ضم عناصر إخوانية... الإعلان عن تحالف سُنّي جديد في العراق

ضم عناصر إخوانية... الإعلان عن تحالف سني جديد في العراق

ضم عناصر إخوانية... الإعلان عن تحالف سُنّي جديد في العراق


23/07/2023

انبثق في بغداد تحالف (الحسم الوطني) لخوض انتخابات المجالس المحلية، المزمع إجراؤها نهاية العام الجاري، وضم التحالف أبرز قيادات المكون السنّي التي تولت مناصب رئاسية ووزارية خلال الفترة السابقة. ويأتي التحالف الذي يتزعمه وزير الدفاع الحالي ثابت العباسي، ويشرف عليه رئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي، في أوج التوترات التي تشهدها الساحة السياسية السنّية، التي يحاول الكثير من قياداتها تقويض زعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وحزبه "تقدم" الذي يمثل بالشراكة مع القيادي السنّي خميس الخنجر الأغلبية النيابية للسّنّة العراقيين.

ولم يكن ممثلو الإخوان المسلمين (حركة العدل والإحسان) غائبين عن التحالف السنّي الجديد، حيث يشاركون بأكثر من قياديّ داخل التحالف الذي ضم رؤساء ووزراء ونواباً سابقين في الدورات البرلمانية والحكومية السابقة. ويعمد الإخوان المسلمون في العراق إلى تثبيت جذورهم لدى أغلب التحالفات المتباينة دينياً في سبيل المكاسب التي تعود عليهم من السلطة.

ويتعدد حضور الإخوان المسلمين في تحالفات سنّية وشيعية، حيث تنضوي قيادات منهم في (تحالف الفتح) المقرّب من إيران، فيما تشارك قيادات أخرى في (تحالف السيادة) السنّي، بقيادة رئيس المشروع العربي خميس الخنجر، فضلاً عن التحالف الأخير الذي أعلن تحت مسمّى "الحسم الوطني".

وللعرب السنّة تمثيل في مجلس النواب العراقي يصل إلى (60) نائباً، ينتمون لكتل متعدّدة، أبرزها كتلة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي "تقدم".

صهيب الراوي أبرز العناصر الإخوانية المشاركة في تحالف الحسم الوطني

ومن أبرز قيادات التحالف السنّي الجديد، رافع العيساوي (نائب سابق لرئيس الوزراء)، وجمال الكربولي (زعيم حزب الحل)، ووزراء سابقون أمثال: نوري الدليمي، فلاح النقيب، عبد الكريم عفتان، سلمان الجميلي، فضلاً عن وزير الدفاع الحالي ثابت العباسي، ورئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي.

أمين التحالف: نطمح لبناء دولة

ولدى إعلانه عن نفسه، سمّى تحالف (الحسم الوطني) وزير الدفاع الحالي ثابت العباسي رئيساً له، وأسامة النجيفي أميناً عاماً، وأكد أنّه يعمل في مسار سياسي وخدمي في آنٍ واحد، في حين حاول أن يبعث برسائل اطمئنان لمنافسيه داخل المكون السنّي.

ويقول أمين عام التحالف أسامة النجيفي: "إنّنا نطمح إلى بناء دولة تستند على القانون، وحكم رشيد يحقق العدالة في صفوف الشعب، ولن نسمح بالتغول على أيّ مواطن أو غمط حقوقه الدستورية، وأن نعمل على تحقيق آماله وتطلعاته عبر جهد منظم دؤوب تحدوه الرغبة المؤكدة في التغيير نحو الأفضل".

العيادة: تحالف الحسم الوطني جاء بمستوى يلائم مستجدات العراق والمنطقة عموماً، فضلاً عن قياداته التي هي بعيدة عن تهم الفساد، على الرغم من أنّها شغلت مواقع تشريعية وتنفيذية كبرى في الدولة

وأكد أنّ تحالفه "تأسس وانبثق ضمن رؤية جامعة تحدوها رغبة عميقة بتحقيق إنجازات تعبر عن إرادة المواطن العراقي، والتحالف يدرك بعمق أنّ أصحاب المصلحة الحقيقيين في التغيير هم المواطنون المخلصون الذين يؤكدون انتماءهم للوطن، ويمارسون حقهم الدستوري في انتخاب من يمثلهم بكل حرية"، داعياً الشارع المحلي إلى "دعم الجهود الخيرة في مكافحة الفساد والسلاح المنفلت وكل قوة خارجة عن القانون مهما كانت صفتها".

وأضاف أنّ "الانتصار للوطن والمواطنة هدف أساس للتحالف الذي سيسعى بكل قوة للوقوف مع حق المواطن في العيش بكرامة والتمتع بحقوق المواطنة والثقة في مستقبل آمن وكريم".

"جاء بمستوى يلائم التحديات"

وقد لاحظ الشارع المحلي غياب عنصر الشباب، وعدم اعتماد تحالف (الحسم الوطني) مبدأ الإزاحة الجيلية المعتمدة لدى أغلب القوى الفاعلة في المشهد السياسي الراهن. كما أنّ اعتماد التحالف الجديد على قيادات مخضرمة ومجرّبة في السلطة، قد يؤدي إلى عدم التفاعل معه بوصفه حراكاً سياسياً تغييرياً.

الناطق باسم التحالف حكمت سليمان العيادة قلل من تلك التكهنات السلبية تجاه "الحسم الوطني"، وأكد أنّ التحالف يضم قيادات شابة تتعاون مع القيادات المخضرمة على إدارة دفة التحالف في المرحلة الحالية والقادمة.

رئيس تحالف الحسم الوطني وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي

وبشأن الحضور الواضح للقيادات القديمة، أوضح أنّ "تحالف الحسم الوطني، اعتمد على شخصيات وطنية عراقية لها وزن داخل المجتمع المحلي، وتعرف كيف تدير الأمور على المستوى الداخلي والخارجي"، مبيناً أنّ "وجود أكثر من شخصية قيادية في الدولة داخل التحالف يؤكد على كفاءة وقدرات عناصر التشكيل الجديد".

يحضر الإخوان المسلمون في التحالف السنّي الجديد عبر قيادات شابة منبثقة عن حركة (العدل والإحسان) التي تحاول أن تجد لها موطئ قدم في الساحة السياسية العراقية

وأكد أنّ "تحالف الحسم الوطني جاء بمستوى يلائم مستجدات العراق والمنطقة عموماً، فضلاً عن قياداته التي هي بعيدة عن تهم الفساد، على الرغم من أنّها شغلت مواقع تشريعية وتنفيذية كبرى في الدولة العراقية الحالية"، مشيراً إلى أنّ "هذه السيرة تعطي زخماً إيجابياً لتحالفنا في الاستحقاقات القادمة".

الحضور الجديد للإخوان

ولم يغب الإخوان المسلمون عن التشكيل السنّي الجديد، إذ يشارك الإخوان في أغلب المسميات السياسية، من أجل السعي للحضور الفاعل في السلطة، كما فعل جناح (الحزب الإسلامي العراقي) حينما انضوى أمينه العام رشيد العزاوي في (تحالف الفتح) الموالي لإيران، بينما انضوت قيادات أخرى من الحزب نفسه في تحالف (السيادة) بزعامة القيادي السنّي البارز خميس الخنجر.

وهذه المرّة يحضر الإخوان في التحالف السنّي الجديد عبر قيادات شابة منبثقة عن حركة (العدل والإحسان) التي تحاول أن تجد لها موطئ قدم في الساحة السياسية، بعيد انفصال شراكتها مع الجناح الإخواني الآخر، المتمثل بالحزب الإسلامي العراقي.

رئيس البرلمان الأسبق أمين عام تحالف الحسم الوطني أسامة النجيفي

وقد مثل (العدل والإحسان) في تحالف الحسم الوطني كلٌ من فيصل العيساوي، (نائب سابق)، وصهيب الراوي (محافظ سابق لمحافظة الأنبار)، ونصير العاني (مدير سابق لديوان رئاسة الجمهورية). ومن المرجح أن يدخل التحالف في صدام سياسي مع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، الذي بدأت سلطته تتقوّض نتيجة انشقاقات في كتلته النيابية، وتعرّض المقربين منه في إدارة المواقع التنفيذية في محافظة الأنبار إلى المحاسبة، والإقالات، نتيجة الفساد الإداري لبعض الشخصيات المحسوبة عليه.

مواضيع ذات صلة:

السلطات العراقية تضيق الخناق على اللاجئين السوريين... ما الجديد؟

كيف نقرأ زيارة رئيس الحكومة العراقية إلى سوريا؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية