تهديدات القرم.. ما السيناريوهات المحتملة لتطور الصراع الروسي الأوكراني؟

تهديدات القرم.. ما السيناريوهات المحتملة لتطور الصراع الروسي الأوكراني؟


26/07/2022

بين تهديد كييف وتحذيرات موسكو، يترقب العالم موجة من الصراع بين الدولتين التي تشتعل بينهما حرب منذ 24 شباط (فبراير) الماضي، تلقي بتداعياتها على العالم أجمع سواء على المستوى السياسي أو الوضع الاقتصادي الذي بلغ تدهوراً تاريخياً، في معظم الدول. 

وبينما يسعى العالم لتجاوز التداعيات الوعرة الناجمة عن الموجة الأولى للصراع الذي ما يزال محتدماً بين روسيا وأوكرانيا من ناحية، وروسيا والغرب من ناحية أخرى، والتي قد تستمر لأعوام، يلوح في الأفق صراع آخر يتوقع المراقبون أن يكون كارثياً، إذا حدث. 

هل العالم على شفا حرب ثالثة؟

بمجرد إعلان أوكرانيا، الثلاثاء الماضي، أنها تستعد للهجوم على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا إلى أراضيها عام 2014 سارعت موسكو إلى الإعلان أنّ هذه الخطوة ستكون بمثابة الإعلان رسمياً عن الحرب في البلاد، وتصف روسيا الصراع بينها وبين أوكرانيا حتى اليوم بأنه "عملية عسكرية" لم تصل بحسب المسؤولين الروس إلى مستوى الحرب. 

وألمح نائب وزير الدفاع الأوكراني فولوديمير هافريلوف لصحيفة "ذا تايمز" خلال زيارة للندن، الثلاثاء، نقلتها عدة مواقع عربية، ألمح إلى استعداد بلاده مهاجمة شبه جزيرة القرم للرد على العملية الروسية. 

وقال هافريلوف "إننا نتسلم إمكانيات مضادة للسفن وقريباً أو لاحقاً سوف نستهدف الأسطول"، مضيفاً أنه "سوف يتوجب على روسيا الخروج من القرم إذا كانوا يريدون البقاء كدولة".

تصف روسيا الصراع بينها وبين أوكرانيا حتى اليوم بأنه "عملية عسكرية" لم تصل بحسب المسؤولين الروس إلى مستوى الحرب

في المقابل، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف، إنّ رفض أوكرانيا والقوى الغربية الاعتراف بسلطة موسكو على شبه جزيرة القرم يمثل تهديداً مباشراً لروسيا وإنّ "أي هجوم خارجي على المنطقة سيتبعه ردّ مزلزل".

ونقلت شبكة "سكاي نيوز عربية"، عن وكالة تاس للأنباء عن ميدفيديف قوله إنه في حالة وقوع هجوم على شبه جزيرة القرم، "سيأتي يوم الحساب سريعاً وسيكون صعباً للغاية، ومن الصعب جداً إخفاؤه".

لماذا تعتبر روسيا جزيرة القرم خطاً أحمر؟ 

ضمت روسيا شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود، وهي منطقة إستراتيجية لها، من أوكرانيا في عام 2014 بعد الإطاحة برئيس مؤيد لموسكو في كييف وسط احتجاجات حاشدة في الشوارع، ثم دعمت موسكو بعد ذلك انفصاليين مسلحين مؤيدين لها في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، بحسب تقرير لـ"العربية".

وتهدف روسيا الآن إلى السيطرة على كامل حوض دونباس (يضم لوغانسك ودونيتسك)، بعدما سيطر عليه الانفصاليون الموالون لموسكو جزئياً العام 2014، بهدف فتح ممر بري يصل الشرق بشبه جزيرة القرم التي ضمتها إلى أراضيها بنفس العام، وفق التقرير ذاته. 

ديمتري ميدفيديف: رفض أوكرانيا والقوى الغربية الاعتراف بسلطة موسكو على شبه جزيرة القرم يمثل تهديداً مباشراً لروسيا وأي هجوم خارجي على المنطقة سيتبعه رد مزلزل

وفي هذا الصدد قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الخميس الماضي، إنّ العملية العسكرية التي تشنها روسيا في أوكرانيا لم تعد تقتصر على شرقي ذلك البلد.

وأضاف لافروف، في حوار مع وسائل إعلام روسية، نقله موقع "BBC" أنّ إستراتيجية موسكو تغيرت، بعدما زود الغرب أوكرانيا بأسلحة طويلة المدى، موضحاً أنه يتعين على روسيا الآن أن تدفع القوات الأوكرانية أبعد عن خط المواجهة لضمان أمنها.

من جانبه حذر جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي من المحاولات الروسية لضم أراضي أوكرانية جديدة لمحيط سيطرتها. 

وقال كيربي في بيان نقله موقع "يورو نيوز"، الأربعاء، إنّ "الروس يستعدون لتنصيب مسؤولين بالوكالة في المناطق التي يحاولون ضمها لسيطرتهم، واعتماد الروبل عملة رسمية وإجبار السكان على التقدم بطلب للحصول على الجنسية، وأضاف "لدينا اليوم معلومات، ومنها معلومات مخابرات يمكننا مشاركتها معكم، بخصوص كيفية وضع روسيا الأساس لضم الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها في انتهاك مباشر لسيادة أوكرانيا".

وبحسب كيربي "تتبع روسيا الأسلوب ذاته الذي استخدمته في 2014 عندما أعلنت ضمها لشبه جزيرة القرم بعد أن استولت عليها من أوكرانيا، على حد قوله.

هل تتجه الأزمة نحو حرب؟

بحسب تحليل نشره المركز السويدي للمعلومات، الجمعة 22 تموز (يوليو) الجاري، تتجه الأزمة الروسية الأوكرانية نحو (4) سيناريوهات رئيسية. 

يتوقع الأول رضوخ روسيا للعقوبات الغربية، من خلال استهداف الاقتصاد بشكل متواصل من جانب دول التحالف الغربي والولايات المتحدة، وما يزيد من وسائل الضغط هو مصادرة أموال المواطنين والدولة في الخارج. 

 سيرغي لافروف: العملية العسكرية التي تشنها روسيا في أوكرانيا لم تعد تقتصر على شرقي ذلك البلد

السيناريو الثاني يتوقع رضوخ أوكرانيا أمام الإمكانيات الكبيرة للجيش الروسي، وتنتهي الحرب بانتصار روسيا وتحقيق أهدافها، إلا أنّ هذا السيناريو، وفق تحليل "المركز السويدي"، يصطدم بالمحاولات من أوكرانيا لإحداث حالة من الفوضى وحرب الشوارع لإرباك الجيش.

أما السيناريو الثالث فيتوقع استمرار الدعم الغربي المكثف إلى أوكرانيا بمختلف أنواع الأسلحة وفي المقابل استمرار العناد من جانب روسيا لتحقيق أهدافها مما سيؤدي إلى تصعيد محتمل بين الروس والأوكرانيين خلال الفترة المقبلة. 

وفي حين يرجح السيناريو الرابع توسيع الصراع بين روسيا وأوكرانيا، يستبعد تماماً أن يبدأ الغرب بمهاجمة روسيا، لكنه قد يضطر للرد على الضربات الروسية إذا تجاوزت حدوده. وتتقاطع الحدود الأوكرانية مع 4 دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويرتبط هذا السيناريو إلى حد كبير بالتحركات الروسية لضم أراضي جديدة إلى سيطرتها، وفق ما أورده "المركز السويدي".

 بحسب تقرير مطول نشره المركز السويدي للمعلومات، الجمعة 22 تموز (يوليو) الجاري، تتجه الأزمة الروسية الأوكرانية نحو (4) سيناريوهات رئيسي

وفي السياق يدعو بعض الساسة الروس إلى سيناريو آخر يمكن إضافته للسيناريوهات الأربعة باعتباره احتمالاً وارداً يتعلق بنزع السلاح من كافة المدن الأوكرانية لتجنب أي هجوم من جانب أوكرانيا أو بحد أدنى استبعاد فكرة إثارة حرب الشوارع في حال سقوط كييف. 

وفي هذا الصدد، قال أندريه كليشاس رئيس لجنة التشريع الدستوري بمجلس الاتحاد الروسي (البرلمان)، إنّ تهديدات سلطات كييف بمهاجمة القرم، تؤكد ضرورة اجتثاث النازية ونزع السلاح في جميع أنحاء أوكرانيا، بحسب شبكة "روسيا اليوم". 

وأضاف السياسي الروسي أنّ "التهديدات من جانب العسكريين الأوكرانيين بمهاجمة شبه جزيرة القرم أو جسر القرم، تؤكد أنّ اجتثاث النازية ونزع السلاح يجب أن يتم في جميع أنحاء أوكرانيا، وإلا فسيبقى هناك تهديد دائم لأراضينا ومواطنينا وبنيتنا التحتية".

 

مواضيع ذات صلة:

"دافوس" انتهى كما ابتدأ: أوكرانيا ووعود تعافي الاقتصاد

كيف توظّف روسيا الحسناوات لكسب العرب في الحرب ضد أوكرانيا؟

أردوغان يفعلها مجدداً: حسابات الربح والخسارة من الحرب في أوكرانيا



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية