عقب إنهاك اقتصاد البلد... الحكومة اليمنية تطالب بتدخل دولي عاجل لردع الحوثيين

عقب إلزامها التجار بالاستيراد عبر موانئ الحديدة ومنع وصول غاز الطهو القادم من محافظة مأرب شمال شرق صنعاء وعدّة إجراءات أخرى، دعت الحكومة اليمنية أمس المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لردع ما وصفتها بالحرب الاقتصادية التي تشنها ميليشيات الحوثيين ضد الشعب اليمني.

وطالب رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك، خلال لقاء جمعه برؤساء البعثات والسفراء المعتمدين لدى بلاده، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل لدعم جهود الحكومة اليمنية والمجلس القيادي الرئاسي لوقف الإجراءات التعسفية التي فرضتها ميليشيات الحوثيين ضد القطاع المصرفي والخاص، والقيود التي فرضتها على حركة الأفراد والسلع، والمساعدات الإنسانية.

معين عبد الملك: الحكومة لن تقف مكتوفة اليدين أمام الحرب الحوثية الممنهجة التي تهدد فرص السلام، وتمسّ معيشة وحياة اليمنيين

وقال عبد الملك: إنّ حكومته لن تقف مكتوفة اليدين أمام الحرب الحوثية الممنهجة التي تهدد فرص السلام، وتمسّ معيشة وحياة اليمنيين، مشيراً إلى أنّ كل الخيارات مطروحة للتعامل مع ذلك، وفقاً لما نشرته وكالة (سبأ) اليمنية الرسمية.

تصريحات رئيس الوزراء اليمني جاءت عقب إلزام ميليشيات الحوثيين التجار بالاستيراد عبر موانئ الحديدة، (226) كليومتراً غرب العاصمة صنعاء، كما منع الحوثيون وصول غاز الطهو القادم من محافظة مأرب شمال شرق صنعاء، في خطوة سمحت للتجار الموالين لهم ببيع الغاز المستورد عبر موانئ الحديدة.

فرضت ميليشيات الحوثيين إجراءات عدة ضد القطاع الخاص، تمثلت بإغلاق عدة شركات وفرض قوائم سعرية على عدد من السلع وتعديل قوانين ضرائب الدخل

وفرضت ميليشيات الحوثيين الشهر الماضي إجراءات عدة ضد القطاع الخاص، تمثلت بإغلاق عدة شركات، وفرض قوائم سعرية على عدد من السلع، وتعديل قوانين ضرائب الدخل، وضريبة المبيعات، والجمارك، بالإضافة إلى منع شاحناتا لتجار من الوصول إلى المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيات.

وشدد عبد الملك على ضرورة توجيه رسائل واضحة من الدول الشقيقة والصديقة، ردّاً على الحرب الاقتصادية التي تشنها ميليشيات الحوثيين، ودعم وإسناد جهود الحكومة اليمنية للحفاظ على الوضع الإنساني والاقتصادي من الانهيار.

أدت الحرب إلى خسارة اقتصاد البلاد (126) مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم

وأشاد رئيس الوزراء اليمني بالمساعدات الإنسانية والإنمائية المقدمة من السعودية والإمارات.

ويعاني اليمن حرباً بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، بإسناد من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قتل في 2017 بمواجهات مع مسلحي الجماعة إثر انتهاء التحالف بينهما.

وحتى نهاية 2021 أسفرت حرب اليمن عن مقتل (377) ألفاً بشكل مباشر وغير مباشر، وفق الأمم المتحدة، وأدت الحرب إلى خسارة اقتصاد البلاد (126) مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، حيث يعتمد معظم السكان البالغ عددهم (30) مليوناً على المساعدات.