تونس: الغنوشي يهنئ أردوغان من سجنه... هل هي رسالة ضمنية؟

تونس: الغنوشي يهنئ أردوغان من سجنه... هل هي رسالة ضمنية؟

تونس: الغنوشي يهنئ أردوغان من سجنه... هل هي رسالة ضمنية؟


29/05/2023

زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، القابع في السجن بتهمة التآمر على أمن تونس، هنّأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الموجود في السلطة منذ (20) عاماً بعد فوزه بولاية جديدة.

وجاء في تدوينة نشرتها الصفحة الرسمية للغنوشي على موقع (فيسبوك): "مبارك لأخي الرئيس رجب طيب أردوغان فوزه بولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية. مبارك لتركيا عرسها الديمقراطي، ومبارك للشعب التركي هذه النسبة القياسية للمشاركة".

وأضاف: "ندعو الله أن يكتب الخير لكل بلداننا، وأن ينعم على كل شعوبنا بنعمة الحرية والأمن والازدهار".

بنهاية حركة النهضة الإخوانية في تونس دولياً، بدا جلياً أنّ بعض الدول الحليفة مثل قطر وتركيا بدأت ترفع أيديها عن راشد الغنوشي وحركته

ويقبع زعيم فرع الإخوان بتونس في السجن منذ 17 نيسان (أبريل) الماضي، بعدما أوقفته السلطات الأمنية بتهمة التآمر على أمن الدولة الداخلي، على خلفية تصريح هدّد فيه بإشعال حرب أهلية وبإثارة الفوضى في تونس، في حال إبعاد حركة النهضة من السلطة.

من جانبها، هنأت حركة النهضة، في بيان، "أردوغان على فوزه التاريخي برئاسة الجمهورية التركية لولاية ثانية والشعب التركي الشقيق بنجاح استحقاقه الانتخابي الرئاسي الذي يثبت مرة أخرى تجذر الديمقراطية التركية وقوتها".

وهنأت الحركة "حزب العدالة والتنمية الذي تربطه بحركة النهضة علاقات صداقة متينة في خدمة مصالح البلدين، كما هنّأت تحالف الجمهور على هذا النجاح الباهر".

ومع تسارع الأحداث بنهاية حركة النهضة الإخوانية في تونس دولياً، بدا جلياً أنّ بعض الدول الحليفة مثل قطر وتركيا بدأت ترفع أيديها عن راشد الغنوشي وحركته.

سبق للغنوشي أن سعى لتوظيف موقعه على رأس البرلمان المنحل في محاولة لحشر تونس ضمن سياسة المحاور دعماً للمحور القطري ـ التركي

هذا التخلي بدأت ملامحه منذ شنّ الإعلام التركي الرسمي هجوماً عنيفاً على راشد الغنوشي ووصفه بأنّه حجر عثرة أمام تحقيق الاستقرار في تونس، لتكتمل ملامحه بعد اللقاء الذي جمع رئيس البرلمان التونسي إبراهيم بودربالة بالسفير التركي في تونس كاجلار فهري شاكيرالب، والتحمّس لتبادل الزيارات واللقاءات بين االبرلمانيْن، التونسي والتركي، وهذه إشارة واضحة إلى أنّ أنقرة قد قلبت صفحة رئيس البرلمان المنحل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي المحسوب عليها.

اللقاء وُصف حينها، على نطاق واسع في كلّ من تونس وتركيا، بأنّه تغيير في الموقف التركي باتجاه الاعتراف بالبرلمان التونسي الجديد والتخلي عن الغنوشي وحزبه، وسبق أن قدّمت أنقرة مصالحها على جماعات الإسلام السياسي الأخرى في التفاوض مع مصر أو في تمتين العلاقة مع إسرائيل.

حاول الغنوشي تمرير اتفاقية مع تركيا تتمثل في تشجيع الاستثمار وحمايته بشكل متبادل بين الجمهورية التونسية وجمهورية تركيا

وسبق للغنوشي أن سعى لتوظيف موقعه على رأس البرلمان المنحل في محاولة لحشر تونس ضمن سياسة المحاور دعماً للمحور القطري ـ التركي، كما حاول تمرير اتفاقية مع تركيا تتمثل في تشجيع الاستثمار وحمايته بشكل متبادل بين الجمهورية التونسية وجمهورية تركيا، وهي المبادرة التي قوبلت برفض واسع من النواب والسياسيين والنشطاء في تونس.

وكان أردوغان قد تبنّى، بعد بدء "الربيع العربي" في عام 2011، على الفور الجماعات الإسلامية السياسية المرتبطة بالإخوان، كوسيلة لتعزيز دور تركيا كقائد في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي الأوسع.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية