صحفيون عرب لـ"حفريات": شيرين أبو عاقلة شهيدة الصحافة وأيقونة الشجاعة والبسالة

صحفيون عرب لـ"حفريات": شيرين أبو عاقلة شهيدة الصحافة وأيقونة الشجاعة والبسالة


12/05/2022

وداعاً شيرين أبو عاقلة. وداعاً يا من عشت بالكاميرا وللكاميرا، وكان رحيلك المأساوي موثقاً بها، فأبيت ألا ترحلي دون ترك أثرٍ سيظل باقياً، يشهد على تفانيك في عملك حتى الرمق الأخير من حياتك، ويدين قاتلك أبد الدهر. وداعاً بعدد محبيك في بقاع العالم العربي، وداعاً بحجم الألم الذي تركه رحيلك. هكذا رثى صحفيون وكتّاب عرب الصحفية الفلسطينية التي قتلت برصاص الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الأربعاء.

رثاء من فلسطين

لمدة 25 عاماً ألف الملايين وجه الزميلة شيرين أبو عاقلة، من خلال عملها كمراسلة قناة الجزيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حظيت فيها باحترام وتقدير مشاهدي العالم الناطق بالعربية. وفي الأراضي المحتلة كبرت أجيال تشاهدها، وتتعرف على أخبار فلسطين عبر ما تنقله على شاشة الجزيرة، حتى كتبت رصاصة غادرة نهاية قصتها، وفيما كتب جيش الاحتلال اسمَه في صفحة العار.

موت شيرين ليست موتاً واحداً، بل موت أيقظ كل الموتى من شعب فلسطين، وزملاء وزميلات مهنة الصحافة والكلمة في بقاع الأرض، فلم يكن موتها رحيلاً لحياة بشرية واحدة، بل رحيلاً جلب آلام شعب كامل، ومهنة كاملة.

من جنازة الشهيدة

"ما كنت بعرف لسه في أشياء مؤلمة أكثر من اللي مرينا فيه، بس لما سمعت خبر شيرين عرفت طعم الحسرة وانقباض القلب من جديد"، تقول الإعلامية الفلسطينية، أسماء الغول لـ"حفريات".

ومن جانبه، قال الإعلامي الفلسطيني، محمد درويش: "كانت شيرين بمثابة صوت فلسطين الحر، وشمس الحقيقة للقضية الفلسطينية". وأضاف لـ"حفريات": "اغتيالها جريمة بشعة تضاف إلى السجل الدموي لهذا الاحتلال، الذي حرم شعبنا من وجه ساطع في عالم الصحافة، كان بمثابة مثال يحتذى به في المهنية والكفاءة".

أما الزميل الإعلامي، محمد الكلحوت‎،  فيقول بآسى: "25 عاماً نتابع في قطاع غزة الأخبار عبر صوت وصورة شيرين أبو عاقلة، واليوم استيقظت على الفاجعة، ولست وحدي، فأهل غزة جميعاً في حزن على رحيلها بيد الغدر".

الإعلامي السعودي محمد السليمان لـ"حفريات": اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة جاء ليثبت تأثير الإعلام الذي كانت تمارسه الراحلة شيرين من قلب الحدث ونقلها للحقيقة

وتابع لـ"حفريات": "رصاصة غادرة من جيش الاحتلال، أعادت إلينا مآسي استهداف إسرائيل للصحفيين والإعلاميين، وحرب غزة العام الماضي تشهد على ذلك".

ويتحدث الصحفي الفلسطيني، عبد الحكيم أبو رياش، عن تلقيه الخبر: "صاعقة نزلت على قلوبنا كصحفيين. لم نكن نتوقع في يوم من الأيام أن تكون شيرين شهيدةً؛ لمكانتها القوية في الصحافة، فهي أيقونة ترهب المحتل بفضح جرائمه". وأضاف لـ"حفريات": "اغتيالها جريمة في حق حرية الإعلام، وهي جريمة مكتملة الأركان ارتكبها جيش إسرائيل بحق الصحافة".

رثاء من شمال أفريقيا

ومن المغرب، يرى الصحافي نور الدين اليزيد، أنّ "الاغتيال بتلك الطريقة الهمجية من طرف الاحتلال الإسرائيلي، يعتبر إرهاب دولة بسبق إصرار وترصد".

ابو رياش‎: صاعقة نزلت على قلوبنا كصحفيين

وذكر لـ"حفريات" أنّ هذه الأفعال الإجرامية تعيق كل مساعي السلام في المنطقة: "إنها عملية قتل تجعل حتى الذين قد يلتمسون الأعذار والتبريرات، من أجل أي خطوة تطبيعية مع الاحتلال الإسرائيلي، في سبيل حل الدولتين، يترددون أو يتراجعون عن مثل هذه المساعي والنوايا الحسنة الهادفة إلى السلام؛ لأنّ من يصر على اغتيال حتى نساء ورجال الإعلام، ناقلي قصص ما يجري في فلسطين، لا يريد السلام، ولا يريد التعايش، وإنما يريد ويعيش فقط على الفوضى والتدمير والقتل".

ومن جانبها، قالت الصحفية التونسية، رباب علوي لـ"حفريات": "اغتيال شيرين أبو عاقلة ليس اغتيالاً لشيرين فقط، هو اغتيال للقلم الحر والصحافة الحرة. وإن غابت شيرين عن شاشاتنا العربية ستظل خالدة في قلوبنا".

الصحفي العراقي عمر الجنابي لـ"حفريات": علينا الوقوف عند هذه الفاجعة، لأنّ الجريمة ستتكرر في أنحاء العالم ما لم يكن هناك إجماع على ردع ومحاسبة جادة للمتورطين

وقال الصحفي عبد الله نادور من الجزائر: "جريمة بشعة ليست جديدة على الاحتلال"، وطالب في تصريح لـ"حفريات" المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والصحافة، ألا "تسكت على هذه الجريمة، وألا تكتفي بالإدانة، بل يجب فضح المحتل أمام العالم، وعقاب المجرم".

ومن ليبيا، يتذكر الصحفي فرج حمزة، الزميلة شيرين أبو عاقلة: "هي صوت القدس لكل ليبي وليبية، من خلال تغطياتها المتميزة التي تعلمنا منها على مدار أعوام"، وقال لـ"حفريات": "تعازينا للأسرة الصحفية العربية وزملائها وأهلها، وستبقى حيةً بيننا ما بقي الأقصى في قلوبنا".

صحفيو وادي النيل وأفريقيا

أما الصحفي المصري، حسام الهندي، فقال: "قتل أو إعدام أو اغتيال، كل الكلام ده واحد، ويعبر عن توجه من إسرائيل تجاه الصحفيين طول الوقت، وفي الحرب الأخيرة على غزة دمرت إسرائيل أكثر من 33 مؤسسة إعلامية خلال 10 أيام، وفي حرب غزة 2014 قتلت 16 صحفياً، وفي العدوان عام 2009 قتلت أربعة صحفيين، وعام 2012 ثلاثة صحفيين قُتلوا".

نور الدين اليزيد: الاغتيال إرهاب دولة بسبق إصرار وترصد

وشدد في تصريحه لـ"حفريات" على ضرورة عقاب إسرائيل عبر المجتمع الدولي "هي دولة فصل عنصري، وهي المسؤولة عما يجري في الأراضي المحتلة، فهل يُحرك المجتمع الدولي ساكناً؟".

وأشار الصحفي السوداني، محمد إسماعيل، إلى مخاطر مهنة الإعلام "القتل والاغتيال والاختطاف والسجن والتهديدات المختلفة من أبرز المخاطر التي يتعرض لها الصحفيون خلال أو بعد إنجازهم مهامهم وتحقيقاتهم الاستقصائية".

الإعلامي الفلسطيني ابو رياش: 25 عاماً نتابع في قطاع غزة الأخبار عبر صوت وصورة شيرين أبو عاقلة، استيقظت على الفاجعة، ولست وحدي، فأهل غزة جميعاً في حزن

وأردف لـ"حفريات": "أصبحت الصحافة مهنة الموت. اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة يمثل جزءاً من سياسة الاحتلال باستهداف الصحفيين لطمس الحقيقة وارتكاب الجرائم بصمت. وداعاً زميلتنا، سيظل الأقصى وقبة الصخرة يذكّران بك، فلترقد روحك بسلام شهيدة الصحافة، وأيقونة الشجاعة والبسالة".

وفي وجدان الصحفي الصومالي، عبد الفتاح موسى، لم تكن شيرين أبو عاقلة مراسلة فقط، بل كانت "صفحة من صفحات تاريخ النزاع العربي الإسرائيلي". وقال لـ"حفريات": "منذ طفولتنا ونحن نعيش النضال الفلسطيني ضد العدو الإسرائيلي بصوت شيرين، فهي من نقلت لنا أطفال الحجارة وهم يقارعون الاحتلال، وتابعنا الانتفاضة الثانية من القدس الشريف من خلالها، وهي من نعت لنا استشهاد محمد الدرة، وغيره من الشهداء، وأبت ألا تلحق بهم".

دموع في الشام والعراق

وبصوت تغلبه الدموع، قالت الإعلامية نهاد الجريري: "يا الله، الحزن والدموع في بيتي، كل أهلي يبكونك يا شيرين، لا أذكر متى شاهدتها أول مرة على الشاشة، لم أفكر في تلك اللحظة، شيرين حاضرة دائماً، لها دائماً مساحة في يومنا".

رباب علوي: وإن غابت شيرين عن شاشاتنا العربية ستظل خالدة في قلوبنا

وشددت الإعلامية الأردنية لـ"حفريات" على ضرورة "مساءلة من يستهدف الصحفيين والصحفيات؛ لأنّهم ليسوا طرفاً في الحدث"، وتابعت: "الكاميرات وثقت مقتل شيرين، وهذا إدانة لضمير كل من يدّعي الديمقراطية والتحرر ولا يحرك ساكناً".

وينقل الإعلامي ربيع ياسين مشاهد الحزن في لبنان على فراق شيرين أبو عاقلة: "صدمة لي شخصياً، ولكل لبنان. أنّ تُغتال بدم بارد هذه الزميلة الطيبة الخلوقة المهنية، حاملة القضية الفلسطينية". ولأنّها ليست صحفية بل حاملة قضية، قال لـ"حفريات": "قُتلت عمداً، وليس صدفةً، لإيصال رسالة بهدف إسكات الأقلام والأصوات عن جرائم المحتل".

الصحفي الصومالي، عبد الفتاح موسى لـ"حفريات": منذ طفولتنا ونحن نعيش النضال الفلسطيني ضد العدو الإسرائيلي بصوت شيرين، فهي من نقلت لنا أطفال الحجارة وهم يقارعون الاحتلال

وتستذكر الصحفية الكردية السورية، لامار أركندي، مآسي مقتل زميلات وزملاء المهنة في شمال شرق سوريا، الذين قتلهم إرهاب داعش، بعدما نكأ اغتيال شيرين الجراح: "ما دام المجتمع الدولي عاجز بقوانينه عن حماية الصحفيين والصحفيات من الاغتيال والاختفاء القسري، فلن تكون شيرين شهيدتنا الأخيرة".

وقالت: "كل صحفي خاصة المراسل الحربي بشكل خاص هو مشروع شهادة، كونه الجندي الوحيد الذي لا يملك في ساحة المعركة ما يدافع عن نفسه سوى كاميرته وخوذته وسترته، ويعيش لحظات مع الخطر لنقل الصورة، وهو ما حصل مع الزميلة شيرين".

عمر الجنابي: مهنة الصحافة مدينة لشيرين

واعتبر الصحفي العراقي، عمر الجنابي، أنّ مهنة الصحافة مدينة لشيرين على كل تضحياتها بوقتها وعائلتها وحياتها، وقال لـ"حفريات": "علينا كأسرة المهنة أولاً، والعالم أجمع الوقوف عند هذه الفاجعة، لأنّ الجريمة ستتكرر في أنحاء العالم ما لم يكن هناك إجماع على ردع ومحاسبة جادة للمتورطين من قوات الاحتلال وقياداتهم بهذه الجريمة".

رثاء صحافة الخليج واليمن

لن تُنسى، تقول الصحفية الكويتية، الجازي السنافي، "لن يُنسى ذلك الصوت العربي، ولن تُنسى بطولات المرأة الشجاعة شيرين أبو عاقلة". وشددت على أنّ رصاصة المحتل لم تنه مسيرة بطولية في نقل الأحداث من وسط الميدان فقط، "الرصاصة لم تخترق جسد شيرين فقط، بل اخترقت كل الأعراف والقيم الإنسانية والمهنية".

عبد الفتاح موسى: منذ طفولتنا ونحن نعيش النضال الفلسطيني ضد العدو الإسرائيلي بصوت شيرين

ومن بين وقفة احتجاجية في العاصمة الأردنية، عمان، قال الإعلامي اليمني، جمال حيدرة: "هذا الاغتيال ممنهج ومدروس، وتم التخطيط له بعناية في محاولة لإسكات صوت الحقيقة، وتغييب صحفية وثقت بالصوت والصورة خلال 25 عاماً كل جرائم الاحتلال الاسرائيلي، وكانت شاهداً حياً على كل طفل قتلوه، وشاباً اقتادوه للسجون، وكل بيت هدموه، وشجرة زيتونة اقتلعوها بوحشية".

جمال حيدرة: هذا الاغتيال ممنهج ومدروس

وأكد لـ"حفريات": "اغتيال صوت الحقيقة شيرين أبو عاقلة هو اغتيال للديمقراطية وحرية الصحافة، وحقوق الإنسان، وانتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية ذات الصلة. شيرين لم تكن تحمل سوى قلم، ولا تملك سوى صوتها القوي الصادق"

الجازي السنافي: لن تُنسى بطولات المرأة الشجاعة شيرين أبو عاقلة

وبصوت الصحافة السعودية، ذكر الإعلامي محمد السليمان، أنّ اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة جاء ليثبت "تأثير الإعلام الذي كانت تمارسه الراحلة شيرين من قلب الحدث ونقلها للحقيقة، وعلى ما تقوم به قوات الاحتلال من وحشية واعتداءات مستمرة بحق أبناء فلسطين العُزّل".

نهاد الجريري: كل أهلي يبكونك يا شيرين

ورغم ارتداء شيرين السترة الإعلامية الواقية، إلا أنّ "القناص استهدف رقبتها، ليكشف عن عملية متعمدّة لقتل الصوت الحر. رحم الله الزميلة شيرين أبو عاقلة وأسكنها فسيح جناته وألهم أهلها وذويها والوسط الإعلامي الصبر والسلوان"، يقول الإعلامي السعودي لـ"حفريات".

محمد السليمان: اعتداءات مستمرة بحق أبناء فلسطين العُزّل

مواضيع ذات صلة:

الجيش والمستوطنون و"الإرهاب اليهودي": تحالف حديدي ضد الفلسطينيين

حماس وإسرائيل ولُعبتهما الفاسدة: فلسطين تحتاج إلى انتخابات ديمقراطية

"الثورة الفلسطينية واليهود": استعادة لتاريخ الصراع




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية