تونس: العنف السياسي إلى ارتفاع في ظل النهضة والكرامة... واقعة المطار مؤشراً

تونس: العنف السياسي إلى ارتفاع في ظل النهضة والكرامة... واقعة المطار مؤشراً


18/03/2021

على الرغم من التحالف البارز بين رئيس الحكومة هشام المشيشي وحزب قلب تونس مع حركة النهضة وائتلاف الكرامة الإسلامي، غير أنّ الحكومة وقلب تونس لم يستطيعا الصمت على واقعة المطار، التي تضعهما في موقف محرج بتحالفهما مع النهضة والكرامة، فيما لم تصدر النهضة محض تلميح ينتقد الواقعة، في مؤشر واضح على ارتفاع لهجة العنف والتلويح به قولاً وفعلاً من قبل التيارات الإسلامية في البلاد، في إعادة محاكاة لأعوام ماضية.

أذنت النيابة العمومية في تونس بفتح تحقيقات على خلفية الأحداث التي شهدها مطار تونس قرطاج، حيث تهجّم عدد من نواب ائتلاف الكرامة على الأمن

الواقعة التي شهدها مطار قرطاج أول من أمس، باعتداء نائبين في ائتلاف الكرامة، وهما سيف الدين مخلوف ونضال السعودي، على أمن المطار، ومحاولتهم خرق قوانينه ولوائحه، وتسفير مواطنة تونسية ممنوعة من السفر، مثّلت ليس فقط انقضاضاً على القانون الذي يفترض أن يمثله النواب، ولكنها تنذر بمزيد من العنف السياسي، وخصوصاً أنّ تلك الواقعة تلتها تصريحات لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، في تفسير الموقف التونسي بين مسارين لا ثالث لهما، الحوار أو القوة الغاشمة.

 رئيس الحكومة هشام المشيشي

وأذنت النيابة العمومية في تونس بفتح تحقيقات على خلفية الأحداث التي شهدها مطار تونس قرطاج، حيث تهجّم عدد من نواب ائتلاف الكرامة على الأمن من أجل تسفير سيدة محل متابعة أمنية "بالقوة"، والسيدة موضوعة من قبل النيابة أمام أنظار القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، بحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز".

رئيس قلب تونس: لسنا مسؤولين عن تصرفات ائتلاف الكرامة، وكنّا قد نبّهنا من مآلات الفوضى والخطابات المتشنجة

وأكدت النقابة الجهوية لأمن مطار تونس قرطاج في تصريحات إعلامية أنّ مساندين لائتلاف الكرامة "قاموا باستفزازات لا أخلاقية" تجاه الوحدات الأمنية في محاولة لتوريطهم، بعد أن تمّ منع السيدة من السفر على إثر مراسلة إدارية من وزارة الداخلية، لأنه "محظور سفرها"، غير أنها أرادت المرور بالقوة، وساندها في ذلك رئيس ائتلاف الكرامة النائب سيف الدين مخلوف وعدد من أنصاره.

اقرأ أيضاً: هل وصل الانقسام السياسي الحاد في تونس إلى طريق مسدود؟

وقال كاتب عام النقابة الجهوية لأمن مطار تونس قرطاج أنيس الورتاني: إنّ النائبين قاما باستفزاز أعوان المطار والأمنيين والاعتداء عليهم لفظياً، وقاما أيضاً ببث مباشر وباستفزاز الأعوان بشتى الألفاظ، وخرقا منطقة محجرة داخل المطار، وقاما بالاعتداء على عدد من الأعوان، قائلاً: ''الدولة انتهت اليوم في مطار قرطاج''.

النائب نضال السعودي

وأوضح أنّ المسافرة مطلوبة لدى إحدى الإدارات المعنية بمكافحة الإرهاب، وتمّ تبعاً لذلك منعها من السفر، مضيفاً: ''نحن أعوان نطبق القانون والقرارات... في حين قام مخلوف بشتمنا بشتى الألفاظ''.

وكان رئيس الحكومة الذي ذهب إلى المطار لاحتواء الموقف، قد وصف ما حدث بـ"الاستعراض"، بحسب ما أوردته جريدة العرب اللندنية، منبهاً إلى أنّ محاولات المرور بالقوة ستؤدّي بالبلاد إلى الفوضى.

لا تُعدّ هذه المرّة الأولى التي يتجاوز فيها نواب من ائتلاف الكرامة، وتتواطأ معهم حركة النهضة، فقد سبق أن اعتدى نواب في الكرامة على النائب في الائتلاف الديمقراطي أنور الشاهد

وقال المشيشي: إنّ كل شخص رافض للإجراء الحدودي عليه التوجه إلى القضاء للطعن فيه، مشدداً على أنّ الحصانة التي يتمتع بها النواب لا يمكن أن تمنع محاسبتهم.

وفي غضون ذلك، ندّد رئيس كتلة قلب تونس بمجلس نواب الشعب أسامة الخليفي أمس بالواقعة، قائلاً: إنّ الأمن الجمهوري خطّ أحمر، معبّراً عن تفاجئه بما حدث في مطار تونس قرطاج الدولي، بحسب موقع "موازييك".

رئيس كتلة قلب تونس بمجلس نواب الشعب أسامة الخليفي

وأكّد الخليفي في هذا السياق إدانة حزب قلب تونس لهذه الحادثة حتّى لو كانت مرتكبة من قبل حلفائه، وفق تعبيره، قائلاً: "لسنا مسؤولين عن تصرفات ائتلاف الكرامة، وكنّا قد نبّهنا من مآلات الفوضى والخطابات المتشنجة".

واعتبر أنّ هذه الحادثة دليل على انعدام المسؤولية وتنامي منهجية العبث، مضيفاً: "هذه أطراف لا تدرك معنى الدولة ولا أبجديات التعامل مع مؤسساتها... الأمن يؤدي وظيفته فقط... شنوا ذنبو تتعدّى عليه".

وقائع سابقة

ولا تُعدّ هذه المرّة الأولى التي يتجاوز فيها نواب من ائتلاف الكرامة، وتتواطأ معهم حركة النهضة، فقد سبق أن اعتدى نواب في ائتلاف الكرامة على النائب في الائتلاف الديمقراطي أنور الشاهد، في 7 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وذلك إثر خلاف على مناقشة مهمّة المرأة والأسرة وكبار السن في مشروع ميزانية الدولة لعام 2021.

اقرأ أيضاً: شبح القرضاوي في تونس ولعنته

وقد حاول النائب سيف الدين مخلوف، وهو نفسه المتورط في واقعة المطار، في 27 كانون الثاني (يناير) الماضي، الاعتداء على النائبة البرلمانية ورئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، فقد تعدى عليها لفظياً، وقام بسحب هاتفها، وذلك إثر تهديد النائبة بالدخول في اعتصام مفتوح داخل البرلمان.

النائب سيف الدين مخلوف

وفي كلا الموقفين لم تحرّك النهضة ساكناً، وهي التي تنتهج الأسلوب ذاته في استعراض القوة والتلويح بالعنف، في ظلّ مشهد سياسي متحجر منذ شهرين.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية