تقرير بنك ليبيا المركزي.. هل ينهي نفوذ الإخوان؟

تقرير بنك ليبيا المركزي.. هل ينهي نفوذ الإخوان؟


08/07/2021

رجحت مصادر ليبية أن يدين تقرير الشركة الدولية "ديلويت" المكلفة من الأمم المتحدة بمراجعة حسابات مصرف ليبيا المركزي محافظ المصرف الإخواني الصديق الكبير وعدداً كبيراً من المسؤولين في المصرف المنتمين أو الموالين للجماعة.

 

مصادر ليبية رجحت أن يدين تقرير "ديلويت" الإخواني الصديق الكبير محافظ المصرف وعدداً كبيراً من المسؤولين

 

وقالت مصادر خاصة لـ "حفريات" إنه سيكون للتقرير أثر كبير في إنهاء سطوة الإخوان على المصرف المركزي، وعلى اختيار شخصية وطنية جديدة لإدارة أموال الليبيين، مؤكدين أنّ الكثير من النواب والشخصيات المشاركة في منتدى الحوار السياسي دفعوا في اتجاه إصدار التقرير بشكل عاجل وعدم تأجيله مرة ثانية، حيث كان من المقرر أن يصدر في نهاية نيسان (أبريل) الماضي.

وأوضحت مصادر لـ"سكاي نيوز عربية" أنّ المجلس الرئاسي سيستلم التقرير في فعالية يشهدها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا يان كوبيتش، وعدد من المسؤولين الآخرين.

وبحسب المصادر ذاتها، فإنّ التقرير يتضمن توصيات حول تحسين نزاهة ووحدة النظام المصرفي في البلاد، إضافة إلى خطوات توحيد المصرف المركزي، وتعزيز المساءلة والشفافية، مسلطاً الضوء على التجاوزات التي شابت العمل المصرفي تحت قيادة الكبير، وسوف يستعجل إجراء تغييرات واسعة.

وتساءل الصحفي الليبي بشير زعيبة عن السبب وراء تأخر صدور التقرير طوال تلك الفترة الماضية، الأمر الذي طرح العديد من علامات الاستفهام، معقباً: "هل لتأجيل صدور التقرير علاقة بالخلافات حول منصب محافظ المصرف المركزي؟ أم خشية من دور محتمل لمحتوى التقرير في حسم الصراع؟".

 

بشير زعيبة: هل لتأجيل صدور التقرير علاقة بالخلافات حول منصب محافظ المصرف المركزي؟ أم خشية من دور محتمل لمحتوى التقرير في حسم الصراع؟

 

ولم يستبعد زعيبة أن يكون التأجيل في إعلان التقرير يعود إلى وجود حالة من "التشابك الدولي"، بسبب ما كشفته تلك المراجعة، حيث ظلت طوال الأشهر الماضية في انتظار "التوافق" على صيغة لإدراجها في التقرير.

وتمّ طرح العديد من الأسماء خلال الفترة الماضية لتولي المنصب خلفاً للكبير، وذلك منذ إعلان مجلس النواب بدء عمل لجنة استلام ملفات المرشحين للمناصب السيادية، ومن بينهم محمد الرعيض وفرحات بن قداره وفتحي المجبري وأنور الخايبي وعبد الحميد الشيخي، حسب المصادر، وهو الملف الذي يناور حوله تنظيم الإخوان للإبقاء على الكبير، أو المقايضة بمنصبه مقابل تعيين شخصيات محسوبة على التنظيم.

 

زيدان: إيرادات النفط الليبي ذهبت خلال الفترة الماضية مرتبات للمرتزقة السوريين، والدفع مقابل الطائرات المسيّرة التركية

 

واستمر الصديق الكبير المنتمي لتنظيم الإخوان في منصبه منذ أن عينه المجلس الانتقالي أواخر عام 2011، بضغط من التنظيم الذي كان يسيطر على أغلبية المؤتمر الوطني الليبي آنذاك، وعمل على ترسيخ وجود التنظيم بتوفير غطاء مالي كبير له، مكنه من توطيد أقدامه عسكرياً في مناطق الغرب الليبي.

وشاب عمل الكبير الكثير من المخالفات، أخطرها صرف رواتب ثابتة لميليشيات مسلحة، وصفقات سلاح مشبوهة، ورصدت تقارير رقابية تجاوزات داخل المصرف تحت إدارته، آخرها الصادر عن ديوان المحاسبة في طرابلس.

وفي هذا السياق، يقول الباحث الليبي فرج زيدان: إنّ إيرادات النفط الليبي ذهبت خلال الفترة الماضية مرتبات للمرتزقة السوريين، والدفع مقابل الطائرات المسيّرة التركية التي استخدمت في الحرب ضد الجيش الوطني الليبي.

 

النمر: أسوأ شبهات الفساد المالي التي ارتبطت بـ"الكبير" هي فتح اعتمادات مستندية وهمية

 

ودعا الناشط الليبي باسم النمر إلى إقالة الكبير لما ارتكبه طيلة الأعوام الماضية من تجاوزات مخالفة للقانون، وتورطه في قضايا الفساد المالي والإداري للمصرف، إضافة إلى التواطؤ مع دول أجنبية؛ ما انعكس بالسلب على وضع الليبيين المعيشي، حيث عكف على "صرف أموال الليبيين لدعم الميليشيات والمرتزقة".

وتابع النمر أنّ أسوأ شبهات الفساد المالي التي ارتبطت بـ"الكبير" هي "فتح اعتمادات مستندية وهمية" كان لها الأثر السلبي على اقتصاد البلاد، محملاً إياه مسؤولية اختفاء المليارات، إضافة إلى التلاعب بالأموال المجمدة، وذلك وفق تقرير ديوان المحاسبة.

وبدأت شركة "ديلويت" الدولية تحت إشراف مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع وبعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا عملية مراجعة حسابات مصرف ليبيا المركزي بفرعيه في طرابلس وبنغازي، منذ آب (أغسطس) 2020، بجمع المعلومات من مصادر رسمية وتجارية، بهدف استعادة النزاهة وتوحيد المؤسسات المالية الليبية.

 

الكبير عرض على الدبيبة تجاوز مجلس النواب بما يتعلق بالميزانية، واللجوء إلى الاعتمادات الشهرية، مقابل دعمه للبقاء بمنصبه

 

وفي إطار مرتبط بالصديق الكبير ولعبه الدور الكبير في الصراعات السياسية الداخلية قالت مصادر: "إنّ محافظ المصرف المركزي استقبل رئيس الحكومة القادم من طبرق يوم الإثنين الماضي في المطار، وهذا يخالف الأعراف.

ووفقاً للمصادر، فإنّ الكبير عرض على الدبيبة تجاوز مجلس النواب بما يتعلق بالميزانية، واللجوء إلى الاعتمادات الشهرية، مقابل دعمه للبقاء بمنصبه وعدم تغييره ضمن المناصب السيادية التي يعمل على تغييرها مجلس النواب، وفق ما نقلت صحيفة "بوابة أفريقيا" عن مصادر خاصة.

وبحسب موقع "العين"، فإنّ الدبيبة سيعمل على التواصل مع عدد من النواب من الجنوب والشرق بعد عيد الأضحى، وسيدعوهم إلى زيارة العاصمة حيث يعيد توزيع ما بقي من مناصب، مثل وكالات الوزارات والقناصل ورؤساء الشركات والهيئات العامة لصالح مرشحي هؤلاء النواب، في مقابل دعمه في ما سيقبل عليه وعدم تغيير محافظ البنك المركزي.

 

الدبيبة سيعمل على التواصل مع عدد من النواب لتوزيع ما بقي من مناصب، مثل وكالات الوزارات لصالح مرشحيهم مقابل دعمه

 

والتقى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة مساء أمس بمكتبه بديوان رئاسة الوزراء بمحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير.

وبحسب البيان الذي نشر عبر صفحات الحكومة الرسمية، فإنّ اللقاء تابع أوجه التعاون بين المصرف المركزي والحكومة، وخاصة المتعلقة بإجراءات صرف المرتبات في وقت مناسب، والعمل على توفر السيولة النقدية بكافة المصارف بشكل مستمر.

يُذكر أنّ "الصديق الكبير" ما يزال في منصبه، على الرغم من اتهامات الفساد الموجهة إليه، وعلاقته المعروفة بالإخوان، وقيامه بإيداع (8 مليارات دولار) من احتياطات البلاد في البنك المركزي التركي من دون فوائد لمدة (4 أعوام)، فضلاً عن دوره في توجيه الأموال لدفع أجور المرتزقة الأجانب، وغير ذلك من الانتهاكات المتعلقة بدفعه المليارات لمستثمرين أتراك. 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية