تعمل بصمت... أين جماعة الإخوان مما يحدث في سوريا؟

تعمل بصمت... أين جماعة الإخوان مما يحدث في سوريا؟

تعمل بصمت... أين جماعة الإخوان مما يحدث في سوريا؟


15/03/2025

كشف مصدر من الإخوان المسلمين في الأردن أنّ وفداً زار إسطنبول مؤخراً، والتقى بقيادات في تنظيم الإخوان السوري للتشاور بشأن كيفية دعم التحول السوري.

ووفق موقع (الرأي اليوم) فإنّ الزيارة تهدف للتنسيق من أجل معرفة موقف الجماعة الإخوانية السورية من بعض المقترحات مثل توجيه "وفد شعبي أردني" إلى دمشق لتأييد التحوّل ودعم وإسناد العملية الجارية في سورية، وهو الأمر الذي لم يفضله في هذه المرحلة قادة التنظيم الإخواني السوري.

ونقلت قيادات أردنية عن أخرى سورية في جماعة الإخوان المسلمين حرص الثانية على نجاح تجربة الثورة السورية الحالية، ووجودها مع الفصائل التي تمثل هيئة تحرير الشام، وشاركت في الثورة، لكن في إطار محدود وبعيداً عن الأضواء والإعلام.

وفُهم هنا أنّ جماعة الإخوان السورية تتقصّد عدم إصدار أيّ بيانات سياسية أو إعلامية، وأنّها معنية خلف الستائر والكواليس بدعم استقرار العملية الجارية في سوريا، وأنّ الجماعة لا ترى نفسها كطرف في المنافسة أو التأسيس لشراكات في هذه المرحلة إطلاقاً، وأنّها ستترك الساحة لنجاح فصائل الثورة التي تمكّنت من إسقاط النظام السوري، وأنّ القرار فيها تجنّب أيّ مزاحمة أو منافسة أو إشغال للشرع ومجموعته، وتركهم يكملون المهمة.

جماعة الإخوان قرّرت عدم المزاحمة، لا على المواقع الوزارية والإدارية، ولا على المناصب، ولا حتى على الفصائل والحضور في المؤسسات الجديدة والوليدة.

 ونُقل عن قيادات في جماعة الإخوان السورية أنّها لن تخدش بالحرص أو التفكير الفصائلي الصورة العامة التي أنجزها الثوار بتحقيق هدف تاريخي هو إسقاط النظام السوري، رغم أنّ الجماعة لديها قناعة بأنّها أكثر من قدّم تضحيات على صعيد التحرر من النظام السوري السابق في الماضي وقبل عام 2011.

ويُفهم من هذا السياق أنّ جماعة الإخوان المسلمين قرّرت عدم المزاحمة لا على المواقع الوزارية والإدارية في معادلة الإدارة الجديدة في سوريا، ولا على المناصب، ولا حتى على الفصائل والحضور في المؤسسات الجديدة والوليدة، وأنّ لديها حصّة محدودة جداً من العملية التي تجري وبعض مواقعها، وراضية تماماً عن هذه الحصة.

ورجح الموقع ذاته أنّ جماعة الإخوان المسلمين ليست بصدد المشاركة بثقلها قصداً في تحضيرات المؤتمر الوطني، وتطرح شعار التواجد وليس البحث عن "شراكات" الآن، وعلى قاعدة أنّ من نفّذوا المهمة التاريخية بإسقاط النظام من حقّهم الحصول على مساحة عمل كاملة بدون صراعات وتنافسات.

 ولا مشاركة أيضاَ ثقيلة في لجان إعداد الدستور الجديد، وإن حصلت انتخابات انتقالية مرحلية تميل الجماعة إلى المشاركة فيها بصيغة محدودة، وبعيداً عن المغالبة للتيارات الحالية الأساسية في فصائل الثورة التي تحولت إلى مؤسسات حاكمة.

وهنا أفاد قياديون في الجماعة بأنّهم ميالون إلى دعم الشرع عن بُعد وتمكينه من الحيز الوطني الشامل، ودعم عملية إعادة بناء الدولة السورية بدون اعتبارات للأجندات والمصالح الذاتية، مع الإقرار بأنّ الفصائل الحاكمة دفعت ثمناً كبيراً، ولها سبق الشرعية النضالية في الواقع الموضوعي، وإن كانت تلك الشرعية النضالية لا تشكّل الإطار الأساسي لبناء دولة سورية في المستقبل.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية