جماعة الإخوان إلى الانشطار... خطوات لتعيين بديل لمنير في إسطنبول

جماعة الإخوان إلى الانشطار... خطوات لتعيين بديل لمنير في إسطنبول


16/12/2021

تتجه جماعة الإخوان المسلمين إلى الانشطار فعلياً إلى جماعتين؛ لكل منهما رأس يدّعي الشرعية وتمثيل الجماعة الأم، وهي نتيجة متوقعة في ظلّ الخلافات والتراشق العلني خلال الفترة الماضية بين الأمين العام السابق للجماعة محمود حسين من جهة، وبين القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير من جهة أخرى.

وأفادت قناة العربية، في تقرير إخباري لها، بقيام جبهة إسطنبول بعقد اجتماع قبل أيام؛ للتجهيز لانتخابات يتمّ من خلالها اختيار قائم بأعمال جديد للجماعة، ومن المتوقع أن تسفر النتيجة عن اختيار حسين نفسه، الذي لمّح في فيديو سابق له إلى أنّه الأكبر سنّاً بين أعضاء مجلس الشورى، والذي يحقّ له بموجب لائحة الجماعة خلافة المرشد حال فراغ المنصب.

اقرأ أيضاً: "موت سريري" لتنظيم الإخوان.. تفاصيل اجتماع إسطنبول الفاشل

وقالت القناة: إنّ الاجتماع أسفر عن اتفاق على تشكيل لجنة أساسية تكون داعمة للقائم بالأعمال الجديد، ولمدة (3) شهور لحين تثبيت أركان عمله، وتزويد اللجنة بالخبراء من الاستراتيجيين والسياسيين والإعلاميين، مع إنشاء مركز إعلامي قوي يكون داعماً لعمل القائم، ومشرفاً على تمرير رسائله إلى صفوف الجماعة في الداخل والخارج، وكذلك قادة وحكومات دول العالم.

واتفقت عناصر وقيادات الجماعة في تركيا على ضرورة إنشاء فريق إعلامي بخلاف المركز الإعلامي، بجانب القائم بالأعمال الجديد بعمل المرشد، تكون مهمّته إرسال أول رسالة له لدول العالم ووسائل الإعلام العالمية، وأن تكون مكتوبة باللغة الإنجليزية، وليس العربية.

اقرأ أيضاً: خلافات جبهتيْ لندن وإسطنبول: ما موقف اخوان مصر؟

 واقترحت قيادات الجماعة أن تكون مهمّة الفريق الإعلامي التسويق لقرارات المرشد الجديد، ورصد ردود الأفعال سلباً وإيجاباً، والرد الفوري على الشبهات، والتواصل مع المؤسسات الدولية والبحثية ومراكز الدراسات؛ لتقديم صورة ذهنية متطوّرة عن الجماعة وعملها وأدائها وأهدافها.

 الاجتماع أسفر عن اتفاق على تشكيل لجنة أساسية تكون داعمة للقائم الجديد، ولمدة (3) شهور لحين تثبيت أركان عمله، وتزويد اللجنة بالخبراء من الاستراتيجيين والسياسيين والإعلاميين

ولا تعكس القرارات الأخيرة اختلافاً كبيراً فيما هو قائم بالفعل، سوى إلباس تحركات فريق تركيا لباساً شرعياً وتنظيمياً، في مواجهة الجانب الآخر الذي يستند إليه منير، على اعتباره القائم بأعمال المرشد.

وبات لدى الجماعة بالفعل مجموعتان إعلاميتان؛ الأولى التي يترأسها حسين، وتسيطر على الوسائل التاريخية للجماعة، وفي مقدمتها موقع وصفحة "إخوان أون لاين"، وتستند الجبهة المضادة على المواقع والصفحات التي تبثّ من خارج تركيا. وقد أعلن منير في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي عن تعيين متحدثين جدد باسم الجماعة، وهما عضو مجلس الشورى العام أسامة سليمان، ورئيس اتحاد طلاب الأزهر سابقاً صهيب عبد المقصود.

ويستند كلا الفريقين في تبرير شرعيته على رأي مجلس الشورى العام، علماً بأنّ بضعة عشرات فقط من ذلك المجلس هم الموجودون بالفعل، وهم الفاعلون فيه، فقد سُجن غالبيتهم، أو اعتزلوا العمل السياسي، كما أنّه لم يصدر بيان من أيّ عضو في مجلس الشورى العام يعلن تأييده لأحد الفريقين، بحسب ما سبق أن صرّح به الباحث في الإسلام السياسي أحمد سلطان لموقع حفريات.

اقرأ أيضاً: جماعة الإخوان تحقق مع المتعاطفين مع "جبهة إسطنبول"... ما القصة؟

ومن المؤشرات الداعمة لفكرة انشطار الجماعة أيضاً أنّ كلاً من الجبهتين الحاليتين تملكان مصادر للتمويل، ولديهما قدرة مالية على الاستمرار، ما بين حسين الذي كان مسؤولاً عن رابطة المصريين في تركيا، والمتهمة بوقائع فساد مالي عديدة، أو جبهة منير الذي يتولّى منصب الأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة، المشرف على اقتصاد الجماعة في الغرب.

 

لا تُعدّ هذه المرّة الأولى التي تشهد فيها جماعة الإخوان المسلمين خلافات على القيادة، أو انشطارات، فقد بدأت الأزمة في العام 2015، بصعود جبهة محمد كمال، التي تبنّت العنف بشكل صريح

 

ولا تُعدّ هذه المرّة الأولى التي تشهد فيها جماعة الإخوان المسلمين خلافات على القيادة، أو انشطارات، فقد بدأت الأزمة في العام 2015 بصعود جبهة محمد كمال، التي تبنّت العنف بشكل صريح، وبعدما فشلت تلك الجبهة في تحقيق أهدافها، في ظلّ مواجهة قوات الأمن المصرية لها ودحض مخططاتها، تبرّأت الجماعة منهم، واستطاعت إخضاعهم بسلاح المال.

وفي سياق متصل، تعاود جماعة الإخوان المسلمين نشاطها الإعلامي المعارض لمصر من فضائيات تبثّ من العاصمة البريطانية لندن، بعد قرار السلطات التركية بوقف تلك الأنشطة من أراضيها.

وتقرّر أن يبدأ المذيع معتز مطر بث برنامجه من لندن بداية الشهر المقبل، وسيقوم الإعلامي محمد ناصر بإعادة بثّ برنامجه من لندن أيضاً، وقد يلحق بهما هشام عبد الله وآخرون ممّن طالبتهم تركيا بوقف أنشطتهم الإعلامية، بحسب ما أورده مرصد مينا.

يُشار إلى أنّ معتز مطر قد أعلن عودته إلى الإعلام مجدداً، فقد بثّ فيديو على صفحته عبر موقع تويتر أعلن فيه أنّه سيعود إلى نشاطه الإعلامي، بعد غياب بسبب التعليمات التركية التي طالبته بوقف برنامجه على قناة الشرق، وعدم بثّ أيّ برامج تنتقد مصر والحكومة المصرية من منصاته على مواقع التواصل من إسطنبول.

اقرأ أيضاً: صراع إخوان إسطنبول ولندن: تناحر القيادات هل ينحر الجماعة؟

ويُحسب معظم الإعلاميين، وفق الباحث في الإسلام السياسي أحمد سلطان، على جبهة منير، على اعتباره الأكثر فاعلية في ذلك الملف، مشيراً إلى أنّ طرد مطر من تركيا واستقراره في لندن من شأنه أن يمثل انحياز كامل لجبهة منير، ويتيح لمطر القيام بمشاريع إعلامية أكبر، كما أنه يعني أن تمتلك جبهة منير صوتاً أعلى من الأخيرة، ما يصب في صالحها وفق موازين القوى.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية