"عملية الأقصر"... لماذا تأخرت تحقيقات الإخوان في النمسا؟

عملية الأقصر... لماذا تأخرت تحقيقات الإخوان في النمسا؟

"عملية الأقصر"... لماذا تأخرت تحقيقات الإخوان في النمسا؟


14/11/2022

بالرغم من مرور عامين على "عملية الأقصر" الأمنية، التي استهدفت أهداف وعناصر تنظيم الإخوان في النمسا، إلّا أنّ التحقيقات ما تزال جارية، وتشعبت إلى أكثر من مسار، ولم تتوقف فقط عند تمويل الإرهاب، الاتهام الرئيسي وقت المداهمات، ممّا يُصعب الأمر على سلطات التحقيق، ويؤجل حسم الملف.

وبحسب صحيفة "العين" الإخبارية، نقلاً عن مصادر خاصة، فإنّه لا نهاية قريبة للتحقيقات، في ظل الصعوبات اللوجستية الجمة التي يواجهها المدعي العام في مدينة جراتس قائد التحقيقات، والكم الهائل من الوثائق التي تحتاج لترجمة وفحص.

التحقيقات ما تزال جارية، وتشعبت إلى أكثر من مسار، ولم تتوقف فقط عند تمويل الإرهاب

وأكدت صحيفة "دير ستاندرد" النمساوية أنّ حالة التحقيق الحالية تظهر بوضوح في الملف الذي يضم عدة آلاف من الصفحات ما يشبه متاهة من الوثائق، وتشعب مساراته المختلفة، وتابعت: "يبدو أنّ الادعاء العام، ومكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) الذي يفتقر إلى موظفين آخرين لقضية بهذا الحجم غارق في التحقيقات وتعقيداتها".

وقد رصدت التحقيقات أيضاً لعب جمعية للتبرعات في النمسا دوراً في جمع الأموال لصالح حركة حماس المصنفة إرهابية في الاتحاد الأوروبي.

وشنّت سلطات الأمن النمساوية في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، بدعم من القوات الخاصة في الشرطة، مداهمات استهدفت أكثر من (70) هدفاً إخوانياً في (4) ولايات بالبلاد، وصادرت أصولاً وأموالاً، على خلفية اتهامات بـ "دعم وتمويل الإرهاب".

لا نهاية قريبة للتحقيقات، في ظل الكم الهائل من الوثائق التي تحتاج لترجمة وفحص

الصحيفة النمساوية أوضحت أنّ التحقيقات تدور في عدة مسارات حالياً، بخلاف تمويل ودعم الإرهاب، ومنها معاداة السامية، وقد عثرت السلطات على دليل لتلاميذ المدارس في إحدى الجمعيات التي تعرضت للمداهمات، يبدو كأنّه كتيب لحركة حماس، ويتضمن أفكاراً وتوجهات معادية للسامية.

كما تم العثور على كتيب مماثل في جمعية أخرى، فضلاً عن رصد عرض أفلام قصيرة بالمحتوى نفسه على أطفال، وجرى ضبط اتصالات مشتبه به في القضية، على علاقة بحماس، خاصة إسماعيل هنية، وحصوله على تكريم من الأخير.

ومنذ ذلك الحين ما يزال مكتب الادعاء العام في جراتس يعكف على التحقيق في القضية وفحص أوراقها والسماع إلى الشهود والمتهمين، تمهيداً لتحويلها إلى المحكمة، لكنّ الخطوة الأخيرة ما تزال بعيدة.

حالة التحقيق تظهر بوضوح في الملف الذي يضم عدة آلاف من الصفحات، ما يشبه متاهة من الوثائق

المصدر ذاته أكد عثور السلطات على توجيهات مكتوبة في مقتنيات مدرس تربية دينية مشتبه به في القضية، تطالب الأسر بضرب الأطفال، ممّا يمثل انتهاكاً للقانون النمساوي، فضلاً عن أفكار متطرفة أخرى ضد نمط الملابس والتوجهات المختلفة لأفراد المجتمع.

ويضاف إلى ذلك أيضاً العثور على صور تمجد الزعيم النازي أدولف هتلر، فعند تقييم الهاتف المحمول لإمام ومدرس مشتبه به في قضية الإخوان بالنمسا، وجد المحققون (4) ملصقات لشخصية تشبه الزعيم النازي، في غرفة دردشة على تطبيق "واتساب" يديرها الإمام، وتضم تلاميذ مدارس من الجالية المسلمة.

وتقوم الشخصية الشبيهة بهتلر في الصور بتأدية التحية النازية، كما أنّ الصور مرفقة بتعبيرات إعجاب بالزعيم النازي، رغم أنّ تواريخ الدردشة التي تضمنت إرسال هذه الصور مفقودة، ولم يتوصل إليها المحققون بعد، وفق ما ذكرته مصادر قضائية لصحيفة "كورير" النمساوية الخاصة.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية