زيارة السيسي للهند: توقعات متفائلة بشأن التعاون الاقتصادي بين البلدين

زيارة السيسي للهند: توقعات متفائلة بشأن التعاون الاقتصادي بين البلدين

زيارة السيسي للهند: توقعات متفائلة بشأن التعاون الاقتصادي بين البلدين


25/01/2023

توقّع مراقبون أن تفتح زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي بدأت أمس للهند آفاقاً جديدة للتعاون المشترك بين البلدين بمختلف المجالات، يحظى القطاع الاقتصادي منها بنصيب الأسد، إلى جانب تبادل الخبرات في المجالات العلمية والتكنولوجية والعسكرية أيضاً.

وتوجّه الرئيس المصري إلى نيودلهي الثلاثاء في زيارة ستستمر إلى يوم غد الخميس، تلبية لدعوة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للمشاركة كضيف شرف في احتفالات الهند بيوم الجمهورية، الذي يوافق اليوم الذي بدأ فيه العمل بدستور جمهورية الهند عام 1950، وفق بيان صادر عن الرئاسة المصرية. 

وبحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، تعكس دعوة الرئيس المصري كضيف شرف رئيسي لهذا الحدث التقارب الكبير بين الدولتين، والتقدير الشديد الذي تكنّه الهند لمصر قيادة وحكومة وشعباً.

أجندة حافلة

ومن المتوقع أن يبحث السيسي خلال زيارته التي تتوافق مع مرور (75) عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والهند، تعزيز علاقات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين بصفتهما من أهم الدول الصاعدة، ولدورهما الحيوي في مختلف القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية، بحسب ما أوردته شبكة "سكاي نيوز".

 ومن المقرر أن يلتقي الرئيس المصري عدداً من المسؤولين فى الهند، وعلى رأسهم رئيس الوزراء ودروبادي مورمو رئيسة البلاد، إلى جانب عدد آخر من المسؤولين، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة.

توجّه الرئيس المصري إلى نيودلهي الثلاثاء في زيارة ستستمر إلى يوم غد الخميس

 وسيتخلل الزيارة لقاء السيسي مع رؤساء وممثلي عدد من الشركات الهندية الرائدة في مختلف المجالات، وذلك لمناقشة آليات تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، واستعراض الفرص الاستثمارية الجاذبة في مصر.

الاقتصاد على رأس الأولويات

يأتي التبادل التجاري على رأس أولويات زيارة الرئيس المصري إلى الهند، في ضوء الرغبة المشتركة لتعزيز الشراكة الاقتصادية، خاصة أنّ العلاقات التجارية بين البلدين شهدت خلال الأعوام الماضية تنامياً ملحوظاً.

 إلى ذلك، ذكر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، في بيان  نشره الثلاثاء، أنّ حجم التجارة بين مصر والهند خلال العام المالي 2021/ 2022، بلغ نحو (7.26) مليارات دولار، بزيادة نحو 75% عن العام المالي 2020/ 2021.

أوضحت الحكومة المصرية أنّ حجم الصادرات المصرية إلى الهند بلغ (3.52) مليارات دولار، بزيادة 86% عن العام المالي 2020/2021، و(3.74) مليارات دولار حجم واردات مصر من الهند، بزيادة 65% عن العام المالي  2020/2021

 

 وأوضحت الحكومة المصرية، بحسب ما أوردته الصحافة المحلية، أنّ حجم الصادرات المصرية إلى الهند بلغ (3.52) مليارات دولار، بزيادة 86% عن العام المالي 2020/ 2021، و(3.74) مليارات دولار حجم واردات مصر من الهند، بزيادة 65% عن العام المالي 2020/ 2021.

 50 شركة هندية تستثمر في مصر

وأشار بيان مجلس الوزراء المصري إلى أنّ الزيوت المعدنية والبترول والأسمدة والكيماويات غير العضوية والقطن سجلت أهم الصادرات المصرية إلى الهند، وأنّ لحم الجاموس والحديد والصلب والمركبات الخفيفة والغزل القطني أهم صادرات الهند إلى مصر.

 ولفت إلى أنّ عدد الشركات الهندية في مصر بلغ أكثر من (50) شركة بإجمالي استثمارات بلغت (3.15) مليارات دولار في مجالات عديدة، وتُوفر نحو (35) ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

 وأوضح أنّه جاء على رأس هذه الشركات شركة تي سي آي سنمار بأكبر استثمار بقيمة (1.5) مليار دولار، تليها الإسكندرية كربون بلاك وكيرلوسكار ودابر الهند وفليكس بي فيلمز ودهانات سكيب ومجموعة غودريج ومجموعة ماهيندرا ومونجيني.

 تطلّع لزيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين

تطمح الحكومة المصرية إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية مع الهند بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، بتوفير فرص جديدة للاستثمار، وزيادة حجم التبادل التجاري، كذلك تبادل المعلومات فيما يتعلق بتكنولوجيا التصنيع.

وزير التجارة والصناعة المصري: دوائر الأعمال الهندية أمامها العديد من مجالات الاستثمار في مصر

 وفي هذا السياق، قال وزير التجارة والصناعة المصري أحمد سمير: إنّ "دوائر الأعمال الهندية أمامها العديد من مجالات الاستثمار في مصر؛ أبرزها قطاعات الأدوية والأجهزة والمعدات الطبية والطاقة المتجددة والسيارات ومكوناتها والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خاصة أنّ دولة الهند تمتلك خبرات وتكنولوجيات كبيرة في هذه المجالات".

 وأشار سمير، بحسب ما نقلته عنه صحف محلية، إلى أنّ "حجم التبادل التجاري غير البترولي بين مصر والهند بلغ خلال الـ (11) شهراً الأولى من عام 2022 نحو (4.1) مليارات دولار، منها (723) مليون دولار صادرات مصرية.

 ومن جانبه، قال سفير الهند بالقاهرة أجيت جوبتيه: إنّ "الهند حريصة على الاستفادة من السوق المصرية كمحور لنفاذ الصادرات الهندية إلى أسواق دول القارة الأفريقية والشرق الأوسط وقارة أوروبا".

عدد الشركات الهندية في مصر بلغ أكثر من (50) شركة بإجمالي استثمارات بلغت (3.15) مليارات دولار في مجالات عديدة، وتُوفر نحو (35) ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة

 

 وأضاف بحسب موقع "إيكونومي بلس" الاقتصادي أنّه يجب تعزيز التعاون المشترك بين اتحادات الصناعات والغرف التجارية في كلا البلدين لفتح قنوات للتواصل والحوار المشترك بين مجتمعي الأعمال بمصر والهند، بما يسهم في الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين، وهناك فرص وآفاق تصديرية متميزة بالسوقين المصرية والهندية".

 قناة السويس ميزة استثنائية لمصر

حول أهمية التعاون التجاري بين البلدين، يقول مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية مصطفى أبو زيد: إنّ الهند تُعتبر من أهم الشركاء التجاريين لمصر خلال الفترة الماضية، وهو ما انعكس على أرقام التبادل التجاري بين البلدين.

 ويوضّح في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" أنّ مصر من جانبها تمتلك مقوّمات وإمكانيات هائلة فيما يتعلّق بالهيئة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس، والفرص الاستثمارية الخاصّة بالمجال التكنولوجي، خاصة أنّ الدولة المصرية تهتم بزيادة مساهمة قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الناتج المحلّي الإجمالي.

 ووفقاً للأرقام الصادرة عن وزارة الاتصالات المصرية، فإنّ القطاع التكنولوجي أسهم في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5% في العام المالي 2021-2022 بنحو (150) مليار جنيه.

 ويرى مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية أنّ معادلة الأرقام دائماً ستكون في صالح الهند، خاصة بعد نشوب الحرب الروسية - الأوكرانية، وتوجُّه مصر لتنويع مصادر استيراد القمح.

 احتفاء هندي بالزيارة

ذكرت صحيفة "بيزنس إنديا"، المتخصصة بالشأن الاقتصادي، أنّ زيارة الرئيس المصري للهند تُعدّ فرصة ذهبية لإقامة شراكة اقتصادية كبيرة بين البلدين، مؤكدة أنّها المرة الأولى التي يُدعى فيها رئيس مصري "كضيف شرف رئيسي" إلى احتفالات الهند بيوم الجمهورية، الذي توجهت فيه دعوة الحضور لكافة قادة وزعماء العالم.

وقال المحلل السياسي والاقتصادي الهندي البارز نهاديب سوراي، بحسب وكالة "أنباء الشرق الأوسط": إنّ القاهرة هي مفتاح مرور الهند إلى طريق بناء علاقات أقوى مع العالم العربي، وإنّ مصر بحكم ثقلها السياسي والتاريخي والاستراتيجي ستكون قلباً ومحوراً لهذا التقارب الهندي العربي.

 الهند تُعتبر من أهم الشركاء التجاريين لمصر خلال الفترة الماضية، وهو ما انعكس على أرقام التبادل التجاري بين البلدين

وأضاف أنّ المؤسسات الهندية تتطلع للعمل والاستثمار في مصر لا سيّما بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس لإقامة مشروعات هندية كبرى، لافتاً إلى استثمار مجموعة (تشيني - سنمار) الهندية القابضة لنحو (1.5) مليار دولار أمريكي لإنتاج صودا الكواستيك والـ (بي في سي) بمصانعها قرب مدينة بورسعيد.

 وأوضح أنّ مؤسسة (إيديتيا بيرالا جروب) الهندية تستثمر أيضاً في المنطقة الصناعية الحرة بالعامرية بمدينة الإسكندرية في إنتاج الطلاءات، وهي تقدّم نموذجاً ناجحاً للشركات الهندية الأخرى الطامحة للعمل في مصر، كما تُعدّ مؤسسة (بياجوا) لإنتاج وسائل النقل من نماذج الاستثمارات الهندية الناجحة في مصر.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية