حماس ونتنياهو؟!

حماس ونتنياهو؟!

حماس ونتنياهو؟!


27/05/2024

عبدالمنعم سعيد

لا أدرى كيف سيكون حال حرب غزة الخامسة وقت نشر العمود، ويتساوى وقتئذ القتال داخل غزة أو مسارح العمليات فى لبنان وسوريا والبحر الأحمر؛ ولا حال محاولات البحث عن مخرج طويل الأجل بالترويج لحل الدولتين، أو قصير الوقت إذا ما جرى الاتفاق على هدنة أو «هدن». المؤكد هو أنه سوف يكون معلوما ما أدت إليه الجولة الأخيرة من الحرب حيث المسرح مدينة رفح التى افترضت فيها إسرائيل وجود آخر كتائب حماس الأربع؛ بينما تستمر حماس فى قصف أو رشق مناطق إسرائيلية انطلاقا من شمال غزة ووسطها. الأرجح أنه سوف يثبت فى ذلك الوقت أن السبيل العسكرية للحرب لا تحقق هدفا، فلا فلسطين ستتحرر، ولا فلسطين سوف تخضع، ولا إسرائيل سوف تكف عن استمرار احتلالها.

ما سوف يظهر دون تضليل أن الحرب الدائرة لم تعد بين فلسطين وإسرائيل فى صراع وجودى جديد، وإنما أصبحت بين حماس ونتنياهو؛ فرغم العداء القاتل بينهما فإن بينهما الكثير من الاتفاق على الأهداف التى تدور حول إجهاض حل الدولتين الذى يتيح دولة فلسطينية تكون فيها السلطة الوطنية الفلسطينية هى الممثلة للشعب الفلسطيني.

الاتفاق كان موجودا موضوعيا من قبل الحرب الجارية عندما شجعت إسرائيل/ نتنياهو فصل القطاع عن الضفة الغربية، وقيام سلطة فلسطينية جديدة تحت سيطرة حماس التى حولت «القضية الفلسطينية» من البحث عن دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية إلى قضية «مصالحة» بين فروع النضال الفلسطينى فى غزة ورام الله.

كثير من العواصم العربية والأجنبية بذلت جهدا من أجل «المصالحة الفلسطينية» التى تحولت فيها القضية النبيلة إلى نوع من سوء التفاهم إعلاميا، بينما فى الواقع كانت حماس مصممة دوما أن تقوم دولة للإخوان المسلمين أو لا تقوم على الإطلاق. على الجانب الآخر كانت إسرائيل قد تغيرت، ولم يعد لديها تقسيمات على اليسار واليمين، وإنما سادت الرؤية التوراتية للدولة التى تستنكر وجود دولة فلسطينية من الأصل.

عن "الأهرام"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية