شرطة الأخلاق تعود من جديد... هل ينجح النظام الإيراني في إعادة هيبته؟

شرطة الأخلاق تعود من جديد... هل ينجح النظام الإيراني بإعادة هيبته؟

شرطة الأخلاق تعود من جديد... هل ينجح النظام الإيراني في إعادة هيبته؟


17/07/2023

بعد الغموض الذي أحاط بما يُعرف بـ "شرطة الأخلاق" في إيران، عقب الانتفاضة الشعبية التي عمت البلاد بسبب مقتل الفتاة مهسا أميني قبل نحو (10) أشهر، استأنفت شرطة الأخلاق دورياتها المثيرة للجدل لضمان التزام النساء بقواعد اللباس وتغطية شعرهن في الأماكن العامة.

وأعلنت السلطات الإيرانية أمس إطلاق حملة جديدة لإجبار النساء على ارتداء الحجاب، وإعادة شرطة الأخلاق إلى الشوارع لمراقبة تطبيق الإجراءات، حسبما نقلت (أسوشيتد برس).

وقال مسؤول إيراني: إنّ دوريات "شرطة الأخلاق" ستعود إلى الشوارع لفرض القوانين المتعلقة بالحجاب، وفق ما نقلت وكالة (تسنيم) للأنباء.

السلطات الإيرانية تعلن إطلاق حملة جديدة لإجبار النساء على ارتداء الحجاب، وإعادة شرطة الأخلاق

وأضاف المتحدث باسم الشرطة الإيرانية سعيد منتظر المهدي: إنّ ضباط الدوريات سيقومون خلال عملهم بتحذير النساء اللاتي لا يمتثلن للقواعد أوّلاً، مؤكداً أنّه في حالة عصيان الأوامر، فقد تختار الشرطة "اتخاذ إجراءات قانونية".

وبموجب القانون الإيراني، يجب على النساء تغطية شعرهن وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة، ويقع على عاتق شرطة الأخلاق ضمان احترام تلك القواعد، واحتجاز النساء اللاتي يُنظر إليهن على أنّهن يرتدين ملابس "غير محتشمة".

وفي الأشهر التي أعقبت الاحتجاجات على مقتل مهسا أميني، توقف العديد من النساء عن ارتداء الحجاب تماماً، وكان هذا أكبر تحدٍّ صريح لحكم رجال الدين في إيران منذ ثورة 1979.

وتشير مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنّه حتى وقت قريب، أضحت مشاهد النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب أمراً اعتيادياً وأكثر شيوعاً.

المهدي: ضباط الدوريات سيقومون بتحذير النساء اللاتي لا يمتثلن للقواعد أوّلاً، وفي حالة عصيان الأوامر، فقد تتخذ إجراءات قانونية بحقهم

لكنّ السلطات الإيرانية، بدورها، فرضت عقوبات أكثر صرامة، بما في ذلك إجبار الشركات والمتاجر على الإغلاق إذا لم تمتثل لقوانين الحجاب.

وعلى الرغم من أنّ الاحتجاجات جذبت أعداداً كبيرة من الإيرانيين، إلا أنّ بعض الناس ما زالوا يؤيدون بشدة قواعد اللباس الصارمة.

وتحدّث الكثير من التقارير عن حل "شرطة الأخلاق" في كانون الثاني (يناير) الماضي، لكنّ السلطات نفت ذلك في وقت لاحق، وأصرت طوال الأزمة على أنّ قواعد اللباس لم تتغير.

وكانت مهسا أميني (22) عاماً تزور العاصمة طهران مع أسرتها في أيلول (سبتمبر) الماضي، عندما ألقت شرطة الأخلاق القبض عليها واتهمتها بارتداء الحجاب "بشكل غير لائق".

وقد أغمي عليها بعد نقلها إلى مركز اعتقال "تأهيلي"، وفي ذلك الوقت، كانت هناك تقارير تفيد بأنّ الضباط ضربوها بالهراوة على رأسها.

وأدى مقتلها إلى إغضاب ملايين الإيرانيين، وشهور من الاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد، التي شهدت مقتل ما يقرب من (600) متظاهر، واعتقال ما يقرب من (20) ألف شخص.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية