أجّل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر التظاهرات التي كان من المقرر أن ينظمها أنصاره يوم السبت المقبل لإفشال "مخططات خبيثة"، وفق قوله.
وقال الصدر في تصريح نقله موقع "شفق نيوز": إنّ "من يراهنون على حرب أهلية"، و"يحاولون التشبه بخطواته" هم من الفاسدين، في إشارة، كما يبدو، إلى تظاهرات تمّت الدعوة إليها بالموعد نفسه من قبل منافسيه، الإطار التنسيقي للقوى الشيعية.
في السياق، قال وزير الصدر صالح محمد العراقي: "إنّ على الإطار أن يتخلى عمّن وصفهم بـ"الثالوث الإطاري المشؤوم"، بدون أن يكشف عمّن يقصد، لافتاً إلى أنّ هؤلاء يسعون لحرب أهلية في العراق.
أجّل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر التظاهرات التي كان من المقرر أن ينظمها أنصاره يوم السبت المقبل لإفشال مخططات خبيثة
ويأتي تأجيل تظاهرة الصدر على وقع دعوة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للكتل السياسية إلى الاجتماع في مقر رئاسة الحكومة "للبدء في حوار جاد" اليوم.
وقد أعلن الكاظمي، في تصريح صحفي أوردته وكالة الأنباء العراقية الرسمية، أنّه سيدعو إلى حوار وطني عراقي لكل قادة البلد، من أجل المساهمة في إيجاد حل للأزمة التي تعيشها البلاد، لافتاً إلى أنّ الانسداد السياسي انعكس على تشكيل الحكومة وعلى غياب الموازنة.
ونقل المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء عن الكاظمي قوله خلال اجتماع مجلس الوزراء أمس: "لقد كان قرارنا في هذه الحكومة هو ألّا نتورط بالدم العراقي، لا اليوم ولا غداً، الدم العراقي غالٍ، والمشاكل يجب أن تحلّ بالحوار ثم الحوار، ولهذا غداً سوف أدعو إلى حوار وطني عراقي لكل قادة البلد، من أجل المساهمة في إيجاد حل، والتفكير في حل هذه القضية".
وأضاف: "رسالتي إلى إخواني قادة البلد: الكلّ زائل، والتاريخ هو الحكم، يجب أن نكون بمستوى التحدي، والتضحية من أجل العراق ليست عنصر ضعف، وإنّما عنصر قوة، ولا يتصور البعض عندما يقدّم تنازلاً لأخيه كأنّما هو في موقف ضعف، هذا خطأ، التنازل هو عنصر قوة حقيقي".
وتابع الكاظمي: "أتمنى على الجميع التحلي بالصبر والشجاعة؛ حتى نعبر هذه المرحلة ونتمكن من بناء بلدنا، رغم عدم وجود موازنة منذ عامين، فالأمور ماضية بشكل صحيح"، مشدداً على أنّ الانسداد السياسي انعكس على تشكيل الحكومة وعلى غياب الموازنة، وقبلنا بجميع التحديات وحاولنا تذليلها، وكنّا دائماً نجابه الاتهامات والافتراءات والظلم بالصمت من أجل العراق، ومن أجل شعبنا الذي يستحق حياة أفضل ممّا يعيشها حالياً".
العراقي: على الإطار أن يتخلى عمّن وصفهم بالثالوث الإطاري المشؤوم، فهؤلاء يسعون لحرب أهلية في العراق
وأوضح: "للأسف ما زلنا نعيش التحديات السياسية والانسداد السياسي وانعكاساته على أداء الحكومة، إنّ الحكومة ليست طرفاً في الصراع السياسي، لكن هناك من يحاول أن يحمّلها مسؤولية هذه الأزمة، ويهرب من المشكلة، وأن يحوّل كل المشاكل باتجاه الحكومة".
وفي سياق متصل، كشف قيادي في تحالف الفتح الذي يتزعمه هادي العامري عن طلب الأخير لقاء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر نهاية الأسبوع الحالي.
وقال القيادي، الذي ارتأى عدم ذكر اسمه، لوكالة "شفق نيوز": إنّ العامري أبلغ المكتب الخاص بأنّه يريد زيارة مقتدى الصدر يوم الخميس المقبل، موضحاً أنّه لا يوجد أيّ رد على الزيارة من قبل مكتب الصدر حتى الآن.
ويعيش العراق حالة انسداد سياسي منذ أشهر طويلة؛ بسبب الصراعات بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، الذي يضم أحزاباً وميليشيات تابعة لإيران، حول تشكيل الحكومة.