صدمت الغرب... صفقة صينية قد تغير الوضع في المحيط الهادي.. تعرف إلى تفاصيلها

صدمت الغرب... صفقة صينية قد تغير الوضع في المحيط الهادي.. تعرف إلى تفاصيلها


20/04/2022

بعد (7) أشهر من التسريبات التي تعامل معها الغرب والولايات المتحدة الأمريكية على أنّها "شائعات"، أكدت الصين أمس الثلاثاء صحة الشائعات التي أطلقت للمرة الأولى في آب (أغسطس) الماضي، معلنة توقيع اتفاق أمني مع جزر سليمان التي تحوّلت إلى مركز لصراع جيوسياسي واستراتيجي "عنيف" بين الصين والولايات المتحدة وأستراليا في الأعوام الأخيرة.

 وجزر سليمان، هي دولة عبارة عن أرخبيل في جنوب المحيط الهادي، يقلّ عدد سكانها عن (700) ألف نسمة، وتحوّلت مؤخراً إلى ساحة لصراع أمريكي صيني أسترالي، وصفته صحيفة "الغارديان" البريطانية بـ"العنيف".

 ماذا يعني الاتفاق للمنطقة؟

تحت عنوان "الاتفاقية التي صدمت العالم"، في إشارة إلى الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، قالت "الغارديان": إنّ الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الصين وجُزر سليمان من شأنها أن تسمح للصين بإنشاء قاعدة عسكرية على بعد نحو (2000) كيلومتر من حدودها الشرقية، فضلاً عن إرسال أفراد عسكريين وشرطة إلى حليفها الجديد في المحيط الهادي، وقاعدة سفن بحرية.

أعلنت الصين توقيع اتفاق أمني مع جزر سليمان التي تحوّلت إلى مركز لصراع  جيوسياسي واستراتيجي "عنيف"مع الولايات المتحدة وأستراليا

وفي آذار (مارس) الماضي، تمّ على الإنترنت تسريب مسودة الاتفاقية الأمنية التي تعاملت معها الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا بقلق شديد، والتي تمنح الجيش الصيني والشرطة الصينية وصولاً كبيراً إلى جزر سليمان.

ووفقاً لمسودة الاتفاقية، يمكن لجزر سليمان أيضاً أن تطلب من قوات الأمن الصينية إرساء "النظام الاجتماعي" في أراضيها، كما سيكون لبكين أيضاً سلطة "حماية سلامة الموظفين الصينيين والمشاريع الكبرى" بمجرّد وصولهم إلى الجزر.

وفي مؤتمر صحفي أمس، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أنّ الاتفاقية تغطي "الحفاظ على النظام الاجتماعي"، إلى جانب حماية الأرواح والممتلكات، وتقديم المساعدة الإنسانية، والاستجابة للكوارث الطبيعية، مشدداً على التزام بلاده بـ"مساعدة جزر سليمان على تعزيز بناء قدراتها للحفاظ على الأمن القومي".

 وردّاً على التسريب، تمّ إرسال وفدين من أستراليا إلى هونيارا، عاصمة جُزر سليمان، ومن المقرر أنّ يصل هذا الأسبوع اثنان من كبار المسؤولين الأمريكيين، بما في ذلك كورت كامبل، منسق مجلس الأمن القومي الهندي والمحيط الهادي، إلى العاصمة، غير أنّ المبادرات الدبلوماسية المتسرعة أثبتت "عدم جدواها"، وفقاً لـ"الغارديان"، حيث أعلنت وزارة الخارجية الصينية في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء توقيع الاتفاق، الأمر الذي كان بمثابة "موجات صادمة" شعرت بها كانبرا وويلينجتون وواشنطن.

وفي شباط (فبراير) الماضي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم فتح سفارة في هونيارا، عاصمة جزر سليمان.

هل يخرج المحيط الهادي عن هدوئه؟

حذّر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس من أنّ الاتفاقية قد "تزيد زعزعة الاستقرار داخل جزر سليمان، وتشكّل سابقة مقلقة لمنطقة المحيط الهادي الأوسع"، وفقاً لموقع "ايه بي سي" الأمريكية، في إشارة إلى تدخل عسكري محتمل للولايات المتحدة الأمريكية.

"الغارديان": الاتفاقية الأمنية بين الصين وجُزر سليمان من شأنها أن تسمح لبكين بإنشاء قاعدة عسكرية على بعد نحو (2000) كم من حدودها

 وقال برايس: إنّه "على الرغم من تصريحات حكومة جزر سليمان، فإنّ الطبيعة الواسعة للاتفاق الأمني تترك الباب مفتوحاً أمام نشر جمهورية الصين الشعبية قوات عسكرية في جزر سليمان"، مشيراً إلى أنّ جُزر سليمان تحصل على الدعم من خلال علاقتها الأمنية مع أستراليا التي أرسلت قوات إلى الأرخبيل العام الماضي في أعقاب اندلاع أعمال شغب هناك.

ويأتي الإعلان بالتزامن مع انتهاء مناورات عسكرية أمريكية يابانية مشتركة في المحيط الهادي، بعد تحذيرات من أنّ الصين قد تستغل انشغال الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بالحرب الروسية الأوكرانية وتضمّ الجزيرة التايوانية "قسراً".

ونهاية آذار (مارس) الماضي، نقلت وكالة نوفا الإيطالية عن رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا،  خلال كلمة ألقاها في حفل تخرج أكاديمية الدفاع الوطني، إعرابه عن خشيته من أن يؤدي غزو روسيا لأوكرانيا إلى تقويض "أسس النظام الدولي".

وفي حين تجنب كيشيدا تسمية تايوان صراحة، أشار إلى خطر أن يؤدي غزو أوكرانيا إلى دفع بكين لمحاولة الضم القسري للجزيرة التايوانية: فقد قال رئيس حكومة طوكيو: "لا يمكن السماح بتغيير أحادي الجانب للوضع الراهن من خلال استخدام القوة في منطقة المحيطين الهندي والهادي، ولا سيّما في شرق آسيا".

والأسبوع الماضي، في إشارة إلى قلق أستراليا المتنامي بشأن الاتفاق، أرسلت أستراليا وزير التنمية الدولية وشؤون المحيط الهادي زد سيسيليا إلى هونيارا لحضور اجتماع غير عادي مع رئيس الوزراء، ماناسيه سوغافاري، الذي كان منخرطاً في حملات لانتخابات التجديد النصفي.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية