فرنسا تتصدّى لنفوذ الإخوان في أفريقيا

فرنسا تتصدّى لنفوذ الإخوان في أفريقيا


30/08/2022

قدّمت الصحافة الفرنسية تحليلات مُعمّقة لتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أثناء زيارته الأخيرة للجزائر، والتي حذّر فيها من أنّ فرنسا مُستهدفة من قبل ناشطي "الإسلام السياسي" الذين اتهمهم بممارسة ونشر "سياسة مُعاداة فرنسا".

كما ذكر أنّ بلاده تتعرض لحملة تشويه تقودها شبكات تركية وروسية وصينية بهدف إضعاف نفوذها في إفريقيا، واتهمها بأنّ لديها "أجندات استعمارية جديدة في القارة السمراء، وإيواء هذه الدول لشبكات تُعادي فرنسا في إفريقيا".

وأبدت صحيفة "لو موند" اهتماماً واسعاً بدعوة الشباب الجزائريين والأفارقة إلى "عدم الانجراف" لحملات "التلاعب الهائل بـِ الشبكات الاجتماعية التي تُسيطر عليها قوى أجنبية" عن بُعد، والتي تُقدّم فرنسا لهم على أنها "العدو" خصوصاً من بوابة ما يزعمونه بظاهرة الإسلاموفوبيا، مُحذّرة من أجندة مُتطرّفة في هذا الصدد.

وكان ماكرون سبق أن اتهم أنقرة من خلال سيطرتها على الجالية التركية في فرنسا عبر مدارس ومساجد وجمعيات دينية عدّة، باستخدام وسائل إعلام تقليدية واجتماعية لتشويه موقفه من الإسلام.

من جهتها، أجرت مجلة "جون أفريك" مقابلة مع عزوز بقاق وزير تعزيز تكافؤ الفرص السابق، والذي اعتبر أن أزمة الطاقة التي تهدد فرنسا هي من بين العوامل التي قد تغير قواعد اللعبة الجيوسياسية بالنسبة للشعب والسلطة في الجزائر، فالفرصة متاحة اليوم برأيه أمام الجزائريين لتحسين حياة ملايين الشباب الذين يرغبون في بناء مستقبلهم في بلدهم.

وتحدثت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" عن أهمية التقاء عدد المثقفين الجزائريين بالرئيس الفرنسي للحديث عن سُبل تعزيز العلاقات الثقافية بين الشباب الجزائري والفرنسي والعمل على بناء جسور الصداقة والثقة بينهما بعيداً عن أجندات الإسلام السياسي. وفي حديث للصحيفة الفرنسية الأسبوعية، أكد الروائي الجزائري ياسمينة خضرة، أنّ غالبية الشعب الجزائري لا تهتم بما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي من دعوات العداء والكراهية تجاه الفرنسيين كشعب.

أما صحيفة "لو باريزيان" فاعتبرت أنّ قضايا الذاكرة المشتركة بين البلدين كانت من أهم الملفات التي ناقشها إيمانويل ماكرون ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون، موضحة أنّ الرئيس الفرنسي وجد نفسه أمام الماضي الذي جمع ضفتي المتوسط رغم إعلان قصر الإليزيه أن الزيارة مخصصة بشكل أساسي للمستقبل والشباب.

وكانت مجلة "لو بوان" الفرنسية قد حذّرت من تمكّن تركيا من اقتحام جيوب وعقول الشعوب المغاربية بأشكال مختلفة، مُشيرة لتضاعف حجم الاستثمارات التجارية التركية في منطقة دول المغرب العربي في السنوات الأخيرة، فضلاً عن غزو الثقافة التركية للمجتمعات المغاربية عبر المسلسلات التلفزيونية والرحلات السياحية بهدف زرع أفكار الإسلام السياسي.

وحذّرت "لو بوان" من الثقل الحقيقي للإسلاميين ورهانات فرنسا ضدّ خطر جماعات الإخوان التي تتخفّى تحت ستار واجهات مختلفة، بينما تُحاول بعض الدول الواقعة في منطقة شمال أفريقيا، الغارقة في تدفقات الهجرة نحو أوروبا، وقف موجات جديدة من الإسلامويين الطامعين باستلام الحُكم في بلادهم.

يُشار إلى أنّ الحكومة الفرنسية صعّدت مؤخراً من حربها ضدّ الكراهية والخطاب الانفصالي، وذلك عبر تشكيل لجنة مشتركة بين مختلف الوزارات المعنية لمنع الجريمة ومكافحة التطرف، ومُساعدة الشباب الفرنسي، من أصول إسلامية خصوصاً، عبر مواقع التواصل الاجتماعي على ممارسة إرادتهم الحرة من خلال إنتاج محتوى نظيف يُدافع عن قيم الجمهورية وفي طليعتها العلمانية.

عن موقع "24"

الصفحة الرئيسية