين"، وأنشطة الشبكة اللبنانية في إعادة تحويل أمواله إلى كولومبيا، بعد توظيفها في شراء مجوهرات وسيارات فاخرة، وفق "فرانس برس".
ومن بين المتهمين؛ عدد من اللبنانيين، تشتبه أجهزة مكافحة المخدرات وتبييض الأموال الأمريكية والفرنسية في أنّهم على صلة بحزب الله اللبناني.
وتتعقب الأجهزة الأمنية، الأمريكية والأوروبية، الشبكة المتشعبة، منذ أعوام، فيما تبقى علاقة حزب الله بهذه الشبكة إحدى النقاط المهمة التي يتركز عليها التحقيق، خاصة منذ اعتقال رجل الأعمال اللبناني، محمد نور الدين (44 عاماً)؛ الذي ينشط في القطاع العقاري وتجارة المجوهرات، وهو أبرز المتهمين في هذه القضية.
محكمة الجنايات الفرنسية في باريس تنظر بقضية شبكة لتبييض أموال المخدرات مرتبطة بحزب الله اللبناني
وسيحاكم 15 رجلاً، بدرجات متفاوتة من المسؤولية، إثر عمليات جمع أموال المخدرات وتبييضها، ضمن عصابة منظمة، في محاكمة تستمر حتى 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.
وكانت الولايات المتحدة قد جمّدت أموال نور الدين؛ كإجراء لمكافحة تمويل الإرهاب، كما جمع الأمريكيون معلومات في أمريكا الجنوبية.
وتشير المعلومات التي تم تحصيلها؛ إلى أنّ الكارتيلات التي تتعامل مع الشبكة اللبنانية، هي إما مكسيكية أو كولومبية، وتم تسجيل اتصالات هاتفية بين مهربي مخدرات من البلدين ومحصّل أموال لبناني، خصوصاً أثناء عملية تسليم أموال جرت في ضاحية مونتروي الباريسية، في شباط (فبراير) 2015.
وكان مكتب مكافحة المخدرات الأمريكي هو من بادر إلى رفع القضية لدى القضاء الفرنسي، في سياق تحقيق يجريه بشأن شبكة تنشط منذ 2012، بين أمريكا اللاتينية وأوروبا والشرق الأوسط.
وإحدى طرق التبييض التي رصدها مكتب مكافحة المخدرات الأمريكي، تجعل من فرنسا، حيث يقيم عدد من المتهمين، مركز تهريب المخدرات في أوروبا، فيتم جمع الأموال الناجمة عن بيع الكوكايين في أنحاء القارة، ثم ترسل إلى لبنان، ومن هناك يسدّد ثمنها إلى المهربين الكولومبيين عبر حوالات مالية.
ويعود نظام تحويل الأموال هذا، إلى ما قبل المصارف؛ حيث كان نقل الأموال على طرق الحرير والتوابل يتطلب شبكات متينة تقوم على ضمانات ثقة قديمة.
وهنا يبرز دور الصرّافين، ومنهم لبنانيون كانوا مفصلاً أساسياً في شبكة الحوالات المالية؛ إذ يتبادلون ديون زبائنهم وفق نظام لا يترك أيّ أثر في النظام المصرفي.
وفتح تحقيق في باريس، في شباط (فبراير)2015، أدى إلى حملة توقيفات واسعة النطاق، في كانون الثاني (يناير) 2016، شملت بشكل شبه متزامن فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا.
وبعد بضعة أشهر؛ أوقفت الولايات المتحدة رئيس الشبكة، محمد عمار، المعروف باسم "أليكس"، الذي كان يتنقل بين كولومبيا وكاليفورنيا، وقد أقرّ بارتباطه بالكارتيلات الكولومبية.
ويصف التحقيق الفرنسي حول "الشبكة اللبنانية"، أو قضية "الأرز"، كما تعرف، بأنها: "شبكة على درجة عالية من الهيكلية والتنظيم، تمكّنت من تبييض عشرات ملايين اليوروهات سنوياً، لحساب تاجر المخدرات الكولومبي آل تشابولين، المسؤول عن إرسال حاويات من الكوكايين إلى أوروبا".
وكان المهربون يعمدون إلى تغيير هواتفهم الذكية بانتظام، ويستخدمون لغة مشفرة.
وتتضمن الشبكة رؤساء فرق وجباة أموال وناقلين، وفي مرحلة أولى؛ كان يتمّ جمع الأموال النقدية الناتجة عن تهريب المخدرات في جميع أنحاء أوروبا، من خلال الصرافين.
وفي المرحلة الثانية؛ يتم شراء مجوهرات وساعات وسيارات فاخرة، قبل أن يعاد بيعها في مرحلة ثالثة، في لبنان وغرب إفريقيا. وأخيراً، يعاد تحويل الأموال المبيّضة بهذه الطريقة إلى الكولومبيين من خلال مكاتب الصرافة.
وأقرّ المتهم الرئيس، محمد نور الدين، بتنظيم عمليات الجباية، لكنّه نفى أن يكون على علم بمصدر الأموال.