في اليوم العالمي للمرأة: تاء التأنيث لم تعد ساكنة

المرأة

في اليوم العالمي للمرأة: تاء التأنيث لم تعد ساكنة


08/03/2020

تحتفل نساء العالم اليوم باليوم العالمي للمرأة. وقد حمل شعار هذا العام "أنا جيل المساواة: إعمال حقوق المرأة"، وذلك في إطار الحملة متعددة الأجيال لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، المسماة "جيل المساواة". ويصادف احتفال هذا العام مع الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإعلان ومنهاج عمل بيجين الذي يعد، بحسب الأمم المتحدة، خريطة الطريق الأكثر تقدمية فيما يتصل بتمكين المرأة والفتاة في كل أنحاء العالم.

اقرأ أيضاً: المرأة... الوردة المظلومة في يومها!
ومن المقرر أن تخرج اليوم مسيرات في جميع أنحاء العالم، للمطالبة ببذل المزيد من الجهود للتصدي للعنف ضد المرأة، فيما يرجح كثيرون أن تنخفض المسيرات وعدد المشاركات فيها؛ بسبب التهديدات الصحية الناجمة عن خطر فيروس كورونا، لا سيما في التجمعات الحاشدة.

ومع ذلك، يشهد العالم، سنة تلو الأخرى، ازدياداً في حجم الوعي بضرورة أن تبادر النساء إلى أخذ مكانتهن اللائقة في المجتمعات التي يعشن فيها، ورفض آليات التقييد والحصار والإقصاء التي كانت سائدة طوال قرون سابقة.
وقال الأمين العام للامم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تغريدة عبر "تويتر" اليوم إنّ "المساواة في الحقوق والفرص الاقتصادية للمرأة ضرورة عالمية إذا أردنا بناء عولمة عادلة تعمل لصالح الجميع...يجب أن يكون القرن الحادي والعشرون قرن المساواة بين المرأة والرجل. فليقم كل منا بدوره تحقيقاً لذلك."

احتفل باليوم العالمي لأول مرة عام 1911، في النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا، وما زال الاحتفال قائماً حتى اليوم

ولا يمكن لبلد واحد اليوم، أن يدعي أنه حقق المساواة بين الجنسين. كما تبقى العقبات المتعددة في القانون وفي الثقافة دون تغيير. ولم تزل النساء والفتيات يعانين من التبخيس؛ فهن يعملن أكثر ويكسبن أقل وخيارتهن أقل؛ ويعانين من أشكال متعددة من العنف في المنزل وفي الأماكن العامة. وعلاوة على ذلك، يوجد تهديد كبير بتراجع المكاسب النسوية التي تحققت بشق الأنفس.
يمثل عام 2020 فرصة لا تفوت لتعبئة العمل العالمي لتحقيق المساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان لجميع النساء في العالم.

محطات في تاريخ الاحتفال
جاء الاحتفال بيوم المرأة على إثر انعقاد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام 1945. ومن المعروف أنّ اتحاد النساء الديمقراطي العالمي يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي، رغم أنّ بعض الباحثين يرجح أنّ اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً: "رجم ثريا".. متى تتوقف المرأة عن دفع ضريبة التخلف والاستبداد؟
وفي بعض الأماكن يتم التغاضي عن السمة السياسية التي تصحب يوم المرأة، كما تلحظ "ويكيبيديا"، فيكون الاحتفال أشبه بخليط بيوم الأم، ويوم الحب. ولكن في أماكن أخرى غالباً ما يصحب الاحتفال سمة سياسية قوية وشعارات إنسانية معينة من قبل الأمم المتحدة، للتوعية الاجتماعية بنضال المرأة عالمياً، وبعض الأشخاص يحتفلون بهذا اليوم بلباس أشرطة وردية.

حمل شعار هذا العام "أنا جيل المساواة: إعمال حقوق المرأة" في إطار الحملة متعددة الأجيال لهيئة الأمم المتحدة

ومن المحطات البارزة في هذه المناسبة، ما جرى في 1856 حين خرجت آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كنّ يجبرن على العمل تحتها، ورغم أنّ الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات، إلا أنّ المسيرة نجحت في دفع المسؤولين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية.
وفي 8 آذار (مارس) 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك، لكنهن حملن هذه المرة قطعاً من الخبز اليابس، وباقات من الورود، في خطوة رمزية لها دلالتها، واخترن لحركتهن الإحتجاجية تلك شعار "خبز وورود".

اقرأ أيضاً: هل تمكّنت الاجتهادات النسوية من تجاوز موروثات صورة المرأة؟
وطالبت المسيرة بتخفيض ساعات العمل، ووقف تشغيل الأطفال، ومنح النساء حق الاقتراع. وشكلت مظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة، خصوصاً بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية، وعلى رأسها الحق في الانتخاب.


وبدأ الاحتفال بالثامن من آذار (مارس) كيوم المرأة الأمريكية، تخليداً لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909 وقد ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوروبية إلى تخصيص هذا التاريخ كيوم للمرأة.

واقترحت امرأة تدعى كلارا زيتكن جعل هذا اليوم ليس مجرد يوم وطني بل عالمي، وعرضت فكرتها عام 1910 في مؤتمر دولي للمرأة العاملة عقد في مدينة كوبنهاغن الدنماركية. وكان في ذلك المؤتمر 100 امرأة قدمن من 17 دولة، وكلهن وافقن على الاقتراح بالإجماع.

اقرأ أيضاً: التشريع والمرأة في مصر: هل قدمّت الدساتير حلولاً لمشكلات النساء؟
واحتفل باليوم العالمي لأول مرة عام 1911، في كل من النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا، وما زال الاحتفال قائماً حتى اليوم، حيث يتم اختيار شعار وموضوع لكل سنة.
ماذا قالت النساء؟
تقول الأديبة والناشطة المصرية نوال السعداوي: "جريمتي الكبرى أنني امرأة حرّة في زمن لا يريدون فيه إلا الجواري والعبيد، ولدت بعقل يفكر في زمن يحاولون فيه إلغاء العقل.
إنّ قلة عدد النساء والفتيات المهتمات بعقولهن، هي ظاهرة موجودة في المجتمع العربي وهي ظاهرة لا تدل على أنّ المرأة ناقصة عقل، ولكنها تدل على أنّ التربية التي تلقتها البنت منذ الطفولة، تخلق منها إمراة تافهة التفكير".
أما الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي فتقول: "على النساء أن يشفين من خوفهن الأنثوي من المجهول. فليس الرجال أقل منّا خوفاً. ولا أكثر طمأنينة لما ينتظرهم. هم فقط أكثر خيانة وتنصلاً من وعودهم.
لعلي امرأة عربية تحزن حين يجب أن تفرح لأنها ما اعتادت السعادة".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية