
محمد حسن مصطفى
على “سدنة الأنظمة” التي تسقط فينا واجب أن يعترفوا في التاريخ ويُسجلُّوا له وفيه “مراجعات” عن حقائق وشهادات ما اقترفوه طوال سنوات حكمهم لنا إن خيراً أو شرَّاً . ليس دفاعاً عن أنفسهم وأنظمتهم أو “كفارة لهم” وتكفيراً عن جرائمهم بل لأنَّ من غير شهاداتهم تلك سيظلُّون هم “شمَّاعَات” يُعلِّقُ اللاحقين لهم وبعدهم فشلهم وحمقهم عليها! .
ولنا أمثلة سبقتنا في العراق واليمن وليبيا ومصر حيث أُسقطت أنظمة وحتى اليوم لم يقم أحد من شيوخها أو القادة فيها و”منظريها” بالكتابة للتاريخ عن الحقائق الخفيّة من الإنجازات والمؤامرات والجرائم فيها!.
وعند السودان نقف ؛
حدث ما حدث وكخلاصه :
سقط الكيزان وجاءت جموع “قحت” لتحكم السودان في شراكة “ارتضتها” مع عسكر الجيش ومليشيات الدعم التابعة للجيش بحليفة الجيش -وقتها- والكل يعلم حتى قحت نفسها “أنهم -العسكر ومليشياتهم-” من بقايا النظام ولجنته الأمنيَّة وسدنته وصنعه! .
ثم تم سجن قادة الإنقاذ والإخوان وملاحقة من تخارج أو تخفى أو تهرَّب من عدالة الثورة منهم.
ومضت الأيام وماكينة “لجنة إزالة التمكين” مسعورة تُطارد الكيزان وأشباههم بينما كان “يغفل” الجميع أو “يتغافل” عن حكاية الوثيقة الدستوريّة وطلاسم مصير قيادة الجيش بعد انتهى مدتهم قادة في مجلس السيادة وعقدة دمج المليشيات والحركات حتى وقع الإنقلاب عليها الأول ثم الثاني. لتمزَّق فتشتعل الحرب بين الجيش والجنجويد وتهرب قيادات قحت مُحوِّلة نفسها إلى “تقدم”! .
الجميع -الجميع- يعلم بقصة الكيزان وتاريخهم وأفعالهم في البلد كلها فلسنا في حاجة للتوقف كل مرة و”الرديح” عنهم ثم العودة إلى فك لعنة سحرهم و”عمائلهم” حتى نتحرك فنتحرر.
اليوم السودان يحترق في حرب الجميع شركاء فيها من كيزان وقحت وقادة جيش ومليشيات وحركات بينما الشعب يُستباح ويُقتَّل ويُشرَّد.
حرب كان يمكن تفاديها لو كان في قيادة الدولة ما قبل الثورة وبعدها “رجال دولة حق” ؛ ثم مازال البعض يتقاذف الإتهامات ويردد موشحات اسطوانة الكيزان كي يستغفلنا! .
الواقع هو ما نشهده على الأرض.
وإن كان من فعل الكيزان أو الشيطان فالمهم هو أن “حرب الشركاء” لابد أن تقف.
ولابد من أن يُحاسب كل من شارك في حكومة الشركاء من عسكر وحركات ومليشيات وقوى وتسبب بتعمد أو من إهمال في تقتيل وتشريد شعبه. فكما ذاك هو مصير قيادت الكيزان بوعد الثورة لزاماً أن ينفذ على الجميع وكل من أجرم ما بعد الثورة ليأتي قادة الجيش في المقدمة.
فأمانة الحكم خاصة بعد انتزاعه غصباً من نظام الكيزان بانتصار “ثورة الشهداء” تقتضي الوفاء لها بالعدالة والقصاص من كل من باعها أو خانها أو فرَّط وأهمل فيها.
أما إضاعة الزمن مُتعلِّقين في شماعات “سيرة الكيزان” والنفي والإثبات فالواجب محاسبة كل من يُشغل الناس معه في ذلك لأن دماء الأبرياء وأعراضهم تهدر ومازالت والحقيقة جليَّة كالشمس واضحة.
ونعم لا مكان لمن انتهكوا حرمات الشعب السوداني وهتكوا دمائه وأعراضه لا في الحياة ولا الممات بيننا.
ومن يظن أن السلام هو الخضوع والإستسلام لتلك المليشيات وتناسي استباحتها للسودان وشعبه مُقارناً تاريخ الكيزان وحكمهم للجيش فعليه أن ينظر في حقيقة نفسه أولاً ثم “فليَدعُ نادِيَهُ”.
الراكوبة