شهود لـ"حفريات": إسرائيل تعاقب الشهداء الفلسطينيين وتسرق جثثهم وتبيع أعضاءهم

شهود لـ"حفريات": إسرائيل تعاقب الشهداء الفلسطينيين وتسرق جثثهم وتبيع أعضاءهم

شهود لـ"حفريات": إسرائيل تعاقب الشهداء الفلسطينيين وتسرق جثثهم وتبيع أعضاءهم


كاتب ومترجم فلسطيني‎
20/12/2023

في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل شن حرب مستعرة على قطاع غزة، وارتكاب المزيد من المجازر البشعة بحق المدنيين العزل في أماكن تواجدهم كافة، بدأت منظمات حقوقية تكشف وفقاً لروايات شهود، عن سرقة فرق طبية متخصصة برفقة الجيش أعضاء من ضحايا محتجزين منذ أسابيع داخل مستشفيات مدينة غزة، وعلى وجه التحديد مجمع الشفاء الطبي الذي يواجه دماراً كبيراً من جراء اقتحام الجيش والمدرعات المجمع الطبي، إلى جانب السيطرة على مستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة واحتجاز عشرات الجثث بداخله لأيام.

وقال شاهدان لـ"حفريات" إنّ إسرائيل تعتبر أكبر مركز عالمي غير قانوني لتجارة أعضاء البشر، حيث تستفيد من سرقة الأعضاء لزرعها في أجساد المرضى الذين يعانون من فشل في أعضائهم.

المركز الأورومتوسطى لحقوق الإنسان "مكتب فلسطين"، دعا إلى ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة وبشكل سريع، للتحقيق في تهم موجهة إلى الجيش الإسرائيلي متعلقة بسرقة أعضاء الشهداء المحتجزين منذ أيام داخل مجمع الشفاء الطبي، بعد رفض الجيش تسليم الجثث لذويهم والتي تتكدس داخل ثلاجات الموتى بالعشرات، حيث سبق وأن ثبت على إسرائيل سرقة أعضاء من الشهداء، بعد أن أفرجت عن عدد منهم خلال السنوات الماضية وتسليمها لذويهم خاصة في مناطق الضفة الغربية، والاشتراط بعدم تشريحها لعدم كشف سرقة أعضائهم.

وجود دلائل

ووفق المرصد الحقوقي، فقد أدلى أطباء يعملون داخل مجمع الشفاء وتمكنوا من النزوح نحو جنوب قطاع غزة، بأنّ عدداً من الجثث ممن سمح الجيش بنقلها للدفن جنوب قطاع غزة، ظهر عليها علامات سرقة للأعضاء، ومن علامات السرقة التي ظهرت على الجثث قبل دفنها، سرقة قرنية العين والكلى والكبد والقلب، حيث سمحت إسرائيل بنقل عدد من الجثث التي تم سرقت الأعضاء منها، بينما تبقت عشرات الجثث المحتجزة ولم تفرج عنها بعد.

ووفق شاهد عيان من داخل مستشفى الإندونيسي تحدث لـ"حفريات"، فقد "احتجز الجيش عدداً كبيراً من جثامين الشهداء الذين تم اعدامهم داخل أقسام وممرات المستشفى، ومن ثم نقلهم إلى مشرحة المستشفى وتركهم لأيام، وبعد ذلك طالبت من مسؤول المشرحة برفقة إثنين من العاملين داخل المستشفى، بنقل عدد من الجثامين داخل شاحنة محكمة الإغلاق والتحرك حسب الطريق التي حددها الجيش لهم، ومن ثم دفنهم في إحدى المقابر القريبة من المستشفى، حيث إنّ الجيش قام بتغطية الجثامين بأكياس زرقاء محكمة الإغلاق، كيلا يتم فتحها وكشف أي من آثار التشريح وسرقة للأعضاء".

إسرائيل تعتبر أكبر مركز عالمي غير قانوني لتجارة أعضاء البشر

وبين شاهد العيان أنّ "المستشفى تحول إلى مقبرة جماعية في ظل تكدس أعداد الضحايا في كل زاوية من المستشفى، ورفض الجيش نقل الجثث ودفنها ومن يحول الاقتراب منها يتم قنصه، حيث إنّ النازحين المتواجدين تمكنوا من استغلال فترة الهدنة الإنسانية خلال الفترة الماضية، وقاموا بدفن الجثامين داخل المساحات الفارغة من المستشفى، بعد أن تحللت الجثث وبدأت تنتشر روائح كريهة داخل المستشفى".

 

في كتابها "على جثثهم الميتة" فضحت الطبيبة الإسرائيلية مئير فايس محاولات إسرائيل المتكررة احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين ودفنهم في مقابر بعد سرقة أعضائهم

 

وما يؤكد اتّباع إسرائيل سياسة احتجاز جثامين الشهداء وتشريح أجسادهم وسرقة الأعضاء منها، هو كشف الطبيبة الإسرائيلية مئير فايس في كتابها "على جثثهم الميتة"، سرقة أعضاء من ضحايا فلسطينيين وزرعها في أجساد مرضى إسرائيلييّن دون موافقة ذويهم، حيث فضحت الكاتبة محاولات إسرائيل المتكررة إنكار التهم الموجهة إليها، من احتجاز جثامين الشهداء ودفنهم في مقابر بعد سرقة أعضائهم.   

تعمد قتل المدنيين

من جهته أكد الحقوقي مصطفى إبراهيم أنّ "إسرائيل ترتكب مجازر بشعة وغير مسبوقة داخل قطاع غزة، ولاسيما داخل المجمعات الطبية ومراكز الإيواء التي تؤوي ألاف النازحين، وذلك بعد أن تعمدت قتل عدد كبير من هؤلاء النازحين بدم بارد والتنكيل بجثثهم، في حين أنّ ما يتم تداوله من سرقة إسرائيل أعضاء من الشهداء فهذا أمر غير مستبعد، في ظل ما يفعله الجيش من حرب إبادة وتجاوز لسائر القوانين الدولية". 

وأشار في حديثه لـ"حفريات" إلى أنّ "إسرائيل تعتبر أكبر مركز عالمي غير قانوني لتجارة أعضاء البشر، حيث تستفيد من سرقة الأعضاء لزرعها في أجساد المرضى الذين يعانون من فشل في أعضاء أجسادهم، بالإضافة إلى استخدامها في مختبرات كليات الطب الإسرائيلية، بالإضافة إلى بيع جزء من هذه الأعضاء بمبالغ باهظة لمستشفيات دولية".

إسرائيل تحتجز منذ سنوات جثامين شهداء فلسطينيين وتدفنهم داخل مقابر مرقمة

ولفت إلى أنّ "إسرائيل تحتجز منذ سنوات جثامين شهداء فلسطينيين وتدفنهم داخل مقابر مرقمة، حيث سمح قرار المحكمة العليا في إسرائيل والصادر عام 2019، باحتجاز جثامين الشهداء ودفنهم مؤقتاً بما يعرف مقابر الأرقام، وقد سنّ الكنيست الإسرائيلي أيضاً قانوناً يتيح للجيش بالاحتفاظ بجثامين الشهداء الفلسطينيين كسّياسة عقاب ضدهم، وسرقة الأعضاء والاحتفاظ بها".

تجاوز القوانين 

وتابع "إسرائيل تتجاوز خلال الحرب الدائرة في قطاع غزة كل القوانين الدوليّة، التي تكفل حماية المدنيين خلال أوقات الحروب والصراعات، عدا عن التنكيل بجثث الشهداء وتركهم في الشوارع لأيام طويلة، فمن يسلم من التشريح وسرقة أعضائه، تدوس عليه الدبابات وتتركه يتحلل، وهذا ما كشفته المقاطع المصورة من داخل شوارع غزة خلال فترة الهدنة، بعد تمكن صحفيين ومواطنين من كشف جرائم الجيش في غزة".

 

الحقوقي الفلسطيني مصطفى إبراهيم لـ"حفريات": الكنيست الإسرائيلي سنّ قانوناً يتيح للجيش بالاحتفاظ بجثامين الشهداء الفلسطينيين كسّياسة عقاب ضدهم، وسرقة الأعضاء والاحتفاظ بها

 

يذكر أنّ الجيش الإسرائيلي قد أفرج قبل أسابيع قليلة عن أكثر من 100 شهيد كانوا محتجزين داخل مشرحة مجمع الشفاء الطبيّ، حيث تعمد الجيش الإبقاء على احتجاز الشهداء لفترة طويلة داخل المستشفى، ورفض تسليمهم لأقاربهم أو حتى دفنهم في المقابر المجاورة للمستشفى، وما يثير الشكوك أنّ الجيش وضع الجثث بأكياس محكمة الإغلاق، وهذا يدل على أنّ الجيش قد نكل بجثث الشهداء وقام بسرقة أعضائهم.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية