هشام رشاد
قالت الأمم المتحدة إن مفاوضات السلام الجارية حاليا بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بقطر لم تؤثر على الحد من الخسائر بين المدنيين.
وكشف تقرير أممي جديد أن حوالي 6 آلاف شخص على الأقل قتلوا أو أصيبوا نتيجة العنف في أفغانستان خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، حسبما أوردت النسخة الفارسية لصحيفة إندبندنت البريطانية.
وتنشر المنظمة الدولية، التي توثق الخسائر في صفوف المدنيين الأفغان منذ عام 2012، توصيات ربع سنوية لتسلط الضوء على الأوضاع في العاصمة الأفغانية كابول.
وعلى الرغم من أن العدد الإجمالي للضحايا المدنيين في الأشهر التسعة الأولى من عام 2020، انخفض بنحو 30 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لكن بدء المفاوضات بين الفرقاء الأفغان بالعاصمة القطرية الدوحة لم يقلل الخسائر فحسب، بل زاد وتيرتها، حسب بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان المعروفة اختصارا باسم (يوناما).
وبحسب التقرير، فقد قُتل 2117 شخصا، وأصيب 3822 آخرون من بين حوالي 6 آلاف شخص كانوا ضحايا للعنف المسلح خلال الفترة من 1 يناير/ كانون الثاني إلى نهاية سبتمبر/ أيلول 2020.
وأشارت المنظمة الأممية إلى أن تصاعد حدة الحرب داخليا كان لها تأثير مدمر على المدنيين، ما جعل أفغانستان واحدة من أكثر الأماكن دموية للعيش عالميا.
ودعت جميع أطراف النزاع إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية أرواح المدنيين والعمل على إنهاء الحرب في أقرب وقت، لأن هذا هو الحل الوحيد لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وأعربت الأمم المتحدة، في تقريرها، عن استعدادها لمساعدة جميع الأطراف داخل أفغانستان من أجل اتخاذ خطوات عاجلة في هذا الاتجاه.
على الرغم من أن التقرير الربع سنوي الأخير لا يزال طور الإعداد، تخوض طالبان والقوات الأفغانية الحكومية معارك ضارية في هلمند خلال الفترة الحالية.
ونفذ مسلحو حركة طالبان هجمات عشوائية داخل مناطق ننجرهار، ولغمان، وغور، وتخار، وكابول مما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 400 مدني.
وبالتالي لا تزال احتمالات زيادة الخسائر في صفوف المدنيين الأفغان قائمة، لا سيما من الأطفال والنساء الذين يتصدرون قائمة الضحايا.
ويقتل أكثر من أربعة أطفال ونساء من كل عشر ضحايا مدنيين جراء الحرب في أفغانستان، حيث شكل الأطفال والنساء حوالي 31 %، و 13 % على الترتيب من الخسائر.
وألقى التقرير باللوم على حركة طالبان والجماعات المسلحة الأخرى داخل أفغانستان في مقتل 58 % من الضحايا المدنيين، مقابل تحميل القوات الموالية لحكومة كابول مسؤولية 28 % من الضحايا.
وقالت ديبورا ليونز، المبعوثة الأممية الخاصة إلى أفغانستان، إنه : "تستغرق مفاوضات السلام وقتًا حتى تنتهي، لكن يمكن لجميع الأطراف إعطاء الأولوية للمناقشة بهدف تقليل الخسائر في صفوف المدنيين واتخاذ إجراءات فورية لاتخاذ مزيد من الخطوات لمنع إلحاق الأذى بالناس".
ودعت الأمم المتحدة مؤخرا طالبان والحكومة الأفغانية لوقف إطلاق النار حتى نهاية العام الجاري لمكافحة فيروس كورونا، وإنقاذ مئات الآلاف من الجوع.
وقد رحبت الحكومة الأفغانية بالدعوة الأممية، في حين قال المبعوث الأمريكي الخاص بأفغانستان زلماي خليل زاد إن حركة طالبان قد لا تقبل وقف إطلاق نار شاملا.
عن "العين" الإخبارية