فلسطين تكفّن عز الدين المناصرة بالأخضر‎

فلسطين تكفّن عز الدين المناصرة بالأخضر‎


05/04/2021

خيّم الحزن على العالم العربي وفي الشارع الفلسطيني، إثر نبأ وفاة الشاعر والمفكّر الفلسطيني عز الدين المناصرة في العاصمة الأردنية، عمّان، عن عمر يناهز 74 عاماً.

وعمّت مواقع التواصل الاجتماعي حالة الحداد على الشاعر، الذي وافته المنية فجر الإثنين مُتأثراً بإصابته بفيروس كورونا، حيث رثاه الكثير من الكُتّاب والأدباء والشعراء مُتذكرين الإرث الشعري والأدبي والنقدي للشاعر الراحل، الذي ترك وراءه تاريخاً حافلاً بخدمة شعبه وقضيته العادلة.

 يُعدّ المناصرة مفكراً وناقداً وأكاديمياً وواحداً من شعراء الثورة الفلسطينية إلى جانب محمود درويش وسميح القاسم

ونعت وزارة الثقافة الفلسطينية الشاعر الراحل؛ حيث قال وزير الثقافة والروائي عاطف أبو سيف إنّ المناصرة "رمزٌ من رموز الثقافة الوطنية الفلسطينية المقاومة وأحد أعلام الشعر العربي المعاصر"، مؤكداً أنّ "الثقافة العربية عامة والفلسطينية خاصة فقدت أحد رموزها الكبار.. عزاءنا بإرثه وأعماله الشعرية والأدبية والنقدية التي تركها حاضرة ومنارة للأجيال".

علامة فارقة وضعها الشاعر والفدائي الراحل في المشهد الفلسطيني

وأصدر الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين بياناً، جاء فيه: "يعتبر الراحل الكبير واحداً من شعراء ‏فلسطين الكبار الذين صدقوا القول بالفعل النضالي وعاشوا الكفاح والعنفوان الثوري بكل أمانة ‏وخاضوا منازلة العمر وهاماتهم تلامس المجد".‏

وأشار البيان إلى العلامة الفارقة التي وضعها الشاعر والفدائي الراحل في المشهد الفلسطيني: "إنّ عز الدين مناصرة من شعراء المقاومة الفلسطينية منذ أواخر الستينيات حيث ‏اقترن اسمه بالمقاومة المسلحة والثقافية وبشعراء مثل محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد ‏أو كما يطلق عليهم مجتمعين الأربعة الكبار في الشعر الفلسطيني".‏

نعى  وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق باسم الحكومة الأردنية صخر دودين الشاعر الراحل، مُتذكراً أبرز إنجازاته الشعرية

وذكر البيان جزءاً من السيرة الذاتية للشاعر، الذي "حصل على عدة جوائز في الأدب من ضمنها جائزة الدولة الأردنية ‏التقديرية في حقل الشعر عام 1995 وجائزة القدس عام 2011".‏

ونعى  وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق باسم الحكومة الأردنية صخر دودين الشاعر الراحل، مُتذكراً أبرز أعماله الشعرية: "رحل الأديب والأكاديمي والشاعر الكبير عزّ الدين المناصرة عن دار الدنيا، وستبقى "ذكريات البحر الميّت" و"عنب الخليل" و"جفرا" تخلّد إرثه الأدبي والشعري، وستظلّ "بالأخضر كفّناه" مغناة لكل الأحرار. لروحه الرحمة والمغفرة، ولأهله ومحبّيه جميل الصبر والسلوان".

وداعاً شاعر فلسطين الأصيل

وما أن ذاع خبر وفاة المناصرة حتى فاض الحزن على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث نشر الكاتب كمال ميرزا منشوراً أشار فيه إلى الصفات الإنسانية التي تمتّع بها الشاعر الراحل: "الكلّ يعرفون الدكتور عزّ الدين مناصرة شاعراً للقضية الفلسطينية ضمن ثالوث ضمّ أيضاً محمود درويش وسميح القاسم.. ثلاثتهم ضمن جيلهم تنازعوا الصدارة تبعاً لميول وتفضيلات هذا الناقد أو ذاك، وأحياناً كانت تدخل أسماء أخرى وتخرج ضمن دائرة المنافسة النقدية. لكن ما لا يعرفه الأغلبية، وما لا يعرفه الذين لم تتح لهم فرصة التعامل مع عز الدين مناصرة مباشرة؛ كم كان شخصاً ودوداً أليفاً قريباً متواضعاً، يعطي كل من يتعامل معه إحساساً بالود والقرب والزمالة والصداقة، ويحتضن اليافعين بطريقة أبوية عفوية بعيدة عن أي تكلّف أو تنطّع أو غرور أو "كبرة" الشعراء والمدرّسين الجامعيين.. وكان حلو المعشر، تستطيع أن تتجاذب معه أطراف الحديث منذ أول لقاء وكأنك تعرفه منذ الأزل، وتستطيع أن تمارس معه "طق الحنك" بلا توقّف حتى لو كان الزمن المتاح أمامكما مجرد خمس دقائق ما بين محاضرة ومحاضرة. اللهم ارحم الشاعر الدكتور عز الدين المناصرة، ووسّع مدخله، وأسكنه فسيح جنانك يا ربّ العالمين. اللهم هب له فلسطين و"جفرا" وأحبته.. ولا أظنه سيطمع بنعيم أكبر من هذا في الجنة!! بالأخضر كفّناه.. بالأحمر كفّناه".

أنهى المناصرة دراسته الثانوية في مدرسة الحسين بن علي الثانوية بمدينة الخليل، حيث عمل راعياً وجمالاً وبائعاً متجولاً

وأضاف ميرزا: "ما يحزّ في النفس أنّ عز الدين مناصرة قد قضى في زمن لا يُكفّن فيه الناس؛ يُغلّفون ويُطرحون في الأرض بحجة عدو صهيوني نازي فاشي إمبريالي رأسمالي جديد اسمه الكورونا!!".

 

الكلّ يعرفون الدكتور عزّ الدين مناصرة شاعرا للقضية الفلسطينية ضمن ثالوث ضم أيضا محمود درويش وسميح القاسم.. ثلاثتهم ضمن...

Posted by Kamal Mirza on Sunday, April 4, 2021

من جهتها، نعت الكاتبة والأكاديمية صبحة علقم، مناصرة من خلال تذكّر أبيات شعرية للشاعر الراحل، من قصديته الشهيرة "بالأخضر كفناه" والتي غناها المطرب اللبناني "مارسيل خليفة"، قائلة: "كلما مات شاعر سقط نجم من السماء.. واليوم لم يسقط نجم بل غاب قمر من أقمار الشعر الفلسطيني.. الشاعر عز الدين المناصرة نودعك اليوم بالأخضر والأحمر والأسود وبألوان العشق الفلسطيني كلها..

"بالأخضر كفّناه بالأحمر كفّناه 

بالأبيض كفّناه بالأسود كفّناه

لا الريح تحاسبنا إن أخطأنا لا الرمل الأصفر 

لا الموج ينادينا إن خطف النوم أعيننا 

والورد إحمرّ 

يا دمَهُ النازف إن كنت عذاباً يومياً 

لا تصفرّ ". 

وختمت كلامها قائلة: "وداعاً شاعر فلسطين الأصيل.. بالأخضر كفناه".

أمّا الكاتب والشاعر غازي الذيبة، فكتب كلمات مؤثرة ترثي الشاعر الذي ارتبط اسمه بالثورة والمقاومة الفلسطينية بوصفه واحداً من شعراء فلسطين، ساهم في تطوير الشعر العربي الحديث، قائلاً: "عز الدين المناصرة في قيلولته الأبدية.. يَنجرح الصوت، الصدى يتبعثر، الأغاني تتوقف عن لازمتها، وتبقى أغنيتك المُعلّقة على أجنحة طيور الخليل تحلق حزينة، وتبكي عليك يا من كتبت سيرة الغناء في أعالي الجبال، وتدفقت في ينابيعها، والتحفت سماءها، وحفظت حجارتها حجراً حجراً، وأغنية أغنية، وحكاية حكاية. الآن يا معلمي.. ستبكي عليك القصائد، وتبكي عليك عروق البط والحمام فوق الثياب المطرزة في بني نعيم، وسيبكي عليك الرعاة، وناياتهم، ويراغيل الحدائين والشادين في أعراس قرانا النائمة بانتظار العائدين. الآن، يا أبو كرمل، سيهبط الفينيق من ذروته، ليقف عند رأسك، ويتلو عليك قصيدته المعتقة في جرار نبيذ بيسان، تلك التي ستظل منحوتة على بازلت الأبد. ستذهب قليلاً عنا، نعم، لكنني على يقين من أن السنديان يعرف جيداً يا عز الدين المناصرة، بأنّ الشعراء لا يرحلون، لكنهم يغفون قليلاً على ندى العشب، ليتيحوا للطيور فرصة التحليق في استراحاتهم، للطيران فوق مرافئ الأرواح والجمال والغضب. ستذهب أقل من القليل إلى حقولك المتناثرة في الشعر، تتفقدها، وتُقلمها، وتعيد تشذيب بعضها بأرقك وشغبك المتدافع في الأغاني وقيثارات الكنعانيات، وهن يهدهدن أطفالهن بتراتيلك. ها أنت تتوسد الضوء في عتمة، دائماً كنت تبددها بمغامراتك في الخروج على النص، والخروج على السائد، والخروج إلى النهار، وتأثيث أشعارك بأنفاس الأشجار والشهداء والمتعبين والحالمين بفلسطين، كل فلسطين من النهر إلى البحر، للصلاة مع الفضة في سهوب القصب المذهبة بجدائل إيقاعاتك، وصخب أحلامك لنقل الشعر من ركنه العاجي إلى الشرفات والنوافذ المطلة على خيولنا الجريحة. إنه لمساء موجع، أن تذهب هذه الليلة وحدك، وبالتأكيد ستجد هناك تحت قوس الشعر العظيم، أصدقاؤك وأعداؤك وهم يقفون في استقبال طيف روحك المُكللة بالضوء وقناديل الحب، وسرو العشاق، ينشدون أغنيتك: 

بالأخضر كفّناه بالأحمر كفّناه

بالأبيض كفّناه بالأسود كفّناه

..

لا الريح تحاسبنا إن أخطأنا لا الرمل الأصفر

لا الموج ينادينا إن خطف النوم أعيننا

والورد إحمرّ

يا دمَهُ النازف إن كنت عذاباً يومياً

لا تصفرّ.

فسلاماً لروحك أيها الشاعر المُحلّق الآن في قيلولتك الأبدية.. سلاما لروحك يا صديق الحقول والكروم والبساتين الأبدي".

 

عز الدين المناصرة في قيلولته الأبدية يَنجرح الصوت، الصدى يتبعثر، الأغاني تتوقف عن لازمتها، وتبقى أغنيتك المعلقة على...

Posted by ‎غازي الذيبة‎ on Sunday, April 4, 2021

وتمنّى الكاتب علي جرادات السلام والرحمة للشاعر الراحل، مؤكداً أنّه أحد الشعراء الذين أحب شعرهم مُبكراً: "شاعرُ الرعويات الجميل. صديقُ الطبيعة بكل ملامحها الفلسطينية. أحد الشعراء الذين أحببتهم مبكراً جداً بشعريته الرقيقة والمتفجرة برائحة الأرض والشجر والبراري وفلسطين. الذي نشأ في منطقة تتاخم مكان سكني، فأحببت قرب الجغرافيا وتداخل الذاكرة. لروحك السلام وروائح الأعشاب الطاهرة".

كلّفه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بإدارة مدرسة أبناء وبنات مخيم تل الزعتر بعد تهجير من تبقى من أهالي المخيم إلى قرية الدامور اللبنانية

وقال الشاعر عبد السلام عطاري إنّ فلسطين كانت قصيدة الشاعر الراحل وأغنيته، وذلك من خلال منشور أعلن فيه خبر وفاته: "الشاعر الفدائي عز الدين المناصرة في ذمة الله.. محمد عز الدين المناصرة"، حيث علّق عطاري قائلاً: "أبو كرمل.. والاسم بخضرة ورق الدوالي، بحلاوة العنب، بعطر السروات الندية، برائحة السارحات إلى كروم (بني نعيم)، بجمال الكنعانيات الصاعدات جبال الخليل، بلون الأرض التي أحبها، فكانت فلسطين قصيدته وأغنيته وحلمه الحسن. عليك رحمة الله رب العالمين".

 

الشاعر الفدائي عزالدين المناصرة في ذمة الله. محمد عزالدين المناصرة" أبو كرمل" والاسم بخضرة ورق الدوالي، بحلاوة العنب،...

Posted by ‎عبد السلام عطاري‎ on Sunday, April 4, 2021

 وأشار الكاتب والروائي عامر طهبوب أيضاً إلى قصيدة "بالأخضر كفناه"، في نعي مؤثر قال فيه: "كفِّنوه بالأخضر يا آل المناصرة.. كفّنوه بالأبيض. فاجعة جديدة تحل علي هذا الصباح وتعتصر قلبي المعتَصَر؛ حقد يتجدد على اللعين الملعون كورونا الذي غيّب عنّا عاشق جفرا؛ أبو كرمل، الحبيب الغالي، والمناضل الصلب، والأكاديمي القدير، والشاعر الأردني الفلسطيني العربي الكبير عز الدين المناصرة، ها قد شربنا كأس السّم الهاري برحيلك، وها أنت تغرقني في ماء الحزن الآسن، وها هي دوالي العنب تبكي، وعنب الخليل يتوقف عن الإثمار.. كفنوه بالاخضر يا آل المناصرة، كفنوه بالأحمر، كفنوه بالأبيض، كفنوه بألوان قزح، احزنوا يا أهل "بني نعيم"، ولدكم لن يعود".. 

 

كفِّنوه بالأخضر يا آل المناصرة كفّنوه بالأبيض 😢😢😢😢 فاجعة جديدة تحل علي هذا الصباح وتعتصر قلبي المعتَصَر؛ حقد يتجدد على...

Posted by ‎عامر طهبوب‎ on Sunday, April 4, 2021

وتابع طهبوب: "قال لي عندما أصدرت رواية "في حضرة إبراهيم": جئت لتسندني، قلت: كيف؟ قال: لقد ارتبطت بي الخليل شعراً، وها هي ترتبط بك اليوم رواية، ولم يتغيب رحمه الله عن حفل إشهار رواية أوراق هارون، ولا عن حفل إشهار رواية عائدة إلى أثينا يوم 2020/2/20، حيث تصافحنا هناك للمرة الأخيرة. يا "أبو كرمل"؛ كسرتني برحيلك، أحزنتني، أبكيتني، أضعفتني، أربكتني. عندما جمعتك بابنتي هند في "ركوة عرب"، في الثالث والعشرين من سبتمبر عام ٢٠١٩ بصحبة الحبيب حسين دعسة، قلت لابنتي: أريد أن أملأ ذاكرتك بعبق الخليل، ستشكريني وأنت فخورة أنك شربت فنجان قهوة يوماً مع عز الدين المناصرة، ستحزن هند على رحيلك، فقد أحبتك، آخ يا رجل، تقتلني الآخ، ولكن هذا هو الله، وهذا قضاء الله، وهذا قهر الله في عباده. لك مليون رحمة ورحمة، لك جنات النعيم مع الصالحين والأبرار، ولك السلام والسكينة، والمغفرة والإحسان، ولأسرتك وآل المناصرة الكرام، ولمحبيك على امتداد الأرض العربية العزاء".

السيرة الذاتية للشاعر الراحل

وُلد وترعرع عز الدين المناصرة، الذي يُعدّ مفكراً وناقداً وأكاديمياً وواحداً من شعراء الثورة الفلسطينية إلى جانب محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد، في قرية بني نعيم (قضاء الخليل) في فلسطين المحتلة بتاريخ 11 نيسان (أبريل) عام 1946.

الشاعر، الذي ارتبط اسمه بالثورة الفلسطينية، أنهى دراسته الثانوية في مدرسة الحسين بن علي الثانوية بمدينة الخليل، حيث عمل راعياً وجمالاً وبائعاً متجولاً. 

للشاعر الراحل عدة مؤلفات وقد تُرجم بعضها إلى الفرنسية والإنجليزية والهولندية والفارسية والألمانية والإيطالية

ثم خرج من فلسطين إلى مصر حيث حصل على شهادة "الليسانس" في اللغة العربية، والعلوم الإسلامية في عام 1968، ودبلوم الدراسات العليا في النقد الأدبي والبلاغة والأدب المقارن عام 1969 من كلية دار العلوم في جامعة القاهرة.

وأكمل دراساته العليا لاحقاً؛ إذ حصل على شهادة التخصّص في الأدب البلغاري الحديث، وحصل على درجة الدكتوراه في النقد الحديث والأدب المقارن في جامعة صوفيا عام 1981، كما حصل على رتبة الأستاذية في جامعة فيلادلفيا في عمّان عام 2005.

 قال الشاعر عبد السلام عطاري إنّ فلسطين كانت قصيدة الشاعر الراحل عز الدين المناصرة وأغنيته

وبحسب وزارة الثقافة الأردنية، فإنّ الشاعر عمل مُدرساً في الجزائر بجامعة قسنطينة من عام 1983 إلى عام 1987، وفي جامعة تلمسان (1987-1991)، وذلك قبل استقراره في الأردن، حيث أسّس قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة القدس المفتوحة بعمّان وترأسَه من عام 1991 وحتّى 1994، كما تولى في خلال العامين 1994 و1995 عمادة كلية العلوم التربوية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ثم انتقل للتدريس في جامعة فيلادلفيا منذ 1995، وتولى رئاسة تحرير مجلة "فيلادلفيا الثقافية" التي تُصدر عن الجامعة.

 الكاتب عامر طهبوب: لك جنات النعيم مع الصالحين والأبرار، ولك السلام والسكينة، والمغفرة والإحسان، ولأسرتك وآل المناصرة الكرام، ولمحبيك على امتداد الأرض العربية العزاء

أمّا عن إرثه الثقافي، فإنّ للشاعر الراحل عدة مؤلفات وقد تُرجم بعضها إلى الفرنسية والإنجليزية والهولندية والفارسية والألمانية والإيطالية، أبرزها: دواوين "يا عنب الخليل" المنشور عام 1968، وديوان "الخروج من البحر الميت" عام 1969، "مذكرات البحر الميت" عام 1969، "بالأخضر كَفّناه" 1976، "لا أثق بطائر الوقواق" 1999 و"لا سقف للسماء" عام 2009. فضلاً عن أعماله النقدية، مثل: "النقد الثقافي المقارن" عام 1988، "حارس النص الشعري" عام 1993، "هامش النص الشعري" عام  2002، "الهويات والتعددية اللغوية"عام 2004، و"علم التناصّ والتلاصّ". 

انخرط المناصرة في صفوف الثورة الفلسطينية مُبكراً

وقد حصل "الشاعر المقاوم" على عدّة جوائز أدبية وأكاديمية، حيث فاز بالمركز الأول في مسابقة الشعر التي نظمتها جامعة القاهرة على مستوى الجامعات المصرية (1968)، ومُنح وسام القدس من اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (1993)، ونال جائزة غالب هلسا للإبداع الثقافي من رابطة الكتّاب الأردنيين (1994)، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب (حقل الشعر) من وزارة الثقافة (1995)، وجائزة "سيف كنعان" من حركة "فتح" الفلسطينية (1998)، وجائزة "الباحث المتميز في العلوم الإنسانية" من وزارة التعليم العالي (2008) عن كتابه "علم التناصّ والتلاصّ"، وجائزة القدس من الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب (2011).

المناصرة مقاوماً

بالإضافة إلى حضوره القوي في المجال الثقافي الفلسطيني، انخرط المناصرة في صفوف الثورة الفلسطينية مُبكراً، حيث تطوّع في الدورة العسكرية في جامعة القاهرة، صيف 1967، عقب حرب الستة أيام، وتمّ تكليف جيش التحرير الفلسطيني بمهمة تدريب الطلبة الفلسطينيين على استخدام السلاح، وتؤكد المصادر الفلسطينية أنّ المناصرة لم يشترك بأي عمل مُسلّح داخل الأراضي المصرية أو الأردنية حتى انتقل إلى بيروت في العام 1974.

حصل المناصرة على عدة جوائز في الأدب من ضمنها جائزة الدولة الأردنية ‏التقديرية في حقل الشعر عام 1995 وجائزة القدس عام 2011

ومع بدء الحرب الأهلية اللبنانية، انتقل المناصرة إلى بيروت، حيث اشترك هناك في العمليات العسكرية بعد تلقيه "دورة الكرامة العسكرية" عام 1976، وقد تطوّع للقتال في جنوب لبنان وخاض معركة كفرشوبا ضد الجيش الإسرائيلي في كانون الثاني (يناير) من العام نفسه، كما قاد "الشاعر الفدائي" معركة المطاحن في حزيران (يونيو) من ذلك العام، والتي هدفت إلى تخفيف الحصار عن مخيم تل الزعتر الذي تم تدميره وتهجير أهله إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. 

صورة نادرة للراحل تعود للعام 1982 أثناء خروج الفدائيين من بيروت بعد اتفاق فك الحصار

وانتخب الشاعر الراحل عضواً للقيادة العسكرية للقوات الفلسطينية – اللبنانية المشتركة في منطقة جنوب بيروت عام 1976، كما كلّفه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بإدارة مدرسة أبناء وبنات مخيم تل الزعتر بعد تهجير من تبقى من أهالي المخيم إلى قرية الدامور اللبنانية.

إلى ذلك، عمل المناصرة ضمن مؤسسات الثورة في لبنان، حيث كان محرراً ثقافياً لمجلة "فلسطين الثورة" الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية ومدير تحرير "جريدة المعركة"، بالإضافة إلى عمله سكرتير تحرير "مجلة شؤون فلسطينية" التابعة لمركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت. 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية