طالب برنامج الأغذية العالمي الحركة الحوثية في اليمن بالتوقف عن تحويل مسار المساعدات الغذائية التي يحتاجها السكان بشكل ملح في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وأفاد مسح قامت به الوكالة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة بأن سكان العاصمة صنعاء لم يحصلوا على حصص مخصصة لهم من المساعدات.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن هناك شاحنات تنقل حمولات غذائية بشكل غير مشروع من مناطق توزيعها، وأن حصص الغذاء تُباع علنا في الأسواق أو تُمنح لأشخاص غير مخولين بالحصول عليها.
ولم يعلق الحوثيون على الاتهامات، لكنهم نفوا تحويل مسار المساعدات الغذائية.
وتقول الأمم المتحدة إن 20 مليون يمني يفتقرون للأمن الغذائي، وأن 10 ملايين منهم لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم التالية.
ويعاني اليمن من نزاع مدمر تصاعد في عام 2015 حين تدخل ائتلاف تقوده السعودية بعد أن استولى الحوثيون على الجزء الأكبر من غربي البلاد وأجبروا الرئيس عبد ربه منصور هادي على مغادرة البلاد.
وقتل ما لا يقل عن 6800 مدني وأصيب 10700 في القتال، بحسب الأمم المتحدة. وتوفي آلاف آخرون من المدنيين لأسباب كان يمكن منعها، بينها سوء التغذية والأمراض والأوضاع الصحية السيئة.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن اختلاس المساعدات الغذائية كُشف عبر دراسة أجريت في الشهور القليلة الماضية بعد ورود تقارير عديدة عن عرض مواد غذائية للبيع في أسواق صنعاء.
وكشفت التحقيقات عن ضلوع منظمة محلية أنيط بها توزيع المواد الغذائية في عملية السرقة، بحسب الوكالة الأممية.
وترتبط المنظمة المحلية بوزراة التربية والتعليم التي يسيطر عليها الحوثيون.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، إن "هذا السلوك يصل إلى حد سرقة الغذاء من أفواه الجياع".
وأضاف "في وقت يموت الأطفال في اليمن لأن ليس لديهم ما يكفي من الطعام، فإن هذا فظاعة. هذا السلوك الإجرامي يجب أن يتوقف فورا".
وقال برنامج الأغذية العالمي إن مراقبيه جمعوا أدلة مصورة لشاحنات تصادر المواد الغذائية من مراكز جرى تخزينها فيها.
كما اكتشف المراقبون أن اختيار المستحقين لم يكن شفافاً، وأن سجلات توزيع الأغذية قد جرى تزويرها.
وحذر بيزلي سلطات الحوثيين في صنعاء من أنه ما لم يتحذوا إجراءات فورية لإنهاء عملية الاستحواذ على الغذاء فلن يكون أمام الوكالة خيار سوى التوقف عن التعاون مع من أساؤوا التصرف.
وفي وقت سابق اليوم، أفادت وكالة أسوشيتد برس للأنباء بأن منظمات ومسلحين من جميع أطراف النزاع حالوا دون وصول المساعدات الغذائية إلى جماعات يشتبه في عدم ولاءها، حيث وزعتها على مقاتلين أو باعتها مقابل ربح.
وكان الحوثيون والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً قد توصلوا إلى اتفاق بوساطة الأمم المتحدة في 13 كانون الأول (ديسمبر) على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر والحيوية في توصيل المساعدات.
وقال الحوثيون السبت إنهم سحبوا مقاتليهم من الميناء، لكن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريتش، شكك في هذا، وقال إن الحوثيين لم ينفذوا الاتفاق الذي يقضي بفتح ممر للمساعدات الإنسانية على امتداد الطريق الذي يربط صنعاء بالحديدة.
عن "بي بي سي عربي"