علاوي يفشل في نيل الثقة.. ما الخيارات العراقية؟

علاوي يفشل في نيل الثقة.. ما الخيارات العراقية؟


02/03/2020

قدم رئيس الوزراء العراقي المكلّف، محمّد علاوي، أمس، اعتذاره عن عدم تشكيل حكومة وهو ما يزيد حالة عدم اليقين في البلاد التي تشهد أزمة سياسيّة.

واعتذر علاوي في كلمة متلفزة، وقبل ذلك وجّه رسالة إلى الرئيس صالح، قال فيها: "رأيتُ أنّ بعض الجهات السياسيّة ليست جادّة بالإصلاح والإيفاء بوعودها للشعب"، وفق "فرانس برس".

وأضاف علاوي: "وضع العراقيل أمام ولادة حكومة مستقلّة تعمل من أجل الوطن كان واضحاً"، مستدركاً: "للأسف الشديد، كانت بعض الجهات تتفاوض فقط من أجل الحصول على مصالح ضيّقة دون إحساس بالقضيّة الوطنيّة".

ولدى رئيس الجمهورية برهم صالح، بعد اعتذار علاوي، مهلة ١٥ يوماً لاقتراح مرشّح لتشكيل حكومة جديدة، وسيكون لرئيس الجمهورية هذه المرّة الحقّ الدستوري في فرض مرشح جديد لتشكيل حكومة، دون أن يطلب رأي الكتل البرلمانيّة الكبرى.

رئيس الوزراء العراقي المكلف يتهم من أسماهم بأصحاب المصالح الضيقة بعرقلة تشكيل الحكومة

وسيبدأ رئيس الجمهورية مشاورات لاختيار مرشّح بديل خلال المهلة الدستوريّة، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه، ومن بين المرشحين رئيس جهاز المخابرات، مصطفى الكاظمي، وفقاً لمصادر سياسية.

وما يزال العراق بلا حكومة منذ استقالة عادل عبد المهدي، سلف علاوي، تحت ضغط الشارع قبل شهرين. وأدّت استقالة عبد المهدي إلى أزمة قانونيّة لأنّ الدستور لا يحدّد بوضوح الحالات المتعلّقة باستقالة الحكومة.

وكان مجلس النواب العراقي قد أرجأ، أمس، من جديد ،جلسة التصويت على منح الثقة لحكومة علاوي، وأعلن المجلس تأجيل الجلسة لعدم اكتمال النصاب القانوني، وحضر جلسة الأحد 108 نواب فقط من أصل 329 مجموع أعضاء المجلس.

وسبق ذلك، تأجيل انعقاد جلستين الخميس والسبت، لحسم منح الثقة لحكومة علاوي.

وتحقّق السلطة القضائية في مزاعم قيام أطراف بدفع مبالغ طائلة لقاء "بيع وشراء" وزارات ومناصب، وتسلّط هذه المزاعم الضوء على الفجوة الواسعة بين القادة السياسيين ومطالب المواطنين في البلد الغني بالنفط المصنف في المرتبة 16 على لائحة الدول الأكثر فساداً على مستوى العالم.

وكلف علاوي الرجل الذي شغل منصبين وزاريين في السابق، بتشكيل الحكومة إثر ضغوط مارستها الأحزاب السياسية، دون الاخذ برأي المتظاهرين الذين أعلنوا رفضهم لعلاوي باعتبار أنّه قريب من النخبة الحاكمة التي يتظاهرون ضدها.

ويطالب المحتجون بشخصية مستقلة لم تشغل منصباً سياسياً في السابق، لتشكيل الحكومة، على الرغم من أنّ علاوي كان قد وعد مراراً بتشكيل حكومة "تاريخية" من وزراء غير حزبيين وخبراء في مجالهم فقط.

مقتدى الصدر: إلى متى يبقى الذي يحبون المحاصصة يتلاعبون بمصائر الشعب في العراق

من جهته، قال الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، في بيان علّق فيه على اعتذار علاوي: "حبّ العراق أوحى لك بالانسحاب، فجُزيتَ عن العراق خيراً".

وأضاف: "إلى متى يبقى الغافلون، ممن يحبون المحاصصة، ولا يراعون مصالح الوطن يتلاعبون بمصائر الشعب؟ وإلى متى يبقى العراق أسير ثلّة فاسدة؟".

وتنتظر الشخصية التي ستُكَلَّف تشكيل حكومة جديدة، مهمّة شاقّة تتمثّل في التوفيق بين الحكومة والشارع الغاضب بعد أشهر من الاحتجاجات التي خلفت نحو 550 قتيلاً و30 ألف جريح معظمهم من المحتجّين.

وفي سياق متصل بالأوضاع في العراق سقط صاروخان، ليل الأحد الإثنين، في المنطقة الخضراء قرب السفارة الأمريكية.

ومنذ نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي؛ نفِّذ 20 اعتداء على المصالح الأمريكية في العراق، وأسفرت الهجمات الصاروخية عن مقتل متعاقد أمريكي وجندي عراقي، ورغم عدم تبني أي منها، تحمّل واشنطن فصائل مسلّحة موالية لإيران مسؤولية هذه الهجمات.

الصفحة الرئيسية