في ذكرى سقوط حكم الإخوان: تضييق متزايد على كوادر الجماعة في دول اللجوء

في ذكرى سقوط حكم الإخوان: تضييق متزايد على كوادر الجماعة في دول اللجوء

في ذكرى سقوط حكم الإخوان: تضييق متزايد على كوادر الجماعة في دول اللجوء


30/06/2025

تحلّ اليوم الذكرى الثانية عشرة على إطاحة "جماعة الإخوان المسلمين" من الحكم في مصر، إثر التظاهرات الشعبية الواسعة التي اجتاحت البلاد في 30 حزيران/يونيو 2013. وتأتي الذكرى هذا العام في ظل تسارع الأنباء عن تدهور أوضاع عناصر الجماعة الفارين إلى الخارج، لا سيما في تركيا التي ظلت طوال سنوات ملاذاً آمناً لهم.

وقال مصدر مقرّب من "الإخوان" في تركيا، فضّل عدم ذكر اسمه، لصحيفة "النهار"، إن كوادر الجماعة يمرّون بحالة صدمة حقيقية نتيجة رفض تجديد إقامات بعضهم، وسحب الجنسية التركية من آخرين. وأضاف أن "السلطات التركية باتت أكثر تشدداً تجاه تواجد عناصر الإخوان، خاصة بعد تحسّن العلاقات مع القاهرة"، مشيراً إلى أن ذلك خلّف ارتباكاً واسعاً في صفوفهم.

كوادر الجماعة يمرّون بحالة صدمة حقيقية نتيجة رفض تجديد إقامات بعضهم وسحب الجنسية التركية من آخرين

وأوضح الباحث المتخصص في حركات الإسلام السياسي، حسام الحداد، لـ"النهار"، أن الجماعة تعيش "حالة تراجع وتفكك غير مسبوقة"، مؤكداً أن وفاة القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير في عام 2022 عمّقت الانقسامات التنظيمية. وتابع: "هناك خلافات كبيرة بين قيادات الخارج التي تحاول ترميم التنظيم، وبين قيادات الداخل المسجونين في مصر، ما أضعف التماسك الهيكلي للجماعة".

وتزامنت هذه الضغوط مع تصاعد القلق الغربي، خصوصاً في فرنسا، من تغلغل تيارات الإسلام السياسي، فقد حذرت جهات رسمية وإعلامية فرنسية مؤخراً من تنامي نفوذ الإخوان داخل المؤسسات والمجتمع.

وكشفت تسريبات صوتية وتدوينات متفرقة عن تدهور الوضع القانوني لعدد من كوادر التنظيم. ومن أبرز هذه الوقائع، مقطع صوتي نشره الإعلامي حسام الغمري، يُظهر أحد القيادات وهو يطلب من سيدة فلسطينية مليون دولار لتأمين إقامة عقارية في تركيا، وسط تهديده بالطرد، قبل أن تختفي السيدة في ظروف غامضة.

هناك خلافات كبيرة بين قيادات الخارج التي تحاول ترميم التنظيم وبين قيادات الداخل المسجونين في مصر ما أضعف التماسك الهيكلي للجماعة

 

وبحسب الحداد، فقد شملت قرارات سحب الجنسية شخصيات بارزة مثل محمود حسين، القائم بأعمال المرشد، والداعية وجدي غنيم. وأكد أن "حالة عدم الاستقرار والضغوط القانونية تهيمن على حياة كوادر الإخوان في الشتات، مع تزايد حالات إنهاء الإقامات ومصادرة الأصول".

وأشار الحداد إلى أن "الدعم الشعبي للإخوان داخل مصر تقلّص بدرجة كبيرة، بعد فشلهم في إدارة الدولة"، معتبراً أن الجماعة تحولت إلى "ظاهرة صوتية تعتمد على التحريض الإعلامي، دون أي تأثير فعلي على الأرض".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية