جاءت النسخة السادسة عشر من مؤتمر "حوار المنامة 2020" الذي تستضيفه مملكة البحرين منذ أول من أمس وينهي أعماله اليوم الأحد، ليركّز على فكرة مهمة؛ وهي أنّ أمن الشرق الأوسط ما يزال أساسياً لأمن العالم، وأنّ استقرار هذه المنطقة مهم للأمن العالمي.
اقرأ أيضاً: هل يشاور بايدن الإمارات والسعودية وإسرائيل بخصوص إيران؟
وفي كلمته أمام القمة أكد وزير الخارجية البحريني، عبداللطيف بن راشد الزياني، أنّ أمن الشرق الأوسط ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن العالمي لمدة سبعين عاماً، وهو ارتباط ازداد قوة في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى أنّ أحد الأسباب التي دفعت مملكة البحرين إلى إطلاق حوارات المنامة منذ أكثر من عقد هو إدراكها أنّ الأمن الإقليمي لا يمكن معالجته بشكل فعال إلا كجزء لا يتجزأ من الأمن العالمي، وأنّ هناك حاجة لم تتم تلبيتها لجمع صانعي القرار من الدول داخل وخارج المنطقة.
من جانبه، شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، على وجوب التشاور مع دول الخليج "بشكل كامل"، في حال إحياء الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران. وقال الأمير فيصل لوكالة الصحافة الفرنسية على هامش مشاركته في "حوار المنامة": بشكل أساسي، ما نتوقعه هو أن يتم التشاور معنا بشكل كامل، وأن يتم التشاور بشكل كامل معنا ومع أصدقائنا الإقليميين بشأن ما يحدث، في ما يتعلق بالمفاوضات مع إيران. وأكد أنّ حلفاء بلاده "على الخط نفسه" في ما يتعلق بحل الأزمة الخليجية، متوقعاً التوصل قريباً إلى اتفاق نهائي بشأنها.
ركّز حوار المنامة على فكرة مهمة وهي أنّ أمن الشرق الأوسط ما يزال أساسياً لأمن العالم، وأنّ استقرار هذه المنطقة مهم للأمن العالمي
وقد أحجم وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو خلال تصريحات أدلى بها خلال "حوار المنامة" عن التكهن بموعد تحقق مثل هذا الاتفاق، لكنه قال إنّ واشنطن ستواصل العمل لتسهيل عقد محادثات وحوار من أجل الحل، كما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء.
سدّ نواقص الاتفاق
وأشار الوزير السعودي إلى أنّ المملكة تفضّل نموذجاً أوسع للاتفاق النووي الحالي تحدّثت عنه برلين في الأيام الماضية للجم برنامج طهران للصواريخ البالستية، معتبراً أنّ الاتفاق القائم "ناقص ولا يتطرق إلى جميع القضايا المرتبطة بأنشطة إيران النووية".
وتحدّث الوزير على وجه الخصوص عن الإطار الزمني الوارد في الاتفاق (بين 10 و15 عاماً) والذي اعتبره غير كاف للتعامل مع خطر تطوير إيران أسلحة نووية.
اقرأ أيضاً: إدانات واسعة لاستهداف محطة جدة.. وهكذا ردت السعودية على إرهاب الحوثيين
وقال، بحسب "الفرنسية": "كما شهدنا من خلال قدرة إيران الآن على تعزيز إمكانياتها سريعاً لزيادة مخزوناتها من اليورانيوم المخصّب، فإنّ إطاراً زمنياً قصيراً كهذا غير كاف لاحتواء قدرات إيران النووية".
وفي وقت تسعى المملكة لبناء علاقات مع الإدارة الأمريكية المقبلة، أبدى الوزير السعودي ثقته بأن تعهّد الرئيس المنتحب جو بايدن تحويل السعودية إلى دولة "منبوذة" على خلفية سجلها في مجال حقوق الإنسان، ليس إلا تصريحات للاستهلاك خلال الانتخابات. وقال "أعتقد أن الدعاية الانتخابية تجلب معها أشكال التصريحات كافة، لن آخذها أبعد من ذلك". وأضاف أن المملكة ستحتفظ بعلاقاتها مع ترامب قائلاً "المملكة دائما تتذكر أصدقاءها. وبالطبع، سنبقى على اتصالات ودية مع الرئيس ترامب".
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في كلمته أمام "حوار المنامة" أنّ "استقرار منطقة الشرق الأوسط مهم للعالم ككل". وشدد وزير الخارجية الأردني، على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
اقرأ أيضاً: إخوان اليمن يمهدون لتصعيد قادم مع السعودية من تركيا
وأعرب الصفدي في كلمة بلاده، أمام الجلسة الثانية للنسخة الـ16 من "حوار المنامة"، عن أمل بلاده في أن تخدم اتفاقات السلام الموقعة مع إسرائيل القضية الفلسطينية.
الصفدي: التوترات في الخليج على علاقة بإيران
وطالب وزير الخارجية الأردني بدور لبلاده خلال المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني، مشيراً إلى أن التوترات في الخليج لها علاقة وثيقة بإيران.
وفي الشأن العراقي، دعا الصفدي إلى مساعدة العراق في خطته لإعادة البناء والاستقرار للبلاد، مشدداً على أنه من الضروري التأكد أن العراق لن يصبح ساحة للاقتتال مرة أخرى.
الحوثيون
من جهته، قال وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، أمس إن ديفيد شينكر كبير الدبلوماسيين الأمريكيين لمنطقة الشرق الأوسط ناقش مع بلاده إمكانية أن تصنف الولايات المتحدة الأمريكية جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران على أنها جماعة إرهابية.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان شينكر قد أثار الأمر خلال زيارته لمسقط قال الوزير "نعم، طُرح ذلك".
وأضاف البوسعيدي في تصريحات خلال قمة "حوار المنامة" في البحرين "لا أعتقد أن هناك حلاً يستند إلى تصنيف أو حجب أحد أطراف هذا النزاع وإبعادهم عن طاولة التفاوض"، كما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء.
وأضاف الوزير العُماني، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء البحرين: "عندما نضع في اعتبارنا أمن المنطقة لا يمكن أن نغفل عن أهمية وجود إستراتيجية تقوم على توسعة مضامين الحوار ومفهوم الأمن بحد ذاته، بالاعتماد على الموارد الجماعية".
اقرأ أيضاً: نهاية خطابات "الإخوان" و"السرورية" وأدواتهم في السعودية
وكان مصدران مطلعان على الأمر قالا لوكالة "رويترز" الشهر الماضي إنّ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هددت بإدراج جماعة الحوثي في القائمة السوداء.
يُذكر أنّ مؤتمر "حوار المنامة" يأتي بتنظيم مشترك بين وزارة الخارجية البحرينية وأحد أهم معاهد الفكر الإستراتيجي في العالم، وهو المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية "آي آي إس إس"، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية، لندن، مقراً له.