عاصفة الغضب تزلزل نظام الملالي

عاصفة الغضب تزلزل نظام الملالي

عاصفة الغضب تزلزل نظام الملالي


20/09/2022

قالت شبكة "رويترز" للأنباء، نقلاً عن منظمة حقوقية كردية، إنّ خمسة أشخاص قتلوا في المنطقة الكردية الإيرانية، أمس الإثنين، عندما فتحت قوات الأمن النار، خلال احتجاجات عنيفة على وفاة الشابة مهسا أميني، في مقر الشرطة، وذلك في ثالث أيام الاضطرابات؛ التي تأتي رداً على الجريمة النكراء، التي أثارت موجة غضب عارمة على مستوى البلاد.

ودخلت مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، من إقليم كردستان الإيراني، في غيبوبة، قبل أن تلقى مصرعها، بعد اعتقالها في طهران الأسبوع الماضي، من قبل "شرطة الأخلاق"؛ ما تسبب في خروج مظاهرات حاشدة، في العديد من المناطق، بما في ذلك العاصمة طهران.

ونقلت وكالة "رويترز" عن منظمة هينغاو (Hengaw) لحقوق الإنسان، أنّ اثنين من الأشخاص قتلا، عندما فتحت قوات الأمن الإيرانية نيرانها على المتظاهرين، في مدينة سقز الكردية، مسقط رأس أميني، وأكدت المنظمة كذلك أنّ اثنين آخرين قتلا في بلدة ديفاندرا، بنيران مباشرة من قبل قوات الأمن، فيما قتل الخامس في دهغولان، في المنطقة الكردية أيضاً، بينما أصيب نحو 75 آخرون.

إيران تنتفض

بحسب تقرير مطول لوكالة "رويترز"، لم تصدر حتى الآن أيّ تأكيدات رسمية حول أعداد الوفيات، في الاحتجاجات التي وصفتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) بـ"المحدودة"، والتي جرت في عدد من المدن في 7 محافظات، وزعمت أنّ الشرطة فرّقتها، في حين أكدت مقاطع الفيديو المسرّبة، أنّ المواجهات مستمرة حتى اللحظة.

 احتجاجات عنيفة على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني

الاحتجاجات بدأت خارج مستشفى كسرى؛ حيث نقلت الشرطة أميني بعد فقدانها الوعي، ثم امتدت بشكل متتابع خارج العاصمة طهران، حتى وصلت مدينة سقز، مسقط رأس الشابة القتيلة، وبينما حاولت الشرطة تقليل عدد الأشخاص المشاركين في الجنازة، ظهر آلاف المشيعين عند القبر، وبعد الجنازة، تجمع المتظاهرون خارج مكتب محافظ سقز، وسرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى أعمال عنف، حسبما ذكرت صحيفة "الغارديان".

الاحتجاجات بدأت خارج مستشفى كسرى، حيث نقلت الشرطة أميني بعد فقدانها الوعي، ثم امتدت بشكل متتابع خارج العاصمة طهران، حتى وصلت مدينة سقز، مسقط رأس الشابة القتيلة

وبحسب مجموعات حقوقية كردية، استخدمت الشرطة في موقع الاحتجاج، رذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع؛ لتفريق المتظاهرين، قبل أن تطلق الرصاص الحي، وأظهرت مقاطع الفيديو المتظاهرات وهنّ يخلعن حجابهن، تضامناً مع أميني.

ووفقاً لـ"رويترز"، بلغت الاحتجاجات ذروتها في المنطقة الكردية، التي يبلغ تعداد سكانها من 8 ملايين إلى 10 ملايين نسمة، وأظهر مقطع فيديو، نشرته منظمة هينغاو على صفحتها الرسمية على "تويتر"، عدداً من المحتجين، يرشقون الشرطة بالحجارة، فيما سمع صوت رجل يقول: "هناك حرب في ديفاندارا"، ويتهم الشرطة بالهجوم. كما أفاد مرصد حجب الإنترنت (NetBlocks) عن حدوث انقطاع شبه كامل للاتصال بالإنترنت، في عاصمة الإقليم الكردي، سنندج، أمس الإثنين.

هذا وقد اندلعت تظاهرات صاخبة في العاصمة طهران، وامتدت إلى مدن أخرى مثل؛ رشت ومشهد وأصفهان، وأظهرت مقاطع الفيديو تحطم نوافذ عدد من سيارات الشرطة في طهران، بينما أطلقت سيارة تابعة لقوات الأمن خراطيم المياه تجاه المتظاهرين؛ من أجل تفريقهم، وسط هتافات: "الموت للدكتاتور"، كما اندلعت احتجاجات عنيفة في جامعة طهران، ضد ميليشيا الباسيج.

اندلعت تظاهرات صاخبة في العاصمة طهران، وامتدت إلى مدن أخرى مثل؛ رشت ومشهد وأصفهان، وأظهرت مقاطع الفيديو تحطم نوافذ عدد من سيارات الشرطة في طهران، بينما أطلقت سيارة تابعة لقوات الأمن خراطيم المياه تجاه المتظاهرين

وكشف التلفزيون الرسمي عن اعتقال عدد من المتظاهرين، لكنّه رفض الحديث عن وقوع ضحايا، ومارس نوعاً من الدعاية الرديئة، من خلال إظهار شابين مصابين، نفيا تقارير قالت إنّهما قتلا، بحسب مزاعم التلفزة الرسميّة. من جهة أخرى، تصدر هاشتاغ ( #MahsaAmini ) موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ليصل إلى ما يقرب من مليوني إشارة.

أكاذيب مكشوفة

الشرطة الإيرانية زعمت أنّ أميني أصيبت بإعياء أثناء انتظارها مع النساء الأخريات، المحتجزات من قبل "شرطة الأخلاق"، التي تفرض قواعد صارمة على الملابس، لكنّ والدها أصرّ على أنّ ابنته لا تعاني من أيّ مشاكل صحيّة، مضيفاً أنّها عانت من كدمات في ساقيها، وحمّل الشرطة مسؤولية وفاتها، بينما أكدت التقارير الطبية وجود كسر قاتل بالجمجمة.

وفي وقت سابق من يوم أمس، زعم قائد شرطة طهران، حسين رحيمي، أنّ "اتهامات جبانة" وجهت ضدّ الشرطة، وادعى أنّ أميني لم تتعرض لأيّ إيذاء جسدي، وأنّ الشرطة فعلت كل شيء؛ لإبقائها على قيد الحياة. وقال: إنّ هذا الحادث كان مؤسفاً لنا، ونتمنى ألّا نشهد مثل هذه الحوادث أبداً.

بلغت الاحتجاجات ذروتها في المنطقة الكردية

في غضون ذلك، أصدرت الشرطة بياناً زعمت فيه أنّ أميني سقطت فجأة، إثر تعرّضها لنوبة قلبية، أثناء تلقّيها تدريباً تعليمياً على قواعد الحجاب. كما نشرت قوات الأمن الإيرانية مقطع فيديو، قيل إنّه تم تصويره أثناء اعتقال الضحية؛ حيث تتحدث امرأة لا تظهر ملامحها، وتزعم الشرطة أنّها أميني، إلى امرأة أخرى في مركز الاحتجاز، قبل أن تمسك برأسها فجأة وتنهار، ثم ينتقل الفيديو إلى الطاقم الطبي الذي يدخل الغرفة.

وحول ردود الأفعال الدولية، قال المتحدث باسم البيت الأبيض إنّ "وفاة مهسا أميني، يمثل إهانة مروّعة وشنيعة لحقوق الإنسان". بينما أدانت وزارة الخارجية الفرنسية اعتقال أميني، والعنف الذي تسبب في وفاتها، ودعت إلى تحقيق شفاف.

بدورها، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، تقريراً مطولاً حول الحادث، قالت فيه إنّ (جينا)، تقصد أميني، كانت مسافرة إلى العاصمة الإيرانية طهران من سقز، التي تقع في محافظة كردستان الغربية؛ لمقابلة أقاربها بصحبة شقيقها، عندما تم احتجازها بزعم انتهاك قواعد اللباس الخاصّة بالنساء في البلاد.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية