عندما تستعيد الذاكرة لغة مهجورة: حالة نادرة لمريض تركي بعد جلطة دماغية

في حالة طبية نادرة، بدأ المواطن التركي رحمي كاراديمير، البالغ من العمر 67 عامًا والمقيم في مدينة قونية، بالتحدث باللغة الدنماركية بعد تعرضه لجلطة دماغية، على الرغم من أنّه لم يستخدم هذه اللغة منذ سنوات .

كان كاراديمير قد عاش في الدنمارك لمدة 20، عامًا قبل أن يعود إلى تركيا قبل عقد من الزمن. في الأسبوع الأخير من نيسان (أبريل) الفائت، خضع لعملية جراحية في الركبة في مستشفى كلية الطب بجامعة سلجوق في قونية. بعد يومين من الجراحة، شعر بضعف في ذراعه وساقه اليمنى، بالإضافة إلى صعوبة في النطق، وأظهرت الفحوصات وجود جلطة دموية تسد أحد الشرايين الرئيسية، في الجانب الأيسر من دماغه.

قام الأطباء بإجراء تصوير وعائي لإزالة الجلطة. بعد العملية، تحسنت أعراض الشلل بشكل ملحوظ، ولكن كاراديمير فقد القدرة على التحدث باللغة التركية، وبدأ في التحدث باللغة الدنماركية، وهي لغة لم يستخدمها منذ عودته إلى تركيا .

أعربت عائلة كاراديمير عن دهشتها من هذا التغيير المفاجئ. وقالت ابنته ميرال: "لم يتحدث الدنماركية منذ سنوات، والآن لا يستطيع التحدث إلّا بهذه اللغة". وأضافت أن والدها يفهم التركية، لكنه غير قادر على التحدث بها، مما يسبب له حزنًا شديدًا .

بدوره، أوضح الدكتور جوخان أوزدمير، رئيس قسم الأعصاب في المستشفى، أنّ هذه الحالة تُعرف بـ"متلازمة اللغة الأجنبية"، أو "استعادة اللغة الانتقائية". وتحدث هذه الظاهرة عندما تؤثر إصابة دماغية على مراكز اللغة بشكل مختلف، ممّا يؤدي إلى فقدان اللغة المستخدمة يوميًا، وظهور لغة أخرى كانت غير مستخدمة لفترة طويلة.

ويتوقع الأطباء أن يستعيد كاراديمير قدرته على التحدث باللغة التركية، مع مرور الوقت، مشيرين إلى أنّ استعادة اللغة قد تستغرق أيامًا أو أسابيع أو حتى أشهر. في هذه الأثناء، يستمر كاراديمير في التواصل مع عائلته باللغة الدنماركية، مستفيدًا من معرفة بعض أفراد العائلة بهذه اللغة .

تسلط هذه الحالة الضوء على تعقيد وظائف الدماغ البشري، وقدرته على استرجاع معلومات مخزنة منذ زمن طويل، ممّا يوفر رؤى قيمة في مجال علم الأعصاب وإعادة التأهيل اللغوي.