فورين بوليسي: تصعيد إيران يمنع بايدن من التراجع في الشرق الأوسط

فورين بوليسي: تصعيد إيران يمنع بايدن من التراجع في الشرق الأوسط


05/08/2021

قال تقرير تحليلي لمجلة "فورين بوليسي": إنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن ربما لا يصل إلى مبتغاه في التقليل من الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط بعد تصعيد الأعمال العدوانية من جانب إيران مؤخراً.

 يأتي ذلك عقب الهجوم على ناقلة بترول في بحر العرب تدار من قبل إسرائيل، وقال مسؤولون إسرائيليون إنّ ناقلة نفط تديرها شركة مملوكة لإسرائيل تعرضت للهجوم من عدة طائرات إيرانية بدون طيار قبالة ساحل عُمان، ممّا أسفر عن مقتل شخصين أحدهما بريطاني والآخر روماني.

 وأشار تقرير المجلة الأمريكية، بحسب ما أورده موقع الحرة، إلى أنّ النظام الإيراني خلال المرحلة الانتقالية التي يتولى فيها الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي مقاليد الحكم، سيكون أكثر عدائية في المنطقة سواء من جانبها أو عبر وكلائها، ممّا يحد من جهود الرئيس بايدن بتحويل التركيز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

 وكانت كل إدارة أمريكية سابقة تسعى في الغالب لتجنب زيادة الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط، والتركيز بدلاً من ذلك على تهديدات أكبر في مناطق أخرى.

انسحبت إيران من طاولة المفاوضات النووية في فيينا، ومنذ ذلك الوقت تصاعدت وتيرة الهجمات في المنطقة على أهداف أمريكية وسفن في الخليج وبحر العرب

 خلال الأسابيع الأخيرة، انسحبت إيران من طاولة المفاوضات النووية في فيينا، ومنذ ذلك الوقت تصاعدت وتيرة الهجمات في المنطقة على أهداف أمريكية وسفن في الخليج وبحر العرب، طبقاً لتقرير المجلة.

 والثلاثاء، اختطفت جماعة مسلحة، يُشتبه في أنها تعمل لصالح إيران، سفينة ترفع علم بنما بخليج عمان، قبل أن يهربوا بعد فشل المهمة.

 كل تلك الأعمال من جانب طهران، من المرجح أن تجعل أي عودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" أكثر صعوبة، كما يقول الباحث في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز، وهو المساعد السابق لكبير المفاوضين الأمريكيين روبرت مالي.

وقال فايز: إنّ احتمالات استعادة الصفقة "تبدو أكثر صعوبة يوماً بعد آخر".

 ولم يعد بإمكان مفتشي الأمم المتحدة رؤية ما تفعله طهران داخل منشآتها النووية، في وقت يزيد فيه النظام من وقت اختراقه لأشهر محدودة فقط باستخدام التقنيات الحديثة في تخصيب اليورانيوم. 

 وتطالب طهران بما هو مستحيل من واشنطن: أن يضمن الأمريكيون عدم انسحاب أي رئيس أمريكي في المستقبل من الاتفاقية، كما فعل ترامب.

 يضيف فايز: "تبدو إيران واثقة من أنّ الوقت في صالحها، ويمكنها تأمين تنازلات أوسع من الولايات المتحدة، على افتراض أنّ نفوذ إيران يمكن أن يزداد بسرعة أكبر من قدرة الغرب على تحمل المزيد من الألم المالي أو الرغبة في العمل العسكري".

 ومن المحتمل أن يكون التصعيد الأخير أيضاً ردّة فعل على إشارات بايدن القوية بأنه يريد العودة إلى الاتفاقية النووية لعام 2015، وذلك لتحويل تركيزه بشكل أكبر على المحيطين الهندي والهادئ والتهديد القادم الصين.

 ويرى الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى دنيس روس أنه من الصعب أن يتم تجاهل منطقة الشرق الأوسط.

 وقال روس: "هناك استعداد أكبر لفرض ثمن على الإيرانيين لسلوكهم في المنطقة". 

 وكان الرئيس بايدن قد أمر بشن غارات جوية على المواقع التي تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران أكثر من مرة منذ دخوله البيت الأبيض. 

 في أوائل الشهر الماضي، تعرض دبلوماسيون وقوات أمريكية للاستهداف في العراق وسوريا بـ3 هجمات صاروخية وطائرات مسيّرة، في رد إيراني على الضربات الأمريكية على ما يبدو.

 وأضاف روس، الذي عاد مؤخراً من رحلة استغرقت أسبوعاً في السعودية، أنّ إيران خففت قليلاً من تصعيدها خلال بدء محادثات مع الرياض بشأن الحرب بالوكالة بين الجانبين في اليمن.

 لكنّ "السعودية لا تعتقد أنّ تلك المحادثات ستؤتي ثمارها، ليس لديهم توقعات بالحوار مع الإيرانيين، إنهم لا يرون أي تغيير حقيقي في سلوك إيران"، وفقاً لروس.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية