فريق الإغاثة الإماراتي يصنع ملحمة إنسانية في مدينة أم جرس بتشاد

فريق الإغاثة الإماراتي يصنع ملحمة إنسانية في مدينة أم جرس بتشاد

فريق الإغاثة الإماراتي يصنع ملحمة إنسانية في مدينة أم جرس بتشاد


12/10/2023

يواصل الفريق الإنساني الإماراتي، المتمركز في مدينة (أم جرس) بتشاد، تقديم الدعم الإغاثي للّاجئين السودانيين والمجتمع المحلي هناك؛ من خلال زيارات ميدانية لعدة قرى بالقرب من (أم جرس)، بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة، ومكتب تنسيق المساعدات الإماراتية في تشاد.

وقام الفريق بتركيب وحدات إنارة تعمل بالطاقة الشمسية في وسط مدينة الحلة، كجزء من المرحلة الأولى من مبادرة تهدف إلى إنارة السوق المحلية والشوارع والقرى المجاورة.

ويضم الفريق في تشاد هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومكتب تنسيق المساعدات الإماراتية.

ونظراً للوضع الراهن في السودان، يواصل الفريق الإنساني الإماراتي المتمركز في (أم جرس) مهمته لتخفيف معاناة اللاجئين السودانيين والمجتمع المحلي.

في خدمة الجميع

من جهته، يقول سيف ياسر العفاري، ممثل الهلال الأحمر الإماراتي في (أم جرس)، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام): إنّ فريق الهلال الأحمر يتابع توجيهات القيادة الإماراتية بمواصلة أعماله الإنسانية في تشاد. ويقوم الفريق بمدّ يد العون للّاجئين السودانيين والمجتمع المحلي؛ من خلال تكثيف جهوده الإنسانية وزياراته الميدانية للقرى المحلية لتقييم احتياجات السكان وتلبيتها.

ويعمل الفريق مع المكتب لتوسيع نطاق وصوله إلى مناطق (أم جرس)، والإسراع في إيصال المساعدات إلى السكان في العديد من القرى. وأوضح العفاري أنّ مبادرة تركيب وحدات الإنارة تهدف إلى توفير الإضاءة الكافية للسوق العامة والشوارع المحيطة بها، وكذلك القرى والمدارس والمرافق العامة، التي تفتقر إلى الإضاءة المناسبة.

فريق الهلال الأحمر يتابع توجيهات القيادة الإماراتية بمواصلة أعماله الإنسانية في تشاد

وتتمركز عمليات الإغاثة حول المستشفى الميداني الإماراتي في تلك البلدة النائية، حيث تهبط طائرات الشحن الإماراتية بشكل شبه يومي منذ حزيران (يونيو) الماضي، محملة بأطنان من الأدوية والمساعدات الإنسانية.

وفي ذلك الشهر زار الرئيس التشادي، محمد إدريس ديبي، أبو ظبي، التي قدمت قرضاً لتشاد بقيمة (1.5) مليار دولار، لمساعدتها على مواجهة أزمة اللاجئين، في ظل ما تعانيه من مصاعب اقتصادية، بهدف استمرار الممر الإنساني الآمن عبر الحدود، من مناطق النزاع في السودان إلى الجمهورية الأفريقية المجاورة.

وبعد أيام، بدأت طائرات الشحن الإماراتية بالتدفق إلى (أم جرس)، وهي واحة صغيرة يقطنها عدد قليل من السكان ولكن بها مهبط طائرات، وافتتحت الإمارات المستشفى الميداني هناك بسعة (50) سريراً، عند حافة مدرج الطائرات.

تدفع الإمارات نحو تحقيق السلام، وباعتبارها عضواً في المجموعة الرباعية، وهي تجمُّع دبلوماسي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا والمملكة العربية السعودية،، تحاول التوسط من أجل إنهاء الصراع عن طريق التفاوض بين طرفي الصراع المسلح

وكالة الأنباء الإماراتية نشرت صوراً للمستشفى الميداني الكبير، حيث تمّ علاج أكثر من (6) آلاف مريض منذ تمّوز (يوليو) الماضي. ونشرت وكالات الأنباء العالمية مقاطع فيديو لمسؤولين إماراتيين وهم يقومون بتوزيع حزم المساعدات خارج أكواخ القش في القرى المجاورة لـ (أم جرس)، والتبرع بالماعز للفلاحين الفقراء، وتجديد المدارس، ولم تنسَ المؤسسات الإماراتية الترفيه عن السكان واللاجئين، حيث تمّ تنظيم سباق الهجن.

يأتي كل ذلك بدافع مساعدة اللاجئين السودانيين، الذين فر العديد منهم من العنف العرقي الوحشي في منطقة دارفور، منذ انزلاق السودان إلى الحرب، حيث يواصل اللاجئون السودانيون التدفق إلى تشاد بمعدل (2000) شخص يومياً.

جهود سياسية

على الصعيد السياسي، تدفع الإمارات نحو تحقيق السلام، وباعتبارها عضواً في المجموعة الرباعية، وهي تجمُّع دبلوماسي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا والمملكة العربية السعودية، تحاول التوسط من أجل إنهاء الصراع عن طريق التفاوض بين طرفي الصراع المسلح.

وفي الأمم المتحدة، أعربت الإمارات مراراً، بوصفها عضواً من أعضاء مجلس الأمن الدولي، عن قلقها البالغ بشأن الوضع الخطير للنساء والفتيات في السودان، في ظل انتشار العنف الجنسي، والعنف القائم على نوع الجنس، مطالبة باحترام حقوق الإنسان، كما حثت الإمارات، في أكثر من مبادرة، المجتمع الدولي على الضغط على أطراف الصراع، من أجل احترام حياة المدنيين، والبحث عن حل سلمي للأزمة.

شدّدت أبو ظبي على القادة العسكريين السودانيين على تجنب المزيد من الصراع

الإمارات دعت طرفي الصراع في السودان، من خلال عضويتها في المجموعة الرباعية، إلى "وقف إطلاق النار والعودة إلى الحوار، والالتزام بحماية المدنيين والبعثات الدبلوماسية والعاملين في المجال الإنساني، وتوفير الممرات الآمنة للعمليات الإنسانية".

وشدّدت أبو ظبي على القادة العسكريين السودانيين على تجنب المزيد من الصراع، والدخول في حوار دون تأخير من أجل تحقيق رغبة الشعب السوداني المشروعة في تحقيق السلام، والانتقال الديمقراطي السلمي، مؤكدة أنّها تتضامن مع الشعب السوداني في كافة مطالبه، داعية إلى "وقف إطلاق النار، ووقف تحركات القوات، وتعليق عمليات إعادة الإمداد، والتزود بالوقود، وإعادة التسليح، وبدء محادثات لحلّ القضايا العالقة".

منذ وقت مبكر من الصراع طالبت أبو ظبي الأطراف المتقاتلة، من خلال بيانات المجموعة الرباعية، بالالتزام بالقانون الدولي؛ لحماية الدبلوماسيين والمدنيين والعاملين في المجال الإنساني

ومنذ وقت مبكر من الصراع، طالبت أبو ظبي الأطراف المتقاتلة، من خلال بيانات المجموعة الرباعية، بالالتزام بالقانون الدولي؛ لحماية الدبلوماسيين والمدنيين والعاملين في المجال الإنساني، واحترام حقوق المدنيين المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان التي صادق عليها السودان، والامتناع عن إجلاء الناس بشكل غير قانوني من منازلهم، مع عدم المساس بالبنية التحتية والمرافق المدنية؛ وتسهيل شراء المدنيين للإمدادات الأساسية، وحصول المرضى والمصابين على الرعاية الطبية، مؤكدة أنّ "التسوية الشاملة والدائمة للخلافات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، هي أولوية ملحة لا يمكن تحقيقها إلّا من خلال الحوار السياسي السلمي، وفي سياق الجهود الوطنية لمعالجة التحديات التي يواجهها السودان، وفقاً لعملية سياسية".

وما زالت الإمارات تعمل وفق الاستراتيجية نفسها، فهي من جهة تمدّ اللاجئين بشتى الاحتياجات الإنسانية، عبر جسر جوي لا يكاد ينقطع، ومن جهة أخرى تواصل مساعيها السياسية من أجل إيجاد حل للأزمة المتواصلة، والناتجة عن تفاقم الصراع بين الأطراف المتنافسة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية