"دني" يعلن ترشحه: هل يوصله النجاح بولاية بونتلاند لرئاسة الصومال؟

"دني" يعلن ترشحه: هل يوصله النجاح بولاية بونتلاند لرئاسة الصومال؟


27/03/2022

دخلت الانتخابات الرئاسية الصومالية المرتقبة مرحلة جديدة بإعلان رئيس "بونتلاند"، الولاية الصومالية الأقدم والأكثر نفوذاً، سعيد عبدالله دني، ترشحه لمنصب رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تستعد فيه الدولة ذات الأهمية الاستراتيجية في منطقة القرن الأفريقي لإجراء انتخابات طال انتظارها، في ظلّ انتهاء الفترة الرئاسية للرئيس محمد فرماجو منذ أكثر من عام.

ومن المتوقع أن يكون وزير التخطيط السابق إبّان حكم الرئيس حسن شيخ محمود الذي رشح نفسه أيضاً، من بين أكبر منافسي فرماجو في الانتخابات المتوقع إجراؤها في شهر مايو (أيار) المقبل، نظراً للأهمية السياسية والاقتصادية والأدوار التاريخية التي لعبتها الولاية، بطبقتها السياسية النشيطة، في الانتقال بالبلاد من مرحلة الفوضى والحكم الانتقالي إلى المرحلة الفيدرالية، وإعادة بناء وجود الدولة في الأقاليم، عبر الإدارات الذاتية النابعة من إرادة سكّان المحافظات، من خلال الولايات الفيدرالية التي تمّ تأسيسها في البلاد على مدى ربع قرن.

 بونتلاند وإعادة بناء الدولة الصومالية

على الرغم من العقبات التي واجهتها ولاية بونتلاند في أعوامها الأولى، فقد بقيت منذ نشأتها في الأول من آب (أغسطس) 1998 كياناً سياسياً ناشطاً في جهود إعادة بناء الدولة الصومالية، وساهمت في رفد الدولة الصومالية خلال نهضتها من ركام الحرب الأهلية بالعديد من القادة السياسيين الذين لعبوا أدواراً رئيسية في الانتقال من مرحلة الحرب الأهلية والحكم الانتقالي إلى الحكم الفيدرالي، مقدّمة الكثير من التضحيات في سبيل الوصول إلى الاستقرار السياسي في البلاد، وكان على رأس تلك الجهود الرئيس السابق "عبد الله يوسف أحمد"، وهو أحد أبنائها الذين تولوا منصب رئيس جمهورية الصومال.

 دخلت الانتخابات الرئاسية الصومالية المرتقبة مرحلة جديدة بإعلان رئيس الولاية الصومالية الأقدم والأكثر نفوذاً سعيد عبدالله دني ترشحه

وقد استحقّت الولاية بجهود أبنائها لقبها "أم الفيدرالية الصومالية"، والذي يفخر به المنتمون إليها، كما نجحت الولاية بأن تكون قاعدة صلبة لمكافحة أعمال القرصنة الدولية التي تسببت في خسائر كبيرة للاقتصاد العالمي، وتكللت الجهود الجماعية بالقضاء عليها، وإعادة الممرات المائية المحاذية للصومال إلى سابق عهدها، كواحدة من أكثر الممرات البحرية للتجارة الدولية أمناً، وخصوصاً الطاقة والسلع العابرة بين آسيا وأوروبا عبر بحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر.

 بونتلاند والعلاقات العربية التاريخية

على مدى القرون الماضية، ومن خلال الموقع الجغرافي، والنشاط التجاري لسكان الولاية، نجح السكّان من خلال سلسلة من السلاطين ذوي الحنكة السياسية والعلاقات الواسعة، في خلق شبكة من العلاقات مع سلطنات وممالك وإمارات الجزيرة العربية، وهو ما أدّى إلى تصاهر القاطنين على ضفتي شبه الجزيرة الصومالية وشبه الجزيرة العربية، وتكوين تحالفات سياسية وعسكرية وروابط اقتصادية ساهمت لقرون طويلة في تحقيق الأمن والازدهار لسكّان الضفتين، لذا لم يكن غريباً مع وجود تمازج قبلي وعشائري بين سكّان الساحل الشمالي الشرقي الصومالي، والجنوبي الشرقي العربي، خصوصاً في اليمن وعُمان، وهو ما تمّ تعزيزه مؤخراً عبر العلاقات الاقتصادية المميزة بين الولاية ودولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال المشاريع والاستثمارات التي تحققت مؤخراً، لتكون الولاية قاطرة تساهم في التقدّم الاقتصادي والاستقرار في البلاد.

 رغم العقبات في أعوامها الأولى بقيت ولاية بونتلاند كياناً سياسياً ناشطاً في جهود إعادة بناء الدولة الصومالية

 هل يعمم "دني" نجاح تجربة ولايته؟

ويأتي ترشّح رئيس ولاية بونتلاند "سعيد عبد الله دني"، في السياق نفسه، الذي يرى المراقبون أنّه يتماشى مع مكانة الولاية، وأدوار أبنائها المؤثرين في الواقع السياسي والاقتصادي والثقافي في البلاد، وكذلك في اتساق مع مواقف الرئيس "دني" التي من خلالها ساهم في الحدّ مراراً من انزلاق الطبقة السياسية الصومالية نحو التصعيد، في مواجهة الاحتقان السياسي الذي شهدته البلاد، نظراً لتعثّر مراحل العملية الانتخابية المؤدية إلى الانتخابات الرئاسية، وتمكّن الولاية ممثلة برئيسها من الدفع بتسويات حالت دون شلّ الدولة، نظراً للقرارات التي اتّخذها الرئيس المنتهية ولايته "محمد عبد الله فرماجو"، والصراعات التي نشأت في قمّة هرم الحكم في العاصمة "مقديشو"، الذي كاد يعود بالبلاد عموماً والعاصمة إلى عهود الاحتكام للسلاح، بدلاً من التفاوض والتسويات، والالتزام بمقتضيات الدستور والاتفاقات السياسية التكميلية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية