عن ماذا أثمرت زيارة الكاظمي إلى واشنطن؟

عن ماذا أثمرت زيارة الكاظمي إلى واشنطن؟


27/07/2021

أعلن البيت الأبيض، أمس، نتائج الجولة الأخيرة من الحوار الإستراتيجي بين الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية الذي اختتم بلقاء بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

وتمحور اللقاء بين بايدن والكاظمي، الذي ترأس وفداً رفيع المستوى من حكومته يضم وزراء كل من الخارجية والدفاع والنفط والتجارة والثقافة، بشكل أساسي حول وجود القوات الأمريكية في العراق، وعلى نطاق أوسع حول قدرة بغداد على التصدي لخلايا تنظيم داعش المتبقية.

 كما احتوت حقيبة الكاظمي جملة من الملفات المهمة، أبرزها علاقة طهران ببغداد وانعكاسها على مصالح واشنطن مع وصول الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي إلى الحُكم.

 ما مصير الوجود الأمريكي في العراق؟

 وبعد أكثر من 18 عاماً على دخول القوات الأمريكية البلاد، وقع بايدن والكاظمي، أمس الإثنين، اتفاقاً ينهي رسمياً المهام القتالية الأمريكية في العراق بحلول نهاية العام 2021.

 وأكدت الحكومتان الأمريكية والعراقية في البيان الختامي المشترك للجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، على التزام العراق بحماية أفراد التحالف الدولي الذين يقدمون المشورة والتدريب للقوات العراقية، فيما أعربت الولايات المتحدة عن احترامها لسيادة العراق والقوانين العراقية وفق ما نقلته "وكالة الانباء العراقية".

 وأشار البيان إلى تجديد التأكيد على المبادئ المتفق عليها في اتفاقية "الإطار الاستراتيجي".

اقرأ أيضاً: اغتيال ناشط جديد في العراق بعد تهديده ووالدته... ما القصة؟

 وفي 2008، أبرمت واشنطن وبغداد اتفاقية "الإطار الإستراتيجي" التي مهدت لخروج القوات الأميركية من العراق نهاية 2011، بعد 8 أعوام من الاحتلال.

 ووفق البيان تعتزم الولايات المتحدة مواصلة دعمها للقوات الأمنية العراقية، في إطار الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين في جميع القضايا الثنائية وبما يخدم المصلحة الوطنية.

 

بعد أكثر من 18 عاماً على دخول القوات الأمريكية البلاد، وقع بايدن والكاظمي، أمس، اتفاقاً ينهي رسمياً المهام القتالية الأمريكية في العراق بحلول نهاية العام 2021

 

 وقال بايدن للصحافيين خلال اجتماعه مع الكاظمي: "سيكون دورنا في العراق أن نواصل التدريب، ونعاون، ونساعد، ونتعامل مع داعش، لكننا لن نكون، بحلول نهاية العام، في مهمة قتالية".

 ووفق ما قالته مصادر عسكرية لـ "العربية"، من المتوقع بقاء "القوة الجوية الأمريكية" في العراق، مشددةً على أن "سحب القوة القتالية الأمريكية لا يشمل قوات التحالف الموجودة بالعراق".

 ويوجد في الوقت الراهن نحو 2500 جندي أمريكي في العراق تتركز مهامهم على التصدي لفلول تنظيم "داعش" الإرهابي. وبعد التفاهمات بين بايدن والكاظمي سيتغير الدور الأمريكي في العراق بالكامل ليقتصر على التدريب وتقديم المشورة للجيش العراقي.

 توقيت حساس

 ويأتي الاتفاق في وقت حساس سياسياً بالنسبة للحكومة العراقية، إذ يواجه الكاظمي ضغطاً متزايداً من الأحزاب المتحالفة مع إيران والفصائل المسلحة التي تعارض الدور العسكري الأمريكي في البلاد.

 وتعرض دبلوماسيون وقوات أمريكية في العراق وسوريا لثلاث هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة هذا الشهر. ويعتقد محللون أن الهجمات جزء من حملة تشنها فصائل مدعومة من إيران للضغط باتجاه إنهاء الوجود الأمريكي في العراق بما يخدم مصلحة طهران.

 وتنظر الفصائل الإيرانية إلى الكاظمي على أنه صديق للولايات المتحدة، وهو يحاول تحجيم نفوذ الفصائل المتحالفة مع إيران، رغم أن حكومته أدانت الغارة الجوية الأمريكية على مقاتلين متحالفين مع إيران على طول حدود العراق مع سوريا في أواخر حزيران (يونيو) ووصفتها بأنها "انتهاك للسيادة العراقية".

 

 تعتزم الولايات المتحدة مواصلة دعمها للقوات الأمنية العراقية، في إطار الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين في جميع القضايا الثنائية وبما يخدم المصلحة الوطنية

 

 ويرى الخبير الاستراتيجي والمستشار السابق في وزارة الدفاع العراقية، معن الجبوري، في حديثه لـ "الشرق الأوسط" أن "ما سوف يحدث هو في الواقع مواقف وسطية؛ لأن أمريكا تعرف أن الكاظمي يعاني من ضغط الفصائل المسلحة والأحزاب القريبة من الجانب الإيراني، ومن المتوقع أن تسحب معظم قواتها القتالية وتبقي على نسبة محدودة لحماية السفارة الأميركية من ناحية، وكذلك لحماية المدربين والفنيين؛ لأنها لا تعتمد على الحكومة العراقية في توفير الحماية لهم".

وأضاف الجبوري أنّ "الكاظمي سيعود بنصر نسبي تمنحه إياه الولايات المتحدة بهدف تقوية موقفه حيال الفصائل المسلحة والقوى القريبة منها".

 الانتخابات العراقية

 وتأتي هذه الزيارة في وقت يقترب فيه العراق من الانتخابات البرلمانية المقررة في 10 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، إذ أكد الجانبان في لقائهما الأخير على ضرورة أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة بما يدعم سيادة العراق وديمقراطيته وتنميته.

 وقال بيان نشره البيت الأبيض على لسان مسؤول كبير في البيت الأبيض، إنّ "الولايات المتحدة قادت جهداً في مجلس الأمن الدولي وحصلت على قرار بالإجماع للمساعدة في مراقبة الانتخابات العراقية، المراقبة التي دعا إليها عدد من كبار القادة العراقيين وكذلك المرجع الديني علي السيستاني".

اقرأ أيضاً: العراق يحبط مخططات "غزوة العيد"... اعترافات الإرهابيين... فيديو

 كما أشار، إلى مساهمة الولايات المتحدة الأمريكية بمبلغ 5.2 مليون دولار لبعثة مراقبة الانتخابات تلك، بالإضافة إلى مساهمتها بنحو 9.7 مليون دولار للمساعدة الانتخابية التقنية للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق من خلال بعثة الأمم المتحدة في البلاد.

 

تأتي هذه الزيارة في وقت يقترب فيه العراق من الانتخابات البرلمانية المقررة في 10 تشرين الأول المقبل

 

 ويرى مراقبون أن هذه العوامل إيجابية وستنعكس بمزيد من الاستقرار على العراق لأن إدارة بايدن لا تبحث عن تفعيل الأزمات كما كانت تفعل إدارة ترامب من خلال زيادة التوتر في المنطقة وإيجاد الأزمات.

 ويلعب عدد من الفاعلين في الساحة العراقية أدواراً مختلفة في عدم الاستقرار الأمني في العراق بدوافع يغلب عليها طابع التنافس السياسي بين الأحزاب للحصول على مكاسب أكبر في الانتخابات المقبلة، إضافة إلى نشاطات لفصائل مسلحة حليفة لإيران تستهدف المصالح الأمريكية ونشاطات أخرى لتنظيم داعش تستهدف البنى التحتية للطاقة الكهربائية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية