خبراء أوروبيون يكشفون لـ "حفريات" أبرز ملامح المواجهة ضد الإخوان في 2023

خبراء أوروبيون يكشفون لـ "حفريات" أبرز ملامح المواجهة ضد الإخوان في 2023

خبراء أوروبيون يكشفون لـ "حفريات" أبرز ملامح المواجهة ضد الإخوان في 2023


09/01/2023

خلال العام الجديد 2023 تترقب جماعة الإخوان في أوروبا عاماً صعباً آخر، سيشهد مواجهة أكثر حسماً ربما تصل في بعض الدول إلى حظر التنظيم نهائياً، وإدراجه على قوائم الإرهاب، فيما ستكتفي دول أخرى بتعزيز آليات المواجهة على المستوى الأمني والفكري، لاقتلاع فكر التنظيم المتطرف ومنعه من الانتشار مجدداً داخل المجتمعات الأوروبية، الأمر الذي يشكل في مجملة أزمة وتحدياً جديداً أمام جماعة الإخوان "المشتتة"، بعد فقدان غالبية ملاذاتها الآمنة داخل القارة الأوروبية.

إلى ذلك، تحدث خبيران لـ "حفريات" حول أبرز آليات المواجهة الأوروبية ضد التنظيم المتطرف في العام الجديد، متوقعين أن تشهد تعزيزاً لمنظومة القوانين، وفرض قيود على الانتشار الفكري للتنظيم، سواء من خلال النشاطات التي تتم داخل المساجد، أو بتوظيف المناسبات التي تجمع أعداداً ضخمة من أبناء الجالية الإسلامية، أو من خلال الإنترنت، فضلاً عن استمرار مراقبة النشاط المالي للتنظيم وتوسيع دائرة الرصد لتشمل شخصيات ومؤسسات ليست على صلة مباشرة بالتنظيم لكنّها متورطة بدعمه.

مواجهة حاسمة في 2023... ما آلياتها؟

يقول السياسي الألماني من أصل مصري، حسين خضر، نائب رئيس الأمانة الفيدرالية للهجرة والتنوع في الحزب الاشتراكي الألماني، لـ "حفريات": إنّ القارة الأوروبية انتبهت مؤخراً إلى مدى خطورة النشاط المتنامي لتنظيم الإخوان الإرهابي داخل المجتمعات الأوروبية، جراء عدة تقارير أمنية واستخباراتية رصدت خلال الأعوام الماضية تورط التنظيم بشكل غير مباشر في نشر الفكر المتطرف وكذلك دعم تنظيمات الإرهاب.

 القارة الأوروبية انتبهت مؤخراً إلى مدى خطورة النشاط المتنامي لتنظيم الإخوان الإرهابي داخل المجتمعات الأوروبية

ويتوقع خضر أن يشهد العام الجديد تصعيداً للمواجهة الأوروبية بوجه عام، وداخل ألمانيا على وجه الخصوص، ضد تنظيمات الإرهاب والتطرف، لعدة أسباب؛ أوّلها زيادة التهديدات التي تواجه الدولة نتيجة تنامي النشاط المتطرف، وكذلك التحركات الهادفة لزعزعة الاستقرار من جانب اليمين المتطرف، وكلها أمور تستدعي مواجهة حاسمة من جانب الحكومة الألمانية.

كما تستشعر الحكومات الأوروبية الخطر بشكل كبير نتيجة تنامي نشاط التنظيمات المتطرفة، التي ثبت تورطها بدعم وتمويل الإرهاب، سواء من خلال ما تكشف من دور كبير لها في تنفيذ عمليات إرهابية داخل منطقة الشرق الأوسط، أو من خلال ما رصدته الأجهزة الأمنية والاستخباراتية داخل تلك الدول من صلات تنظيمية مباشرة وغير مباشرة لتلك التنظيمات مع جماعات الإرهاب والتطرف في الخارج، عن طريق الدعم المباشر أو التفاهمات الفكرية حول استخدام العنف.

حسين خضر: من المتوقع أن يشهد العام الجديد تصعيداً للمواجهة الأوروبية بوجه عام، وداخل ألمانيا على وجه الخصوص، ضد تنظيمات الإرهاب والتطرف، لعدة أسباب؛ أبرزها زيادة التهديدات التي تواجه الدولة نتيجة تنامي النشاط المتطرف، وكذلك التحركات الهادفة لزعزعة الاستقرار من جانب اليمين المتطرف

ووفق خضر، ستستكمل الحكومات الأوروبية تعزيز ترسانتها القانونية، لمنح جهات التحقيق القدرة على كشف ملابسات محاولات تزييف العلاقة بين تنظيم الإخوان المدرج على قوائم الإرهاب في العديد من الدول العربية، وبين بعض المؤسسات التي تنفي صلاتها به داخل أوروبا.

تداعيات الجائحة على تنامي الإرهاب في أوروبا

وبحديثه عن أحدث التحولات التي شهدتها ظاهرة الإرهاب داخل المجتمعات الأوروبية خلال الأعوام الماضية، يقول خضر: إنّ جائحة كورونا قد ألقت بظلال ثقيلة على تنامي وانتشار الفكر المتطرف داخل المجتمعات الأوروبية.

ويشير خضر إلى أنّ حالة العزلة التي فرضتها الجائحة على المجتمعات الأوروبية أتاحت فرصة أكبر أمام تلك التنظيمات للانتشار وتجنيد الأعضاء الجدد، بالاعتماد على وسائل التواصل عبر الإنترنت، الأمر الذي تنبهت له الحكومات الأوروبية مؤخراً، واستحدثت آليات جديدة لمواجهته، بفرض مستوى رقابة عالٍ على البرامج ومواقع التواصل التي تستغلها تلك الجماعات.

تحركات لحظر الإخوان

من جهته، يتوقع رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات جاسم محمد أن يرتفع سقف المواجهة الأوروبية ضد تنظيم الإخوان خلال الفترة المقبلة، إلى إصدار بعض الحكومات الأوروبية قرارات بحظر أنشطة التنظيم، وفرض قيود مشددة على كافة أنشطته.

ويقول محمد في تصريح لـ "حفريات": إنّ أنشطة جماعة الإخوان باتت تمثل مصدر قلق لغالبية الحكومات الأوروبية، سواء في ألمانيا، أو فرنسا، وكذلك النمسا، وحتى بريطانيا التي كانت تمثل الملاذ الأهم والأكبر لتنظيم الإخوان على مدار العقود الماضية باتت في حالة قلق شديد خشية تمدد النشاط الإرهابي للتنظيم داخل أراضيها.  

يجب تطوير برامج المواجهة والوقاية لتشمل آليات جديدة قادرة على التصدي لمخططات التنظيمات المتطرفة التي تستخدم التكنولوجيا والتقنيات المتطورة في اختراق المجتمعات ونشر الأفكار باستخدام برامج مشفرة يصعب تتبعها أمنياً

ويشير محمد إلى أنّ أهمية المعلومات التي أوردتها تقارير الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في عدة دول أوروبية خلال الأعوام الماضية، عكست التهديدات المباشرة المترتبة على استمرار نشاطات تنظيم الإخوان الإرهابي داخل مختلف الدول الأوروبية، وما يمثله من مخاطر على أمنها وتماسك مجتمعاتها.

كيف تكون المواجهة جذرية؟

وحول أهمية آليات المواجهة الحديثة يقول محمد: إنّها لا بدّ أن تكون شاملة وحاسمة، وتقدّم معالجة جذرية لخطر انتشار تنظيمات التطرف وتوغلها داخل المجتمعات الأوروبية.

وبحسب محمد، لا بدّ أن تشمل المواجهة معالجة شاملة للأسباب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي أدت إلى انتشار الفكر المتطرف، سواء المتعلق بتنظيمات الإسلام السياسي، أو اليمين المتطرف داخل تلك المجتمعات، ومراجعة خطط الاندماج ومعالجة مشاكل المهاجرين والجاليات.

 جائحة كورونا قد ألقت بظلال ثقيلة على تنامي وانتشار الفكر المتطرف داخل المجتمعات الأوروبية

ويشير الخبير الأمني إلى أهمية تشديد الرقابة الأمنية والقانونية على كافة المؤسسات التي يشتبه في تورطها بالتعامل مع تنظيمات التطرف، سواء من خلال تقديم الدعم المادي، أو التواصل الفكري والمساهمة في الانتشار.

ويؤكد محمد أيضاً على ضرورة تطوير برامج المواجهة والوقاية لتشمل آليات جديدة قادرة على التصدي لمخططات التنظيمات المتطرفة التي تستخدم التكنولوجيا والتقنيات المتطورة في اختراق المجتمعات ونشر الأفكار باستخدام برامج مشفرة يصعب تتبعها أمنياً.

ويشير إلى ضرورة حظر كافة الأنشطة المتطرفة للتنظيمات، ومراقبة الشخصيات التي تتواصل مع عموم المواطنين مثل الأئمة وبعض الدعاة، وتجفيف منابع التمويل، إضافة إلى تعزيز منظومة القوانين والتشريعات بشكل مستمر.

صحوة ضد التطرف

بدأت أوروبا في محاصرة نشاط الإخوان منذ عام 2020، بعد سلسلة هجمات إرهابية استهدفت عدة عواصم أوروبية، كان أبرزها هجوم نيس في فرنسا، وهجمات فيينا الدامية بالنمسا، أعقبتها إجراءات مشددة من جانب الاتحاد الأوروبي لمواجهة التطرف، وأطلقت نهاية عام 2020 الاستراتيجية الأوروبية الشاملة لمكافحة التطرف.

وشددت الدول الأوروبية، في ضوء ما وصفه مراقبون بأنّه صحوة ضد التطرف، إجراءات وضعت الإخوان في قلب المواجهة، كان أبرزها قرارات حكومة النمسا بحظر كافة الرموز والشعارات التابعة للتنظيم في عام 2021، وكذلك أقرت فرنسا وألمانيا إجراءات قانونية لمواجهة أنشطة التنظيم، ستستمر وتشهد تصعيداً غير مسبوق في عام 2023.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية