عن صلاحيات إبراهيم منير

عن صلاحيات إبراهيم منير


02/08/2022

أحمد عبد التواب

هل هناك مبرر موضوعى لأن تتصدر فى وسائل الإعلام والسوشيال ميديا تصريحات إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان، عن تصوراته للجماعة فى المرحلة المقبلة، ووعود الجماعة بكذا وتعهداتها بكذا؟! فالجماعة على أوضح ما يكون فى أضعف حالاتها منذ تأسيسها قبل 9 عقود، ولم تعد قادرة على الوعد والتعهد، وبلا أمارة واحدة عن استيعاب قادتها لما حدث ويحدث لها، كما أن المذكور مطعون فى منصبه وفى تصرفاته ممن لا يقلون عنه قوة ونفوذاً فى الجماعة وليس فقط من خارجها، كما أنه أعجز عن أن يفرض سيطرته على أمور الجماعة، بما يسمح له بأن يعد بالتزامات ترضى بها الجماعة أو الأغلبية فيها أو حتى حلقة متنفِذة منها، ثم إنه لم يجد ما يدعوه إلى تفسير كل هذا الاضطراب، وراح يتعهد بعدم خوض صراعات على السلطة، وكأن خوض جماعته لهذه الصراعات بديل وارد، وكأن جماعته قادرة عليه، وكأنه يملك قرار خوض الصراع ويعد بالتنازل عنه أو بالمساوَمة عليه!

هناك مئات الملاحظات على كلامه الصريح، وأكثر منها على ما سكت عنه. فهو يغالِط، مثلاً، بأن سبب أزمة جماعته أن كثيراً من قياداتهم وراء القضبان، إلا أنه لم يشر إلى أن الخلاف المستعر بين كبار قادتهم من أسباب الأزمة، باتهامات متبادلة عن فساد مالى وبيع القضية، وبرغم أن المجموعة المناوئة له عزلته من منصبه، ورد هو بعزلهم من مناصبهم، فى مشهد اختلط فيها الهزل بالعبث بعلامات الانحسار والتدهور، بما يجعل من المحال أن يكونوا طرفاً فى مجال السلطة، لا فى الأفق المنظور ولا المدى المحسوب، بعد أن انحصر وجودهم فى القدرة على التخريب إذا تمكنوا!

كانت النتيجة المنطقية لما آلت إليه الجماعة أن تحتضر وتتلاشى، مثلما حدث لشبيهاتها عبر التاريخ، ولكنها لا تزال مستمرة فى طور الحد الأدنى لإبقاء الحياة، بمثل دس تصريحات ابراهيم منير الجمعة الماضى لتتصدر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، عسى أن تُتاح ثغرة تنفذ منها الجماعة، كما يأمل من يقدمون لها الدعم الهائل المستمر، فيؤكدون موقفهم أنهم لا يزالون يرون فيها أداة يمكن أن تفيدهم!

عن "الأهرام"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية