جامع أحمد بن طولون.. ثالث أقدم مساجد مصر يصمد أمام الزمن

جامع أحمد بن طولون.. ثالث أقدم مساجد مصر يصمد أمام الزمن

جامع أحمد بن طولون.. ثالث أقدم مساجد مصر يصمد أمام الزمن


01/04/2023

عبده سالم

"بلد الألف مئذنة"، مقولة اشتهرت بها العمارة الإسلامية في العاصمة المصرية القاهرة، ولكن الواقع الآن يشير إلى عدد أكبر بكثير.

ووفقًا لآخر إحصائية، أعلنت وزارة الأوقاف المصرية في يونيو/ حزيران 2020 ارتفاع عدد المساجد الرسمية في القاهرة إلى 2475 مسجدا، و2485 "زاوية".

وأعلن وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة أن عدد المساجد المصرية يتجاوز 140 ألف مسجد وزاوية، بينما يبلغ عدد المساجد الجامعة الكبيرة أكثر من 100 ألف مسجد.

ومن الأزهر والسيدة زينب والحسين إلى أحمد بن طولون وعمرو بن العاص والشافعي، تشتهر القاهرة بمساجد أيقونية تبرهن على براعة عمارتها منذ فتحها على يد المسلمين عام 641 / 20 هجريًا.

مسجد أحمد بن طولون

من أشهر وأقدم المساجد التاريخية في مصر، ويشتهر بأنه أول مسجد بمئذنة حلزونية في البلاد بارتفاع 40 مترا، وجاء بناؤه فوق ربوة صخرية تسمى "يشكر" في جبل المقطم، ومساحته نحو 6.5 فدان.

ووراء ثالث أقدم مسجد في مصر واقعة مثيرة، حين قال حاكم مصر ومؤسس الدولة الطولونية الأمير أحمد بن طولون: "أريد أن ابني جامعًا إذا غرقت مصر بقي، وإذا احترقت بقي، ويكون من مال حلال".

وتأثر ابن طولون بالطراز المعماري العراقي، وظهر هذا جليًا في مسجده الذي اكتمل بناؤه عام 879/ 265 هجريًا، سواء في التصميم أو التخطيط أو الزخرفة، بحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات في مصر.

مقولة أحمد بن طولون

ويقع المسجد في حي السيدة زينب بالقاهرة، وكان يتوسط مدينة القطائع التي أنشأها ابن طولون لتكون عاصمة مصر الإسلامية في عصر الدولة الطولونية التي انفصل بها حاكم مصر عن الدولة العباسية.

وكان لابن طولون ما أراد من مقولته الشهيرة عند بناء المسجد، فهو الوحيد من بين مساجد مصر التاريخية الذي يحتفظ حتى الآن بتفاصيله المعمارية وحالته الأساسية منذ بنائه في القرن التاسع الميلادي.

وفي تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، قال الدكتور جمال عبدالرحيم، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، إن المسجد يعد أول جامع يبنى بالطوب الأحمر في مصر، وبُني بمال حلال وليس بالسخرة.

تصميم المسجد

ويأتي التخطيط العمراني لمسجد ابن طولون على طراز المساجد الإسلامية الجامعة الشبيهة بتخطيط المسجد النبوي في المدينة المنورة، وهو مربع الشكل يتوسطه صحن كبير مكشوف تحيط به 4 أروقة ذات عقود.

ويتكون المسجد من 5 صفوف من البوائك (أعمدة متراصة ذات أسقف مقوسة)، تحمل عقودها المدببة على دعامات ضخمة، وفي أركانها أعمدة مدمجة، وتحتوي الأروقة الأخرى على صفين من البوائك بعقود مدببة.

ويحتوي المسجد على أسوار عالية تحيط به، و21 بابًا كبيرًا، و129 نافذة، و5 محاريب جصية، أقدمها يعود إلى عهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، والرئيسي من المحاريب المجوفة ويتوسط جدار القبلة.

ومنبر المسجد الحالي من أعمال السلطان المملوكي حسام الدين لاجين، وجاء من خشب الساج الهندي، ويقع على يمين المحراب، وحشواته مجمعة ومطعمة بالعاج وسن الفيل، ومزخرفة بأطباق نجمية وزخارف نباتية.

حقيقة المصمم القبطي

وتشير بعض الروايات إلى أن مصمم المسجد مهندس قبطي يدعى سعيد بن كاتب الفرغاني، وينفي الدكتور جمال عبدالرحيم، أستاذ الآثار الإسلامية هذه الروايات، مؤكدًا أن من بناه مهندس مقياس النيل بجزيرة الروضة وهو محمد بن أحمد الحاسب بن كثير الفرغاني.

ويروي أستاذ الآثار الإسلامية حدثا تاريخيا شهده المسجد في العصر المملوكي، حين احتمى بمئذنته السلطان حسام الدين لاجين بعد اكتشاف مؤامرة لقتله، وبعد نجاته أصبح سلطانا لمصر عام 696 هجريًا، وأمر بترميم وتجديد مسجد أحمد بن طولون، وهذا سر صموده حتى الآن.

عن "العين" الإخبارية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية