ردود الفعل تتصاعد على إلغاء حق الإجهاض بأمريكا ... هذه أبرزها

ردود الفعل تتصاعد على إلغاء حق الإجهاض بأمريكا ... هذه أبرزها


26/06/2022

توالت ردود الفعل داخل الساحة الأمريكية على قرار المحكمة العليا أول من أمس بإلغاء الحق الدستوري للمرأة في الإجهاض، الصادر منذ نحو (50) عاماً.

عدة ولايات اغتنمت الفرصة لحظر عمليات إنهاء الحمل على أراضيها على الفور، وبدأت العيادات في ميزوري أو ساوث داكوتا أو جورجيا تغلق أبوابها واحدة تلو الأخرى، وتعهدت ولايات أخرى مثل كاليفورنيا أو نيويورك بالدفاع عن الحصول على عمليات الإجهاض على أراضيها، وفق ما نقلت "الإندبندنت" بالعربية.

ومع أنّ قرار الحظر كان متوقعاً، تجمع الآلاف للتعبير عن فرحتهم بقرار حظر الإجهاض، وتجمع آخرون للتعبير عن حزنهم، أمام مقر المحكمة العليا في واشنطن.

توالت ردود الفعل داخل الساحة الأمريكية على قرار المحكمة العليا أول من أمس بإلغاء الحق الدستوري للمرأة في الإجهاض

واعتبر الرافضون للقرار أنّه ينتهك حرية المرأة، فيما اعتبر الداعمون للقرار أنّه حماية للحياة، وأنّه كان يتوجب اتخاذه قبل أعوام طويلة.

سياسياً انتقد الديمقراطيون، على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، القرار الذي أصدرته المحكمة العليا الأمريكية، وقال: إنّ صحة وحياة النساء في بلاده أصبحت الآن في خطر، وقال وزير العدل الأمريكي ميريك جارلاند بعد الحكم: إنّ الوزارة ستستخدم كلّ الوسائل التي تحت تصرفها لحماية الحرية الإنجابية، وإنّ الوكالات الاتحادية قد تستمر في تقديم خدمات الصحة الإنجابية إلى أقصى حد يسمح به القانون الاتحادي، وفق وكالة "رويترز".

تجمع الآلاف من الرافضين للإجهاض للتعبير عن فرحتهم، وتجمع آخرون للتعبير عن حزنهم، أمام مقر المحكمة العليا في واشنطن.

تجمع الآلاف من الرافضين للإجهاض للتعبير عن فرحتهم، وتجمع آخرون للتعبير عن حزنهم، أمام مقر المحكمة العليا في واشنطن

وقال جارلاند في بيان: "هذا القرار يوجه ضربة قاصمة للحرية الإنجابية في الولايات المتحدة، وسيكون له تأثير مباشر لا رجعة له على حياة الناس في جميع أنحاء البلاد، وسيكون تأثيره غير متناسب إلى حد كبير في ظل الأعباء الكبرى التي يتحملها الأشخاص من غير أصحاب البشرة البيضاء ومن ذوي الموارد المالية المحدودة".  

 بدورها، قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي والمنتمية للحزب الديمقراطي نانسي بيلوسي في بيان: "هذا الحكم القاسي شائن ومؤلم. ثقوا تماماً أنّ حقوق النساء وجميع الأمريكيين ستطرح في الاقتراع في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل (انتخابات التجديد النصفي للكونغرس)".

اغتنمت عدة ولايات الفرصة لحظر عمليات إنهاء الحمل على أراضيها على الفور وإغلاق عيادات الإجهاض

هذا، ورحبت أوساط جمهورية واسعة بالقرار، وأكدت أنّه قرار صائب كان يجب اتخاذه منذ أعوام، مؤكدين ضرورة الالتزام به في كافة الولايات الأمريكية.

أمّا ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ، فقد قال في بيان: "هذا انتصار تاريخي للدستور، وللطرف الأضعف في مجتمعنا"، القرار "شجاع وصحيح".

الديمقراطيون يعبّرون عن رفضهم للقرار، واستمرارهم في متابعة القضية للمحافظة على حقوق المرأة وعلى صحتها الإنجابية 

بدوره، قال مايك بنس نائب الرئيس السابق دونالد ترامب: "اليوم الحياة فازت، بإلغاء قضية "رو ضد ويد"، أعطت المحكمة العليا للولايات المتحدة الشعب الأمريكي بداية جديدة للحياة، إنّني أثني على القضاة في الأغلبية لشجاعتهم في قناعاتهم"، مضيفاً: "بعد أن أتيحت لنا هذه الفرصة الثانية للحياة، يجب ألا نرتاح ولا يجب أن نلين حتى تتم استعادة قدسية الحياة إلى مركز القانون الأمريكي بكلّ ولاية في البلاد".

دولياً اعتبره عدد من القادة، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ونظيره الكندي جاستن ترودو، تراجعاً أمريكياً في قطاع الحريات، وأدانا القرار. وفي فرنسا أعرب الرئيس إيمانويل ماكرون عن أسفه لـ"التشكيك" في حريات المرأة، حسبما أوردت "سي إن إن".

جمهوريون يؤكدون أنّه الانتصار الأول للدستور منذ (50) عاماً، وأنّه بمثابة استعادة قدسية الحياة 

بالمقابل، اعتبرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الجمعة أنّ إلغاء الحق في الإجهاض "يشكل ضربة موجعة للحقوق الإنسانية للنساء".

وقالت ميشيل باشليه في بيان: إنّ "الحق في الإجهاض الآمن والقانوني والفاعل متجذر بعمق في القانون الإنساني الدولي، وهو في صلب استقلالية النساء وقدرتهن على القيام بخياراتهن بأنفسهن"، مبدية أسفها لقرار "يشكّل تراجعاً كبيراً".

زعماء دول ومنظمات حقوقية يعبّرون عن رفضهم لقرار حظر الإجهاض ويعتبرونه انتهاكاً لحريات المرأة

واعتبرت أنّ "القرار ينتزع استقلالية ملايين النساء في الولايات المتحدة، خصوصاً ذوات الدخل المنخفض واللواتي ينتمين إلى أقليات عرقية وإثنية، (ويأتي) على حساب حقوقهن الأساسية".

ويأتي الحكم بعد (50) عاماً من الجهود التي بذلها اليمين الديني الذي يرى في القرار انتصاراً كبيراً، لكن ليس نهاية للمعركة. وهو يسعى إلى مواصلة تحركاته لجلب أكبر عدد ممكن من الولايات إلى معسكره أو لمحاولة الحصول على حظر على المستوى الفيدرالي.

وذكر معهد "غوتماشر"، وهو مركز أبحاث يقوم بحملات من أجل الوصول إلى وسائل منع الحمل والإجهاض في العالم، أنّه يفترض أن تحظر نصف الولايات عمليات الإجهاض على أمد قصير إلى حدٍّ ما.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية