ربيع إيران: دعوات للتجمع اليوم للدفاع عن "المرأة، الحیاة، الحرية"

ربيع إيران: دعوات للتجمع اليوم للدفاع عن "المرأة، الحیاة، الحرية"

ربيع إيران: دعوات للتجمع اليوم للدفاع عن "المرأة، الحیاة، الحرية"


15/10/2022

تصاعدت الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني في عدة مدن إيرانية، كما دعت مجموعة "شباب أحياء طهران" جميع الشباب وأهالي أحياء عواصم المحافظات والمدن إلى التجمع اليوم السبت، الساعة 12 ظهراً في جميع الأماكن التي لا يتواجد فيها "المرتزقة والظالمون" وترديد شعار "الموت للديكتاتور"، وفق موقع "إيران إنترناشيونال".

واستمرت الاحتجاجات الليلية في طهران. وبالإضافة إلى ترديد الشعارات من خلف النوافذ وإطلاق أبواق السیارات للاحتجاج في الشوارع، تجمع المتظاهرون في منطقة "شهرزيبا" ورددوا شعارات مناهضة للنظام الإيراني. وفي الأهواز، نزل المتظاهرون إلى الشوارع في عدة أحياء ورددوا هتافات مثل "المرأة، الحیاة، الحرية".

الإعلان رقم 10

وفي وقت سابق، أصدرت مجموعة "شباب أحياء طهران" إعلانها رقم 10، وبينما طلبت من "المجموعات المختلفة التي تسير في المسار نفسه المشاركة في هذه التجمعات"، كتبت: "الصوت العالي لرغبة شعبنا الشجاع في الحرية وصل إلى آذان العالم كله، وهذا النظام القمعي المجرم كل يوم يقترب من النهاية".

وأضاف الإعلان "من خلال قطع الإنترنت، يعتقد الظالمون أنهم أغلقوا الطريق أمام حرية الناس، لكنهم لا يعرفون أننا سنجعل الشارع مقبرة للحجب وجميع القيود من خلال الثقة ببعضنا بعضا".

وتتواصل، في إصرار، الاحتجاجات الشعبية، على الرغم من حملة القمع الدموية، التي يمارسها النظام الإيراني؛ حيث كشفت وكالة رويترز للأنباء، نقلاً عن شهود عيان، وتقارير ميدانية موثقة بمقاطع الفيديو، عن قيام حشد من أكثر من مائة متظاهر، بإغلاق أحد الطرق في وسط العاصمة طهران، الأربعاء الماضي، وسط هتافات: "بالمدفع، أو الدبابة، أو الألعاب النارية، يجب أن يسقط الملالي". وأظهر مقطع فيديو آخر، عانتشار شرات من عناصر شرطة مكافحة الشغب في أحد شوارع طهران، حيث اشتعلت النيران.

تصاعدت الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني في عدة مدن إيرانية

من جهة أخرى، تمّ إطلاق الغاز المسيل للدموع، على تظاهرة خرجت من نقابة المحامين في طهران، حيث ردّد المتظاهرون شعار الثورة: "المرأة، حياة، حرية". كما أكّد شهود عيان، قيام عناصر من شرطة مكافحة الشغب، باعتقال عدد من الطلاب في نطاق جامعة طهران.

ثورة في كل أنحاء إيران

في مدينة بوكان بشمال غرب البلاد، أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين، ما أسفر عن إصابة 11 شخصاً، بحسب منظمة هنغاو لحقوق الإنسان، التي أكدت أيضاً حدوث إطلاق نار مكثف في مدينة كرمانشاه.

وفي رشت، عاصمة محافظة جيلان في شمال إيران، شوهد عشرات المتظاهرين وهم يهتفون في مقطع فيديو، نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي: "من كردستان إلى جيلان، أضحي بحياتي من أجل إيران".

تجمع المتظاهرون في منطقة "شهرزيبا" ورددوا شعارات مناهضة للنظام الإيراني. وفي الأهواز، نزل المتظاهرون إلى الشوارع في عدة أحياء ورددوا هتافات مثل "المرأة، الحیاة، الحرية"

وفي سنندج، التي تحولت إلى ساحة حرب مفتوحة، قال متظاهر، بحسب وكالة رويترز، إنّ أعيرة نارية أطلقت أيضاً؛ ما أدّى إلى حدوث إصابات بين المتظاهرين، وأفاد شهود العيان أنّ شرطة مكافحة الشغب انتشرت في كل مكان."

قائد الشرطة الإيرانية، حسين أشتري، قال للتلفزيون الحكومي إنّ أفراداً مرتبطين بجماعات معارضة في الخارج، تنكروا بزي الشرطة، وأطلقوا النار على المتظاهرين، وزعم في تصريحاته، التي لاقت سخرية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ بعض هؤلاء اعتقل.

انتهاكات بلا حدود

قالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية في أوسلو، في آخر تحديث للإحصائيات، إنّ عدد القتلى المدنيين خلال الاضطرابات، ارتفع إلى 201 قتيلاً على الأقل، بينهم 23 قاصراً. وكان تقرير سابق للمنظمة، صدر في الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، قال إنّ عدد القتلى بلغ 185 شخصاً. من جهتها، قالت السلطات الإيرانية، إنّ نحو 20 من أفراد قوات الأمن قتلوا أثناء الاشتباكات.

محتجون يقفون أمام مقر للشرطة

ورصدت بعض التقارير، قيام ضباط المخابرات والأمن الإيرانيون، بمراقبة الصيدليات والمستشفيات؛ لتحديد المتظاهرين المصابين واعتقالهم. وأفادت شبكة سي بي إس نيوز، أنّ المتظاهرين الإيرانيين الذين أصيبوا في المظاهرات، أصبحوا يتجنبون طلب العلاج في المرافق الطبية؛ خوفاً من اعتقالهم، مفضلين العلاج المنزلي. وبحسب ما ورد، فقد بدأ أفراد الأمن في التمركز أمام الصيدليات في سنندج، وإقليم كردستان؛ للتعرف على الجرحى من المتظاهرين الذين تجنبوا زيارة المنشآت الطبية، وأفاد بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، أنّ الصيدليات لديها إمدادات طبية محدودة، لم تعد تفي بالاحتياجات، وأنّ هناك نقصاً في الشاش الطبي، والمضادات الحيوية، كما أصدر المسؤولون الطبيون عدة بيانات، تدين بشدة إجراء تحقيقات في المستشفيات من قبل عناصر الأمن.

حملة برية متوقعة

أشارت تقارير ميدانية إلى قيام النظام الإيراني بحشد قواته العسكرية والأمنية في إقليم كردستان؛ ربما لإجراء عملية برية في كردستان العراق، وسط أنباء توكد قيام الحرس الثوري الإيراني، يوم 10 تشرين الأول (أكتوبر) بنقل قوات من همدان، ويزد، وأماكن أخرى إلى سنندج، حيث يقوم النظام بحملة قمع وحشية هناك.

وقد يستخدم النظام الإيراني، قواته المتمركزة في المنطقة الحدودية؛ للقيام بتوغل بري في كردستان العراق، ضد الجماعات الكردية المسلحة، والتي يتهمها النظام الإيراني بدعم الاحتجاجات عبر الحدود، وهي الاتهامات التي كررها وزير الداخلية أحمد وحيدي، يوم 11 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.

وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، التقى مع كبار المسؤولين الإقليميين في إقليم كردستان، بالتزامن مع انتشار مقاطع فيديو، أظهرت هروب قوات الأمن من المتظاهرين

جدير بالذكر أنّ الحرس الثوري الإيراني شنّ هجمات يومية، بالمدفعية والطائرات بدون طيار والصواريخ، على مواقع المسلحين الأكراد في كردستان العراق، في الفترة من 26 أيلول (سبتمبر) الفائت، إلى 7 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.

وربما تكون التقارير التي تفيد بأنّ النظام الإيراني قد يقوم بتوغل بري في كردستان العراق، هي جزء من عملية دعائية؛ تستهدف الضغط على المسلحين الأكراد في كردستان العراق؛ لإبعادهم عن الحدود وتعطيل عملياتهم.

إجهاد الحرس الثوري

يؤدي تركيز قوات الأمن الإيرانية في إقليم كردستان، إلى تفاقم عدة مشكلات على الصعيد اللوجيستي، حيث يعتمد النظام على عدد صغير من الوحدات المختارة من الحرس الثوري الإيراني، وعناصر الباسيج المدربة على قمع الاضطرابات، وبالتالي ليس لديه ما يكفي من القوة البشرية لتغطية البلاد بأكملها. ومن ثمّ، فإنّ الاحتجاجات المنتشرة في أنحاء البلاد، بالتزامن مع الاضطرابات في المناطق الحدودية والمدن الكبرى، سوف تؤدي إلى إجهاد هذه القوات، وهي نقطة ضعف قد يسعى المتظاهرون والجماعات الأخرى المناهضة للنظام إلى استغلالها.

وبالنظر إلى خريطة الاحتجاجات منذ منتصف الأسبوع الماضي، يظهر أنّ المواجهات تواصلت في 16 مدينة على الأقل، في 11 محافظة، أبرزها طهران، وأصفهان، وأذربيجان الشرقية والغربية، وبوشهر، وخوزستان وغيرها، وقد تتسع مساحة المواجهات في الأيام المقبلة، حيث دعت حسابات ثورية، على وسائل التواصل الاجتماعي، باللغتين الإنجليزية والفارسية، إلى القيام باحتجاجات في جميع أنحاء إيران، يومي 12 و 13 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، وسط تقارير تؤكد انتقال قوات الأمن، بعيداً عن المدن التي تشهد احتجاجات مستمرة، والاقتصار على استخدام قوات تقليدية، وعناصر من المرتزقة والوكلاء.

وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، التقى مع كبار المسؤولين الإقليميين في إقليم كردستان، بالتزامن مع انتشار مقاطع فيديو، أظهرت هروب قوات الأمن من المتظاهرين. وحيدي حذّر الشباب الإيراني من الإطاحة بالجمهورية الإسلاميّة، في اعتراف ضمني بالطبيعة الثورية لهذه الاحتجاجات، وما قد تشكله من تهديد.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية