في عيده الـ 50.. ماذا تعرف عن يوم الأرض؟

يُصادف اليوم 22 نيسان (أبريل)، احتفال العالم بما يُسمى بـ "يوم الأرض"؛ حيث تُسلط الدول والمنظمات والأشخاص من حول العالم، الضوء على القضايا البيئية، بهدف التوعية وحشد الدعم والحماية بقضايا مثل؛ مثل التصحر والاحتباس الحراري وغيرها من التحديات التي تُهدّد التنوع البيولوجي على الأرض. فماذا تعرف عن هذا اليوم؟

احتُفل بيوم الأرض للمرة الأولى بتاريخ 21 آذار من العام 1970 والذي يصادف أول أيام الربيع بالنصف الشمالي من الكرة الأرضية

متى بدأ الاحتفال بيوم الأرض؟

احتُفل بيوم الأرض للمرة الأولى عام 1970، في أول أيام الربيع بالنصف الشمالي من الكرة الأرضية، والذي صادف يوم 21 آذار (مارس)، وذلك بعد اقتراح ناشط السلام، جون مكونيل، في مؤتمر اليونسكو المعقود عام 1969 في سان فرانسيسكو تخصيص يوم لتكريم الأرض، لتتم المصادقة عليه في وقت لاحق من خلال إعلان كتبه مكونيل ووقع عليه الأمين العام للأمم المتحدة، يو ثانت.

وبعد مرور شهر على الإعلان، أسس السيناتور الأمريكي، غايلورد نيلسون، يوم الأرض باعتباره يوم توعية بيئية حُدّد لأول مرة بتاريخ 22 نيسان (أبريل) من عام 1970، ليحصل نيلسون لاحقاً على وسام الحرية الرئاسي تقديراً لعمله، ثم أسس عالم البيئة الأمريكي "دينيس هايز" منظمة "The Bullit Foundation" التي جعلت يوم الأرض يوماً عالمياً وأحيته في 141 دولة عام 1990.
الأمراض والتغيّر المناخي

يأتي يوم الأرض هذا العام مصحوباً بجائحة كورونا التي تلقي بضلالها على العالم متسببة بمئات الآلاف من الضحايا، لتذكّر البشر بضرورة الحفاظ على كوكب الأرض ومناخه؛ فقد أصدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة عام 2016 تقريراً عن القضايا الناشئة التي تدعو إلى القلق البيئي، حدّد فيه مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمال انتقال الأمراض مثل فيروس كورونا من الحيوانات إلى البشر. ويوجز التقرير هذه العوامل في التعديات التي تطال التنوع الحيوي؛ كإزالة الغابات وتغيير استخدامات الأراضي وتكثيف الإنتاج الزراعي والحيواني والإتجار غير المشروع بالأحياء البرية.

اقرأ أيضاً: ما قصة يوم الأرض الفلسطيني؟
وبحسب التقرير، فإنّ الأمراض الوبائية قد تصبح أكثر تواتراً مع استمرار تغيُّر المناخ، الذي يؤثر على الظروف البيئية التي تمكّن أو تعطّل بقاء وتكاثر العوامل الممرضة والكائنات الناقلة والمضيفة لها، كما يؤثر على وسائل انتقال المرض وأنماط تفشّيه.

احتفل موقع غوغل بيوم الأرض هذا العام من خلال تسليط الضوء على النحلة؛ التي تعدُّ من أصغر الكائنات وأهمها في الطبيعة

وفي يوم الأرض لعام 2016، اعتمدت الأمم المتحدة رسمياً اتفاق باريس للمناخ، الذي يفرض على الدول الالتزام بالحدّ من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى دون درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، وتعزيز قدرة البلدان على التخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ.
الأرض تتنفس بسبب فيروس كورونا!
شكلّت الظروف التي يمر بها العالم متنفساً لكوكب الأرض؛ فكانت البيئة المستفيد الأول من الأزمة وما ترتّب عليها من إغلاقات ووقف للأنشطة الصناعية، حيث توقفت مصادر الانبعاثات الكربونية من مصانع ووسائل المواصلات ما انعكس على تحسّن جودة الهواء في 337 مدينة حول العالم بنسبة 11.4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

كما أصبحت القنوات المائية في مدينة فينيسيا الإيطالية نظيفة بشكل غير مسبوق وعادت الحياة البحرية إليها بعد ركود حركة القوارب، فيما بدأت أستراليا تتعافى من آثار الحرائق المدمرة وعادت دببة الكوالا إلى الطبيعة بعد أن طردتها النيران.
احتفالات افتراضية باليوبيل الذهبي ليوم الأرض
يصادف هذا العام الذكرى الـ 50 ليوم الأرض، الذي خرج فيه ما يزيد عن 20 مليون شخص من أنصار البيئة إلى الشوارع والساحات احتجاجاً على تسرّب النفط إلى الأنهار والبحار وعلى الضباب الدخاني وغيرها من الأزمات البيئية عام 1970، إلا أنّ المناسبة تأتي هذا العام وسط إغلاق وإجراءات وقائية صارمة للحد من انتشار فيروس كورونا؛ ما أدى إلى اقتصار فعاليات المناسبة على حملات توعوية في منصات التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية المختلفة.

اقرأ أيضاً: هل للدين دور حاسم في مواجهة التغير المناخي؟
وأطلقت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" حملة "EarthDayAtHome" لمساعدة الجمهور في الاحتفال بهذه المناسبة، حيث يقول مسؤولو ناسا في بيانٍ لهم؛ "بينما نخطط ليوم الأرض 2020، تستمر وكالة ناسا في التواصل مع الشباب من خلال جمع موارد مختلفة من جميع أنحاء الوكالة في مجموعة أدوات يوم الأرض عبر الإنترنت".
وأضاف البيان؛ "جميع الموارد هنا مجانية ومتاحة للمعلمين والطلاب وأولياء الأمور والقادة المدنيين والمتاحف، وأي شخص آخر، لاستخدامها والاستمتاع بها".

فيما احتفل مُحرك البحث الشهير "غوغل" بالمناسبة من خلال تسليط الضوء على واحدة من أصغر الكائنات وأهمها في الطبيعة وهي "النحلة"، حيث إنّ ثلث محاصيل العالم وأكثر من 85 بالمئة من النباتات المزهرة تعتمد في تلقيحها على النحل.

فيما تُخصص قناة "ناشيونال جيوغرافيك" يوماً كاملاً عن ذكرى يوم الأرض العالمي، تبث فيه أفضل أفلامها وبرامجها الوثائقية التي تتحدث عن البيئة بشكل عام، ومن بين هذه العروض فيلم "أندر الكائنات"، الذي سيبث بمناسبة الذكرى الـ 50 ليوم الأرض.