أطلقت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي يشكّل المسلحون الأكراد غالبية مقاتليها ويدعمها التحالف الدولي، حملة أمنية لتطهير مخيم الهول من العناصر الموالية لـ"داعش"، وقد سجل المخيم خلال العام عمليات اغتيال طالت (43) من ساكنيه.
وقالت "قسد" في بيان لها نشرته قناة "رووداو" الكردية أمس: إنّ العملية الأمنية لتمشيط مخيم الهول شرق الحسكة سيكون عنوانها "الأمن والإنسانية".
وأضافت قسد: إنّ "الحملة باتت ضرورية في ظلّ تزايد الأنشطة الإرهابية لخلايا تنظيم داعش داخل المخيم خلال الفترة الماضية، من خلال الوحشية التي طالت عدداً من قاطني المخيم وأفراد المنظمات الدولية وقوى الأمن الداخلي (الأسايش)".
قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تطلق حملة أمنية لتطهير مخيم الهول من العناصر الموالية لداعش
ويشير بيان "قسد" إلى أنّ تنظيم داعش كان يخطط للسيطرة على المخيم كهدف ثانٍ ضمن مخطّطه الأخير للسيطرة على سجن الثانوية الصناعية بالحسكة، موضحاً أنّه يحاول من خلال تحريك خلاياه فتح ممرات وإحداث ثغرات في الجدران الأمنية، بما يساعده على الهجوم من أكثر من محور "انطلاقاً من ممر يربط المناطق الشرقية مع الحدود العراقية والبادية السورية وكذلك الحدود التركية".
ومن نتائج الحملة وفقاً للبيان، توقيف عشرات الأشخاص من العقول المدبرة لتنظيم داعش، والعثور على (4) خنادق على مساحات كبيرة، وتسجيل أسماء القاطنين وأخذ البصمات ضمن عمليات الحصر والمتابعة، وإزالة الخيم الفارغة ضمن المخيم التي يستخدمها داعش خلال هجماته.
قسد: تنظيم داعش كان يخطط للسيطرة على المخيم كهدف ثانٍ ضمن مخطّطه الأخير للسيطرة على سجن الثانوية الصناعية بالحسكة
وتقول مصادر مقربة من قسد: إنّ تنظيم داعش خطف (10) من ساكني المخيم في الفترة الماضية، ولم يعثر على الخاطفين ولا المخطوفين.
وبحسب مصادر محلية، تجري قوات "قسد" ترتيبات جديدة داخل المخيم لإعادة ضبط الأمن وتطويق حالة الانفلات التي يشهدها من حين إلى آخر، وتشمل تلك الإجراءات إقامة بوابة خاصة لكل قسم فيه، وعزل الأقسام عن بعضها البعض، وتعزيز الحماية بما يمكن من تخصيص حراسات لكل قسم.
ويضم المخيم الأكثر اكتظاظاً عوائل وأبناء مقاتلي تنظيم داعش، وسبق أن شهد عمليات فرار أو محاولات فرار وعمليات قتل نفذتها نساء متطرفات من زوجات مسلحي داعش المعتقلين منهم والفارين في البادية السورية.
وتعتقد قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية الكردية بوجود خلايا نائمة للتنظيم المتطرف داخل المخيم، وتتحسب "قسد" التي حذّرت مراراً من أنّها غير قادرة وحدها على تحمل الأعباء الأمنية والمالية لإدارة المخيم وتأمينه، لهجوم مباغت قد تشنه مجموعات من "داعش" على غرار الهجوم الدموي السابق على سجن في الحسكة يضم عناصر من التنظيم المتطرف، وهو الهجوم الذي أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى بين السجناء ومن القوات الكردية.
من نتائج الحملة توقيف عشرات الأشخاص من العقول المدبرة لتنظيم داعش، والعثور على (4) خنادق على مساحات كبيرة، وإزالة الخيم الفارغة ضمن المخيم
وسبق لقوات سوريا الديمقراطية أن نفذت حملة أمنية داخل مخيم الهول قبل نحو عام، لكنّها لم تتمكن من كبح تحركات خلايا التنظيم المتطرف.
ويقع المخيّم على بعد أقلّ من (10) كيلومترات من الحدود العراقية، بُني للمرة الأولى في عام 1991 من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وكان الهدف منه استقبال النازحين الفارين خلال حرب الخليج الأولى، وتم إغلاقه بعد فترة قصيرة من انتهاء الحرب، وفي عام 2003 أعيد فتحه بهدف استقبال النازحين من الغزو الأمريكي للعراق، ثم أغلق مرة أخرى في 2007، وفي عام 2012 سيطر تنظيم داعش على مناطق بمحافظة الحسكة وحوّل المخيم إلى مقر سكن لعائلات مقاتليه الأجانب، وفي عام 2016 أعادت قوات "قسد" فتح المخيم من أجل استقبال النازحين من مناطق سيطرة تنظيم داعش.
وتوسّع المخيم بسرعة مع وصول أكثر من (63) ألف امرأة وطفل نزحوا بسبب الهجوم على تنظيم "داعش" في الباغوز.
ويضمّ هذا المخيّم الذي يعاني من اكتظاط وسوء الحال نحو (56) ألف شخص، من بينهم (10) آلاف أجنبي، بحسب معطيات الأمم المتحدة، هم بغالبيتهم أقرباء لعناصر من تنظيم داعش ونازحون سوريون ولاجئون عراقيون.