داعش والقاعدة في 2022.. تشرذم وضعف ومحاولات للصمود

داعش والقاعدة في 2022.. تشرذم وضعف ومحاولات للصمود

داعش والقاعدة في 2022.. تشرذم وضعف ومحاولات للصمود


24/12/2022

هدير عادل

عام 2022، تركزت الأخبار الرئيسية على تحولات القيادة في تنظيمي داعش والقاعدة، ولم يقابل تلك الاضطرابات تغييرات جذرية أو مزايا جديدة بساحة المعركة.

وفي 31 يوليو/تموز الماضي، قتل أيمن الظواهري عندما أطلقت الولايات المتحدة صواريخ "هيلفاير" بينما كان زعيم تنظيم الإرهابي واقفا بشرفة منزله في كابول، حيث كان يعيش لعدة أشهر، بدعم من شبكة حقاني، الفصيل المتطرف لحركة طالبان في أفغانستان. 

وخلف الظواهري أسامة بن لادن، الذي قتل عندما داهمت قوات أمريكية منزله في باكستان مايو/أيار عام 2011، وأفادت التقارير بأن الأمير الجديد للتنظيم الإرهابي هو "سيف العدل"، مصري في الستينيات من عمره ويتخذ من إيران مقرا له، وبحلول نهاية عام 2022، لم يكن التنظيم قد اعترف بمقتل الظواهري أو أعلن بديلة. 

وأشار التحليل -الذي نشره مركز ويلسون الدولي للدراسات والأبحاث- إلى أن صمت تنظيم القاعدة بشأن الخلافة أثار تساؤلات حول صحة التنظيم؛ واعتبر بعض المحللين فترة ولاية الظواهري، أنها كانت ناجحة إلى حد ما، بالنظر إلى نجاحه في منع انهيار التنظيم خلال الصعود السريع لداعش، الذي أصبح خصمه الرئيسي بين الجماعات الإرهابية.

وعاش الظواهري أيضًا ليشهد عودة طالبان، حلفاء القاعدة، إلى السلطة في أفغانستان العام 2021، لكنه في الواقع ترك خلفه تنظيماً في حالة فوضى.

وعرف الظواهري إلى حد كبير بكتبه وبياناته المسجلة، والتي كان معظمها طويلاً ومضجراً، وغير ملهم حتى لمعجبيه من المتطرفين، وبصفته قائدا، لم يكن قادرا على الإجبار على الطاعة أو توجيه الأحداث بساحة المعركة.

وفي عام 2013، سعى الظواهري لمنع صعود داعش من خلال توجيه الأوامر لأبوبكر البغدادي بالعودة إلى العراق وعدم التدخل في جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سوريا، لكن رفض البغدادي الانصياع للأوامر، وبعد ذلك اجتاحت قواته سوريا والعراق لإنشاء "خلافة".

ولم تتوقف الفصائل المختلفة في شبكة القاعدة الأوسع نطاقا عن العمل رغم أن مستقبل قيادة التنظيم ظل سؤالا مهما، وكانت الأذرع التابعة له عبارة عن جماعات إرهابية محلية بايعت التنظيم في السابق، لكن كانت أطرافا مستقلة من عدة نواح. 

وقد كانوا متحالفين على نطاق واسع مع القاعدة استراتيجيًا وأيديولوجيًا، لكنهم نفذوا في الغالب مهام ضد الأعداء المحليين بهدف إقامة حكمهم في نهاية المطاف.

ورجحت الطبيعة غير المركزية لشبكة القاعدة أن مقتل الظواهري لن يؤثر تأثيرا كبيرا على الأداء العام للشبكة، وكان أنجح الجماعات التابعة للتنظيم في أفريقيا، حركة الشباب في الصومال، وجماعة النصرة في الساحل.

وفي عام 2022، كان كلاهما تنظيمين فعالين وخطيرين شكلا تحديات أمنية كبيرة في مناطقهم وخارجها.

لكن في الشرق الأوسط، على سبيل المقارنة، لم يكن أداء القاعدة جيدا في 2022، وكان أقوى ذراع له جبهة النصرة من 2013 حتى 2016، لكن في 2016، ترك القاعدة وغير اسمه لاحقا إلى هيئة تحرير الشام، والذي سيطر على معظم إدلب منذ عام 2017.

قيادة داعش

أما تنظيم داعش فقد شهد أيضًا تغييرات في القيادة خلال 2022، رغم أنه لم يتردد في الاعتراف بالخسائر، ففي فبراير/شباط، قتل أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، وهو الاسم المستعار لـ"محمد سعيد عبد الرحمن المولى"، خلال غارة للقوات الخاصة الأمريكية بمجمعه السكني بقرية أطمة السورية.

ويبدو أن المتحدث باسم داعش قتل أيضًا قرابة هذا الوقت، وبعدها بشهر، أعلن المتحدث الجديد باسم التنظيم أن أبوالحسن الهاشمي القرشي الخليفة الجديد.

وفي 30 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلن داعش أن أبوالحسن قتل في معركة، وأفاد بيان للقيادة المركزية الأمريكية أنه قتل على أيدي المتمردين السوريين في درعا منتصف أكتوبر/تشرين الأول.

وأصبح الخليفة الجديد "أبوالحسين الحسيني القرشي"، في حين لا يعرف الكثير عن خلفيته أو هويته، ويقال إنه ينتمي إلى جيل جديد وأصغر من قادة داعش، وبدا أن الجيل الأول يمرر الشعلة إلى رجال أصغر بدأت خبرتهم مع صعود داعش في 2013- 2014.

وقال مسؤول عسكري أمريكي لـ"صوت أمريكا" إن أبوالحسين لم يكن "من الفريق الأصلي"، وانتقال القيادة أظهر أن "هناك أشخاصا تم تدريبهم ومستعدون كي يأتوا بعدهم".

وبعد خسارة كل زعيم، ينشر داعش صورا دعائية تظهر المئات من مقاتلي التنظيم، من سوريا إلى أفغانستان، ومن مصر إلى موزمبيق، يبايعون "الخليفة" الجديد.

وبحلول نهاية 2022، لم تكن هناك مؤشرات كبيرة على معارضة أو استياء داخل شبكة داعش العالمية، ومع ذلك، فإن الاضطرار إلى إعلان خسارة زعيمين في عام واحد ربما لا يمكن تحمله.

وتكبد تنظيم داعش خسائر أخرى عام 2022؛ حيث أفادت تقارير بمقتل ستة على الأقل من كبار المسؤولين أو اعتقلوا بعد مقتل أبوإبراهيم، لكن رغم خسارة القادة، ظلت مختلف ولايات شبكة داعش العالمية نشطة من أفريقيا إلى آسيا الوسطى، وتحول أكبر عدد لعمليات داعش جنوبا باتجاه أفريقيا خلال الأعوام الأخيرة.

وعلى عكس القاعدة، كان لداعش وجود قوي في 2022 بالشرق الأوسط، لا سيما العراق وسوريا وشبه جزيرة سيناء المصرية، وأصدر التنظيم نشرة إخبارية أسبوعية، "النبأ"، توثق هجماته في مختلف ولاياته، وكانت وتيرة الهجمات أقل نوعًا ما في سوريا مقارنة بالسنوات السابقة.

عن "العين" الإخبارية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية