في ظل محاولات تركيا مدّ نفوذها في القارة الأفريقية، وبعد تغلغلها في الصومال وليبيا، تظهر موريتانيا أخيراً لتكون إحدى ساحات الحضور التركي في القارة.
وقد نفذت تركيا إلى الصومال عبر بوابة المساعدات الإنسانية، وتستخدم هذه المرّة بوابة الأئمة لكي تتسلل إلى المجتمع الموريتاني.
وبحثت أنقرة أمس مع الجانب الموريتاني سبل تعزيز التعاون في مجال تكوين الأئمة والخطباء، وهو أمر سبق أن أثار قلقاً في الغرب، حيث تندد منظمات غير حكومية بدور تركي في نشر التطرف عبر خطباء في المنابر الدينية والمساجد وفي جمعيات دعوية وخيرية يحوم حولها كثير من الشبهات، بحسب أجهزة أمن عدة دول أوروبية، وفق ما أورده موقع "أحوال تركية".
تدريب الأئمة أو العمل الإنساني الإغاثي وافتتاح المدارس الدينية والتعليمية أقرب وأسهل طريق للتسلل إلى النسيج الاجتماعي في موريتانيا
وتدريب الأئمة أو العمل الإنساني الإغاثي وافتتاح المدارس الدينية والتعليمية أقرب وأسهل طريق للتسلل إلى النسيج الاجتماعي في موريتانيا، المثقلة بأزمات اجتماعية واقتصادية، والتي تكابد لإرساء السلم الأهلي.
وبحسب بيان نشرته وزارة الشؤون الدينية الموريتانية على صفحتها بفيسبوك، التقى وزير الشؤون الإسلامية الموريتاني الداه ولد سيدي ولد اعمر مع السفير التركي جيم كاهايا أوغلو في مقر الوزارة بنواكشوط.
وقالت الوزارة في بيانها: إنّ اللقاء بحث "علاقات التعاون بين البلدين، خاصة في مجال تكوين الأئمة والخطباء، وفقاً لرؤية مركز تكوين الأئمة الذي يعمل قطاع الشؤون الإسلامية على إطلاق أنشطته قريباً".
وكانت الحكومة الموريتانية قد أطلقت في أيلول (سبتمبر) إجراءات إنشاء مركز لتكوين الأئمة والخطباء، وقالت: إنّ الهدف منه "تدعيم مهارات الخطابة وتحسين المستويات العلمية".
وتقوم تركيا من جهتها بتعزيز تواجدها في موريتانيا عبر مدارس ومن خلال منظمات خيرية، لكنها بدأت تركز منذ أعوام على قطاع التعليم للتسلل إلى الساحة الموريتانية، وعملت كذلك على استقطاب الطلاب الموريتانيين للدراسة في الجامعات التركية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد زار موريتانيا في شباط (فبراير) 2018.