حادثة تعذيب عمال لبنانيين وسوريين تهز المجتمع اللبناني... ما القصة؟

حادثة تعذيب عمال لبنانيين وسوريين تهز المجتمع اللبناني... ما القصة؟


23/06/2022

تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي لقطات فيديو صادمة تظهر حادثة تعذيب ما يقارب الـ (14)  عاملاً لبنانياً وسورياً في بلدة العاقورة، يتعرضون للضرب والإهانة من قبل أحد أصحاب العمل.

وفي التفاصيل، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الوطنية عن وزارة الداخلية اللبنانية، تبين أنّ صاحب العمل اتهم هؤلاء العمال بسرقة مبلغ من المال، فلم يجد سبيلاً سوى تعريتهم والانهيال عليهم بالضرب وتصويرهم لمزيد من الإهانة؛ بل لم يكتفِ بذلك، وإنّما سدّ أفواههم بحبات من البطاطا أيضاً، ليكتم أنفاسهم، وجَلدهم بأسلاك الكهرباء وإذلالهم.

14 عاملاً لبنانياً وسورياً يتعرضون للضرب والإهانة من قبل أحد أصحاب العمل بعد تلفيق تهمة السرقة لهم

وتحدثت مصادر عن أنّ عملية التعذيب جرت في أحد المراكز الأمنية، الذي يملك الشاب صداقات بين أفرادها.

إلا أنّه فور انتشار تلك المقاطع المهينة خلال الساعات الماضية، تحرك الأمن وفتح تحقيقاً في الحادث، وأصدر القضاء مذكرة بإحضار المعتدي.

في المقابل، زعم أقارب بعض العمال أنّ المعتدي أراد التهرب من دفع مستحقاتهم بعد كدهم لـ4 أيام في قطف الكرز، فما كان أمامه سوى تلفيق تلك التهمة.

من جهتها، أوضحت القوى الأمنية، في بيان أمس، أنّ الحادثة وقعت في بلدة العاقورة، وهي إحدى القرى في قضاء جبيل بمحافظة جبل لبنان.

فور انتشار تلك المقاطع المهينة، تحرك الأمن وفتح تحقيقاً في الحادث، كما أصدر القضاء مذكرة بإحضار المعتدي

كما أوضحت أنّ مواطناً لبنانياً تقدم قبل (3) أيام بشكوى أمام مخفر البلدة، مدعياً أنّ مجموعة من العمال سرقت منه مبلغاً قدره (100) مليون ليرة لبنانية، فحولت شكواه إلى مخفر جونية للتحقيق.

وفي الإطار، أقدم أفراد من عائلات الشبان الذين تعرضوا للضرب، على قطع طريق عام العبدة ـ حلبا (الطريق الرئيسية في عكار) بالحجارة والسيارات والدراجات أمام فصيلة درك العبدة، مطالبين الجهات الأمنية بتوقيف ومحاسبة المعتدين.  

بدوره، قال مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا: "لقد صدمنا بمشهد إذلال العمال الذين يعملون بقطاف الكرز على يد جلادهم، فاستغل عملهم واتهمهم وحاكمهم، ثم شهّر بهم عبر نشر فيديوهات مسيئة ومرفوضة، أعادت إلى الأذهان المشاهد البوليسية التي كنّا نراها على يد الأنظمة القمعية".

أقارب الشباب يزعمون أنّ صاحب العمل لفق التهمة لهم محاولاً التهرب من دفع مستحقاتهم بعد كدهم لـ4 أيام في قطف الكرز

وطالب الأجهزة الأمنية والقضائية بتوقيف الجناة والمتورطين، ورفع الغطاء عنهم، داعياً عقلاء محافظة جبيل للتحرك سريعاً لوأد الفتنة وردّ اعتبار وكرامة هؤلاء العمال.

هذا، وأدان مخاتير البلدة ما نُشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن ضرب واعتداء على شباب من البلدة وسوريين يعملون في منطقة جبيل على يد المدعو ش. طربيه، وفق ما نقلت قناة الجديد.

وقد دعوا إلى "توقيف المجرم ومن معه، وإنزال أقصى العقوبات في حقه".

وأدان رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية النائب ميشال موسى في بيان "ممارسات التعذيب المقيتة لعدد من الشبان، التي أظهرتها أمس صور تناقلها اللبنانيون، مؤكداً "أنّ مثل هذه الممارسات تستدعي الإدانة المطلقة، والمطالبة بالقبض على مرتكبي هذه الأعمال الخارجة عن القوانين والأعراف الإنسانية، والمسيئة إلى كرامات الناس".

وأهاب "بالقوى الأمنية والسلطات القضائية لملاحقة هؤلاء المرتكبين والاقتصاص منهم في أقصى سرعة".

يُذكر أنّ تلك المشاهد المهينة أثارت موجة غضب على مواقع التواصل، وانتقد العديد من الناشطين تكرار حوادث سوء معاملة النازحين السوريين في البلاد.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية