ديلي ميل تكشف حقائق مخيفة عن بريطانيا... ما القصة؟

تحقيق استقصائي مرعب نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية مؤخراً كشف عن تحوّل بريطانيا إلى "عاصمة الاحتيال" في العالم، فقد أفادت الصحيفة أنّ خسائر عمليات الاحتيال بلغ نحو (3)  مليارات جنيه إسترليني سنوياً، واستهدف المحتالون (40) مليون بريطاني هذا العام.

وعلى الرغم من خطورة هذه الأرقام، كشفت "ديلي ميل" أنّ 2% فقط من الشرطة البريطانية يحققون في انتشار هذه الجريمة، مشيرة إلى أنّ الخسائر ارتفعت إلى ما يقرب من (3) مليارات جنيه إسترليني سنوياً.

ونبهت الصحيفة البريطانية إلى أنّ الخسائر للفرد في المملكة المتحدة أعلى بكثير ممّا هي عليه في الاقتصادات الغربية الرائدة الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، لافتة إلى أنّ الوضع يزداد سوءاً، حيث يستغل المجرمون ضغوط تكلفة المعيشة لإيجاد طرق جديدة لخداع كبار السن والضعفاء.

تحقيق استقصائي مرعب نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية كشف عن تحوّل بريطانيا إلى "عاصمة الاحتيال" في العالم.

ووفقاً لـ"ديلي ميل"، فقد أدت هذه الموجة المرعبة الجديدة من عمليات الاحتيال إلى قيام المحتالين بسرقة (700) مليون جنيه إسترليني في نيسان (أبريل)، مقارنة بمتوسط (200) مليون جنيه إسترليني شهرياً مقارنة بالعام السابق.

ورصد التحقيق أنّه يتم إبلاغ الشرطة عن واحدة فقط من كل (7) عمليات احتيال، وفقاً لمكتب الإحصاء الوطني، بينما هناك عدد كبير من الحالات التي لم يتم اكتشافها، ممّا دفع الخبراء لتقدير التكلفة السنوية الحقيقية للاقتصاد بنحو (137) مليار جنيه إسترليني.

وعلى الرغم من أنّ الاحتيال هو أكثر الجرائم شيوعاً في البلاد، فقد تم تخصيص 2% فقط من ضباط الشرطة في إنجلترا وويلز للتحقيق فيها العام الماضي، وأدى تقرير واحد فقط من كل (1000) تقرير عن الاحتيال إلى توجيه تهمة في عام 2021، على حدّ قول الصحيفة البريطانية.

ووجد التحقيق الصحفي أنّ أكثر من (40) مليون بالغ في المملكة المتحدة -ما يقرب من (3) من كلّ (4)- تم استهدافهم بالفعل هذا العام من قبل محتال، لافتاً إلى أنّ بريطانيا لديها، إلى حد بعيد، "أعلى مستوى من الاحتيال في بطاقات الائتمان والخصم في أوروبا."

 حملة إصلاح

في ضوء نتائج التحقيق تلك، أطلقت صحيفة "ذا ميل" أمس الإثنين حملة تدعو إلى إصلاح جذري للنظام، يبدأ بتعيين وزير للاحتيال، مطالبة الشرطة بجعل مكافحة الاحتيال "أولوية" وزيادة عدد المحققين المتخصصين.

الصحيفة: خسائر عمليات الاحتيال بلغت نحو (3) مليارات جنيه إسترليني سنوياً، وقد استهدف المحتالون (40) مليون بريطاني هذا العام.

وشددت الصحيفة على ضرورة أن تخصص البنوك "تعويضات إلزامية" لضحايا الاحتيال، فضلاً عن حماية أقوى للعملاء المعرضين للخطر، وأكدت على ضرورة أنّ يحذو عمالقة التكنولوجيا حذو البنوك بتقديم "تعويضات إلزامية" لضحايا عمليات الاحتيال التي تتم عبر منصاتهم، وإلا سيضطرون إلى دفع غرامات إذا فشلوا في اتخاذ إجراءات صارمة ضد المحتالين.

من جهته، أيد ميل سترايد رئيس اللجنة البرلمانية للمالية والخزانة، عن حزب المحافظين، حملة "ذا ميل"، قائلاً إنّه من الضروري "محاربة هؤلاء المجرمين"، وأشادت النائبة العمالية   مارغريت هودج، رئيسة المجموعة البرلمانية الشاملة لمكافحة الفساد، بالحملة باعتبارها "مبادرة رائعة" قائلة: "الاحتيال يصيب ما يقرب من واحد من كل (10) بالغين في بريطانيا، إنّها أكبر جريمة وأسرعها نمواً، لقد حان الوقت لاتخاذ الحكومة إجراءات جادة ضدها".