رئيس وزراء فرنسي سابق يدعو أوروبا وأمريكا إلى منع "المنطق الانتحاري" لنتنياهو... هذا ما قاله

على عكس ما تتبنّاه أوروبا من مواقف داعمة للحرب الدائرة في قطاع غزة، دعا رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان أوروبا والولايات المتحدة إلى منع رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مواصلة منطقه الانتحاري.

وقال في مقابلة مع قناة (فرانس إنفو): إنّ "حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية فشلت في 7 تشرين الأول (أكتوبر) في قدرتها على ضمان حماية الشعب الإسرائيلي"، مؤكداً أنّ "استدلال الحكومة الإسرائيلية استدلال خاطئ، لدرجة أنّ إسرائيل تضع نفسها في خطر أكبر اليوم مع هذا النوع من الحرب، وهذا النوع من الضربات، وحكومة نتنياهو تنتهج سياسة انتقام".

وقال رئيس الوزراء الفرنسي السابق (2005-2007) أيضاً خلال اللقاء: إنّ "ما نعيشه الآن سياسة انتقام"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ "لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس، ولكنّ الدفاع عن النفس ليس حقاً عشوائياً لقتل السكان المدنيين، فقد قُتل حتى الآن أكثر من (10) آلاف شخص، من بينهم أكثر من (4) آلاف طفل في غزة".

دومينيك دو فيلبان: لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس، ولكنّ الدفاع عن النفس ليس حقاً عشوائياً لقتل السكان المدنيين.

وأضاف أنّ هذا الرد "ليس متناسباً، وأنّ إسرائيل تعرّض نفسها للخطر بهذا النوع من الحروب، وهذا النوع من الضربات، لأنّه لا القوة ولا الانتقام يضمنان السلام والأمن، وإنّما العدالة".

دو فيلبان، الذي سبق أن تسلم حقيبة الخارجية في عهد الرئيس جاك شيراك، أكد "عجز نتنياهو عن فهم دروس التاريخ"، وقال: "على حكومة إسرائيل أن تفتح أعينها، لأنّها فشلت بشكل مضاعف في 7 تشرين الأول (أكتوبر)".

ورأى دو فيلبان أنّ "أفضل استراتيجية لفترة ما بعد الصراع، هي إنشاء إدارة دولية مؤقتة تحت رعاية الأمم المتحدة، وتجريد قطاع غزة من السلاح".

وفي ما يتعلق بحلّ الدولتين، دعا دومينيك دو فيلبان إلى صالح "سياسة الفصل التي يجب أن تكون كريمة، وتمنح الفلسطينيين دولة يمكنهم العيش فيها، دولة حقيقية وقابلة للحياة، أمّا اليوم، فيجب على الإسرائيليين مغادرة المستوطنات في الضفة الغربية، وذلك هو ثمن الأمن بالنسبة إلى إسرائيل".

دومينيك دو فيلبان: إسرائيل تعرّض نفسها للخطر بهذا النوع من الحروب، وهذا النوع من الضربات، لأنّه لا القوة ولا الانتقام يضمنان السلام والأمن.

وكانت فرنسا قد انضمت بقوة إلى كل البلدان الغربية التي أبدت دعماً كاملاً غير مشروط لإسرائيل، إثر العملية التي شنّتها حماس في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وقد أدانت باريس بأشد العبارات العملية، ووصفتها بـ "الإرهابية"، ودافعت عن "حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها"، ووجدت عدّة تبريرات لسقوط مدنيين فلسطينيين في قطاع غزة.