في أيّ سياق تُجرى محادثات سعودية إماراتية عمانية لإنشاء شبكة غاز إقليمية؟

الخليج العربي

في أيّ سياق تُجرى محادثات سعودية إماراتية عمانية لإنشاء شبكة غاز إقليمية؟


17/01/2019

بات من الواضح أنّ المنطقة العربية في طور المنافسة في البحث واستكشاف فرص وآفاق جديدة للغاز. فقد شهدنا في غضون هذا الأسبوع إعلاناً عن ثلاثة مشاريع عملاقة تتعلق بالغاز، انخرطت فيها أطراف عربية، في شكل رئيسي، وأربع دول خليجية على وجه الخصوص.
فقد أعلن وزراء الطاقة في 7 دول، شملت مصر والأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية وقبرص واليونان وإيطاليا، إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط  ‏( EMGF)، ‏بهدف تأسيس منظمة دولية تحترم حقوق الأعضاء في مواردها الطبيعية بما يتفق ومبادئ ‏القانون الدولي، وفقاً لبيان وزارة البترول المصرية.

الاكتشافات الغازية الكبيرة في الحقول البحرية بشرق البحر المتوسط سيكون ‏لها تأثير عظيم على تطور الطاقة والتنمية الاقتصادية بالمنطقة

وأوضح البيان، أنّ المنظمة، المزمع إنشاؤها، ستدعم جهود الدول الأعضاء في الاستفادة من احتياطياتهم من الغاز، واستخدام البنية التحتية، وبناء بنية ‏جديدة، وذلك بهدف تأمين احتياجاتهم من الطاقة لصالح رفاهية شعوبهم.‏
جاء ذلك، كما ذكرت "سي إن إن" لدى اجتماع وزراء الدول السبع، الإثنين الماضي، في القاهرة، لمناقشة إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، وذلك بناء على دعوة ‏وجهها لهم وزير البترول المصري، طارق الملا.
وقال الوزراء، إنّ الاكتشافات الغازية الكبيرة في الحقول البحرية بشرق البحر المتوسط سيكون ‏لها تأثير عظيم على تطور الطاقة والتنمية الاقتصادية بالمنطقة، مؤكدين أنّ التوسع في ‏الاكتشافات الجديدة والاستغلال الأمثل لها سيكون له بالغ الأثر على أمن الطاقة بالمنطقة.
شبكة غاز إقليمية بعد اكتشاف الكثير من الغاز
وبُعيد هذا الحدث، كشف وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، عن أنّ المملكة العربية السعودية بدأت إجراء محادثات مع دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان لمدّ شبكة غاز إقليمية، مشيراً إلى أنه تم اكتشاف الكثير من الغاز في السعودية، وأنّ "أرامكو تسعى لتطوير موارد الغاز في المملكة لتلبية الحاجات المحلية مع احتمال التصدير في المستقبل".

وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح (رويترز)
ودعت السعودية أول من أمس، إلى تحول "عادل" وتدريجي في مجال الطاقة العالمية، وكشفت عن برنامج محلي طموح للطاقة المتجددة، وفق ما ذكرت صحيفة "الحياة".

كشف وزير الطاقة السعودي أنّ المملكة بدأت إجراء محادثات مع الإمارات وعُمان لمدّ شبكة غاز إقليمية

وذكر تقرير نشرته "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" (إرينا) أخيراً، أنّ النمو السريع في مصادر الطاقة المتجددة يهدد بالحلول مكان الوقود الأحفوري، الأمر الذي سيتسبب بتحولات كبيرة في السياسة العالمية.
ولكن وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، أكد خلال معرض أبوظبي للاستدامة أول من أمس، أنّ الانتقال يجب أن يتم تدريجياً بهدف تجنب "الفوضى".
وقال الفالح إنّ تحقيق "التوازن في انبعاثات الغازات الدفيئة سيستغرق عقوداً".

اقرأ أيضاً: صنعاء عاصمة بلا غاز ولا بنزين
وبحسب الوزير السعودي، فإنّ الأمر "لن يحدث في ليلة وضحاها. وفي هذه الأثناء، ستكون هناك حاجة إلى توفير مصادر طاقة كافية وموثوقة مثل النفط والغاز"، كما نقلت "الحياة".
وقدم الفالح في أبوظبي برنامجاً سعودياً للطاقة المتجددة، مؤكداً أنّ المملكة تسعى لأن تصبح "مركزاً عالمياً لقدرات الطاقة المتجددة" في العقود المقبلة، وتنتج ما يزيد على 200 غيغاواط.
واقترح إستراتيجية قائمة على تحسين تدريجي لنوعية الوقود الأحفوري، بهدف خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بالتزامن مع زيادة استهلاك الطاقة المتجددة.

اقرأ أيضاً: الغاز في شرق المتوسط يزعزع العلاقة القطرية التركية
وأوضح: "نحن في حاجة ماسة إلى توافق حول إستراتيجية انتقالية للطاقة تكون واقعية وعادلة وبراغماتية، تعتمد على الاقتصاد والتكنولوجيا وليس أيديولوجية عمياء".
وأضافت "الحياة" أنّ الفالح لفت الأنظار إلى أنّ الرياض ستطرح عشرات من مشاريع الطاقة المتجددة كل عام، مع 12 مشروعاً على الأقل مقررة للعام 2019.
 الفالح: تحقيق "التوازن في انبعاثات الغازات الدفيئة سيستغرق عقوداً"

زيادة الاحتياطات الثابتة من النفط والغاز في السعودية
من جانبها، أفادت صحيفة "الشرق الأوسط" بأنّ حديث الفالح يأتي بعد أيام من إعلان الرياض عن زيادة الاحتياطات الثابتة من النفط والغاز في المملكة العربية السعودية، وذلك بعد خضوع الاحتياطات في منطقة امتياز "أرامكو السعودية" لعملية المصادقة المستقلة التي أجرتها شركة "ديغويلر آند ماكنوتن" (دي آند إم)، حيث أشارت إلى أنّ إدراج المراجعة التي أجرتها الشركة لاحتياطات النفط في منطقة امتياز "أرامكو السعودية" سيحدث إجمالي الاحتياطات النفطية الثابتة في السعودية اعتباراً من نهاية عام 2017 إلى نحو 268.5 مليار برميل من النفط، و325.1 تريليون قدم مكعبة من الغاز.
أمريكا تريد من قطر منافسة الغاز الروسي في أوروبا
في سياق متصل في البحث عن فرص جديدة للغاز، قال مسؤول في الإدارة الأمريكية يوم الإثنين الماضي إنّ الولايات المتحدة تريد من قطر، أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال في العالم، أن تتحدى هيمنة الغاز الروسي في أوروبا.
وأبلغ نائب وزير الطاقة الأمريكي، دان بروليت، وكالة "رويترز" للأنباء بأنّ الولايات المتحدة تتباحث مع الدوحة بشأن تزويد أوروبا بالغاز الطبيعي المسال؛ حيث تريد من ألمانيا ودول أخرى أن تستورد الغاز الأمريكي والقطري بدلاً من الروسي.
وتسهم روسيا حالياً، وفق "رويترز"، بنحو 60 بالمئة من واردات ألمانيا من الغاز. وألمانيا هي أكبر مستهلك للطاقة في أوروبا.

اقرأ أيضاً: حرب الغاز.. العرب والكيان الصهيوني في مواجهة من نوع جديد
وقد حذرت الولايات المتحدة الشركات الألمانية من عقوبات محتملة بشأن خط أنابيب (نورد ستريم 2) الجاري بناؤه، والذي سيزيد إلى مثلين الطاقة التصديرية الروسية لألمانيا عبر بحر البلطيق.
واتهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ألمانيا في تموز (يوليو) 2018 بأنها "رهينة" لروسيا بسبب اعتمادها عليها في توفير الطاقة، وحثّها على وقف العمل في خط أنابيب الغاز (نورد ستريم 2) البالغة استثماراته 11 مليار دولار، بحسب "رويترز"، التي أضافت أنّ ألمانيا ترفض هذا الاتهام، وتقول إنّها منفتحة على تنويع مصادرها من الطاقة، لكنها تشير إلى أنّ المبيعات ستتحدد في النهاية في ضوء الأسس الاقتصادية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية